حذرت كثيرًا من خلال العديد من مقالاتي السابقه عن خطورة سعي البعض وراء الترند ولكنني لم أكن اتخيل ما قام به الملحن أحمد حجازي وعزفه للقرآن الكريم على أنغام العود!
فالعالم اليوم يشهد سباقًا مستمرًا وراء الترندات والموضات الحديثة، وهذا السباق قد يدفع البعض إلى اتباع أفكار وأفعال قد تكون غير ملائمة أو غير متناسبة مع قيمهم الدينية والثقافية مما يعكس بالغ الأثر على المجتمع .
القرآن الكريم هو كتاب مقدس يحمل رسالة دينية وروحية عميقة، ويهدف إلى توجيه المسلمين في حياتهم، وعند قراءته على أنغام العود سواء لأغراض تعليم التلاوة كما يزعم الملحن او الترفيه والترند يتم تقليل أهمية القرآن وتجاهل البعد الروحي والديني الذي يحمله، وهذا يعكس انحرافًا عن الهدف الأصلي للقرآن ويقلل من قيمته الحقيقية.
تاريخيًا .. تم تلاوة القرآن الكريم بأسلوب رسمي وتقليدي يعكس القدسية والتقدير المتعارف عليهما، وعندما يتم قراءته على أنغام العود بطريقة غير تقليدية يتم تشويه هذا التراث الديني والثقافي القيم ، لذلك يجب أن نحترم التقاليد ونحافظ على تاريخنا الديني دون تشويهه أو تجاوزه .
وبكل تأكيد عندما يتم قراءة القرآن الكريم على أنغام العود بطرق غير تقليدية قد يؤدي ذلك إلى تشويش في فهم النص القرآني ،فالقرآن يحمل في طياته مفاهيم دينية وأخلاقية عميقة تحتاج إلى تفسير ودراسة جادة، وعندما ينحرف الناس عن هذا الفهم الصحيح ويتبعون الترندات والموضات، يمكن أن تفقد الآيات والأحكام معانيها الحقيقية وتحول إلى مجرد عبارات خاوية.
ما فعله حجازي سيكون له تأثير سلبي على الأجيال الصاعدة، فالشباب يتأثرون بسهولة بالموضات والاتجاهات الحديثة، وقد يفهمون من هذا السلوك أن الاهتمام بالدين يتركز على المظهر والترفيه بدلاً من الصلاح الروحي والعمل الصالح، يجب أن نعلم الشباب بأهمية فهم القرآن وتعظيم قيمه الروحية والتثقيفية بدلاً من الانجراف وراء الترندات العابرة.
وفي النهاية يجب أن نكون حذرين تجاه السعي العميق وراء الترندات التي قد تعكس استخدامًا غير ملائم للقرآن الكريم. يجب أن نحافظ على قداسة القرآن وأهميته الروحية ونتعامل معه بتقدير وتأدب ، فالاهتمام بالدين ينبغي أن يكون قائمًا على الفهم الصحيح والتطبيق العملي للمبادئ والقيم الدينية، وليس مجرد موضة عابرة تسعى وراء الانتشار والشهرة.