أيمن عدلي يكتب: تجارة بالدين تحت ستار الخير.. انتبهوا!

في زمن باتت فيه حاجات الناس أكثر إلحاحًا، خرجت علينا مئات الجمعيات التي تتدثر بغطاء الدين والخير، بينما تمارس تجارة مكشوفة في المشاعر والضمائر..شعارات براقة، إعلانات متكررة، ووعود لا حصر لها: زرع نخيل، سقيا ماء، كسوة يتيم، كفالة مسكين… ولكن خلف كل هذا ألف علامة استفهام.
جمعيات تشتري الهواء على الفضائيات، وتملأ الشاشات ببرامج مدفوعة الثمن، تستدرج بها قلوب الناس البسطاء، وتبيع لهم أوهام الثواب بمقابل مادي بارد..صور مفبركة، أرقام مبالغ فيها، ومشاريع تُعلن أكثر مما تُنفذ..كل شيء محسوب ومصمم بدقة لاصطياد التبرعات، دون شفافية حقيقية أو رقابة فعلية.
أين تذهب أموال الناس؟
من يراقب هذه الجمعيات؟
لماذا لا نرى أثر هذا “الخير” على الأرض؟
الأخطر أن بعض هذه الجمعيات لم تعد مجرد كيانات خيرية بل تحولت إلى واجهات لغسل الأموال أو أدوات لخدمة مصالح سياسية تحت غطاء العمل الإنساني.
لا أحد يعارض الصدقة ولا الخير، لكن ما نرفضه هو المتاجرة بالدين، واستغلال سذاجة البسطاء تحت وهم الفوز بالجنة.. نرفض أن تتحول الصدقة إلى صفقة، وأن يستباح الدين لأجل مصلحة دنيوية.
هنا يجب أن نطالب بشفافية كاملة.
نحتاج إلى تقارير مالية علنية.
نحتاج إلى رقابة صارمة من الأجهزة المعنية.
ونحتاج إلى وعي شعبي حقيقي… فليس كل من حمل لافتة صدقة أو تحدث بآية هو موثوقًا به.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
“من غشنا فليس منا.”
ولأننا نؤمن أن الخير الحقيقي لا يحتاج إلى دعاية رخيصة ولا إلى منصات مدفوعة، فإننا ندعو كل مواطن إلى أن يتحرى قبل أن يتصدق.
صدقاتكم أمانة… فابحثوا جيدًا عن مستحقيها الحقيقيين.