الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها، واخطر الفتن ما يتعلق بالدين، وقد كفانا الله شر هذه الفتن على مدى السنوات الماضية بعدما تخلصنا من جماعة الاخوان المتأسلمين، وما كانت ترتكبه فى حق الدين والمجتمع من فتن باسم الدين، ومنذ انكشافهم وتخلصنا منهم لم يعد هناك مكان للانقسامات الدينية في مصر، كل انسان من حقه أن يعتقد كما يشاء، شريطة ألا يمس حرية الآخرين أو يسيء اليهم أو يخرج عن الثوابت المستقرة، هكذا ما يجب أن نكون عليه في الجمهورية الجديدة، المواطنة تعطى لكل إنسان حقه فى الإعتقاد والفكر والقانون هو الذى يحكم الجميع.
وليس من المنطقى مع كل هذا أن نجد من يخرجون علينا ليخلقوا حالة جديدة من الفتنة، ويفتحوا الباب لجدل لا نعلم إلى أين سيذهب بنا، فى وقت يتطلب منا جميعا أن نتوحد لاستكمال عملية البناء والتنمية في مصر ، وليس الدخول فى مناظرات على الهواء لا تثمن ولا تغني من جوع ! ، خاصة في وقت تواجه الدولة المصرية تحديات كبيرة في ظل ما يشهده الإقليم من اوضاع مشتعلة !.
كل مبصر بما يواجه الدولة الآن من تحديات يدرك أن هذه الفترة يجب أن تكون فرصة لتعزيز التفاهم والوحدة بين جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن الانتماء الديني او الفكرى ، لإن التوافق والتضامن الوطني هما الأساس لبناء دولة قوية، والخلاف والفتنة هما طريق الهدم.
ولهذا أعتقد أن تعمد أعضاء مركز تكوين إثارة الجدل بشكل كبير من خلال التصريحات المستفزة والتشكيك في الأحاديث النبوية أمر يثير القلق والاستياء والارتباك بين جموع المسلمين في مصر بل والوطن العربي الذين يرون في السنة والأحاديث النبوية جزءاً لا يتجزأ من دينهم ومعتقداتهم ولا يقبلون مساسا بها، وفي ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم الإسلامي، يجب أن نكون واعين لمثل هذه الخروجات الخطيرة والطروحات المتجاوزة للثوابت وأن نتحد لمواجهتها بكل حزم وقوة، والجهات المعنية يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الشطحات وتصحيح الفكر المنحرف الذي يحاول نشره أعضاء مركز تكوين ، وعلى الجميع أن يكونوا حذرين ويعملوا على تحصين شبابنا ونشر الوعي بأهمية السنة والأحاديث النبوية في الحياة الإسلامية ، وان الوحدة والتماسك بين المسلمين هي السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه الافتراءات والتصريحات المشوشة على الحقيقة.
بكل صراحة ليس لدي أي مخاوف طالما هناك قلعة محصنة ضد التضليل والأفكار الشاذة في المجتمع كالأزهر الشريف الذي يعد مرجعية دينية بارزة في العالم الإسلامي، ويعمل على نشر العلم الشرعي الصحيح وتعزيز الوعي الديني لدى الناس، مما يمكنهم من التمييز بين المعلومات الصحيحة والتضليل والأفكار المتطرفة ، كما يقدم الأزهر التوجيه والإرشاد للمسلمين لفهم تعاليم الإسلام بشكل صحيح وتجنب الانحرافات.
لكن فى المقابل لن يستطيع الازهر وحده القيام بدور التوعية، بل علينا أن نعمل معا كمجتمع واحد، دون تفرقة أو تمييز ديني، لتحقيق التقدم والرخاء في بصيرة واحدة ، خاصة وأن مصر تحتاج إلى وحدة شعبية قوية تخلق الفرص وتعزز التعايش السلمي بين مواطنيها.