أيمن عدلي يكتب: رمضان.. طعنة في قيم مصر وهيبتها!

الفيديو المتداول للفنان محمد رمضان، وهو يرتدي ما يشبه بدلة رقص نسائية وحمالة صدر خلال حضوره مهرجانًا في أمريكا، لا يمكن وصفه إلا بأنه سقوط أخلاقي وفني يستحق التوقف عنده مليًا، بل ويفرض تدخلًا فوريًا من الجهات المختصة.. هذه الصورة ليست فقط مظهرًا شاذًا أو استعراضًا صبيانيًا مبتذلًا، بل تمثل طعنة مباشرة في صميم القيم التي تربى عليها هذا الشعب.
في كل محاضرة أقدمها لطلاب الإعلام والشباب في الجامعات، نتحدث عن الرجولة، والهوية، والمظهر اللائق، وعن مسؤولية كل فرد في تمثيل بلده بالشكل الذي يليق بتاريخه وثقافته أجد تجاوبًا محترمًا من شبابنا، لكن للأسف، تأتي نماذج مثل محمد رمضان لتنسف كل هذا الجهد، لأن المسؤولين اختاروا الصمت، أو في بعض الأحيان، التشجيع الضمني عبر المنصات والشاشات.
ما حدث ليس “فنًا”، بل حالة من الانفلات القيمي والتساهل الرسمي مع ما يجب أن يمنع لا أن يُحتفى به .. عندما نرى علم مصر مرفوعًا في مشهد يحمل كل هذا الابتذال، يجب أن نسأل: من سمح بتمثيل مصر بهذا الشكل؟ من منح الضوء الأخضر لمثل هذه النماذج أن تصبح عنوانًا للفن المصري خارج البلاد؟
الوضع يحتاج إلى وقفة حقيقية، لا مجرد عبارات استياء على وسائل التواصل .. ما يقدمه محمد رمضان من محتوى وتصرفات ، لا يعكس بأي شكل من الأشكال هوية المجتمع المصري ولا فنه ،بل يتعارض صراحة مع ما ينص عليه الدستور والقانون من مسؤولية الفن في بناء الوعي وتقديم القدوة.
المطلوب ليس فقط موقفًا إعلاميًا، بل تحقيقًا رسميًا .. كيف يُسمح لشخص بهذا الانفلات أن يمثل مصر؟ أين الجهات الرقابية؟ أين دور النقابات؟ وهل أصبحت حفنة دولارات كفيلة ببيع قيمنا وثقافتنا؟
الرسالة واضحة: إما أن تحافظ الدولة على هيبتها وقيمها، أو تترك المجال مفتوحًا لصعاليك الشهرة ليقودوا مشهدًا لا يمثلنا.