مقالات

أيمن عدلي يكتب: عماد أديب.. سقوط أخلاقي ومهني في مستنقع التطبيع

ما فعله عماد أديب ليس مجرد “سبق إعلامي” كما يدعي البعض، بل هو جريمة مهنية وإنسانية مكتملة الأركان..أن يجلس إعلامي يحمل الجنسية المصرية “حتى وإن تجنس لاحقًا “أمام زعيم المعارضة في الكيان الصهيوني يائير لابيد، ليمنحه منصة ينشر منها أكاذيبه ويجمل صورة جيش الاحتلال الدموي، فهذا أمر لا يمكن تبريره أو تمريره.

كيف يسمح لنفسه – وهو من تربى على تراب هذا الوطن – أن يصمت بينما يصف لابيد جيش الاحتلال بأنه “جيش الإنسانية”؟! عن أي إنسانية يتحدث؟ عن القنابل التي تهدم منازل غزة فوق رؤوس أهلها؟ عن القناصة الذين يطلقون النار على أطفال الحجارة؟ عن الحصار والتجويع والقتل الممنهج؟!

هذا اللقاء ليس وجهة نظر..وليس حرية إعلام..إنه خيانة أخلاقية واستخفاف بدماء الشهداء. أي إعلام هذا الذي ينقل رسالة العدو دون محاسبة أو مواجهة؟! وأين ضمير المذيع الذي يبتسم في وجه من يبرّر قتل الأبرياء ويستهين بجرائم الاحتلال؟!

لقد قدم عماد أديب، وبكامل وعيه، خدمة مجانية للعدو الصهيوني في وقت تخوض فيه فلسطين معركة وجود لا معركة حدود، وفي وقت يقدّم فيه الشعب الفلسطيني الشهداء كل يوم، بينما يتفرغ بعض الإعلاميين لغسل صورة المحتل.

والأدهى من ذلك، أن هذا الإعلامي الذي باع مهنيته وقيمه، يحمل جنسية أخرى، وهو ما يفتح الباب للتساؤلات عن ولائه، وعن أجندته، وعن دوافعه الحقيقية وراء هذا الحوار المشبوه.

كان من المفترض أن يكون عماد أديب، بوصفه مسلمًا وعربيًا ومصريًا – إن كان ما يزال يعتبر نفسه كذلك – أكثر وفاءً لتاريخ بلاده، لدماء جنود الجيش المصري الذين ارتقوا شهداء في 1967 و1973 دفاعًا عن الأرض والعرض ضد نفس هذا العدو الذي يجلس اليوم ليمتدحه دون خجل.

ما فعله لا يمت للمهنية بأي صلة..ولا للرجولة..ولا للشهامة..بل هو انفصال تام عن الواقع الوطني والعربي والإنساني..ولذلك فإن قرار نقابة الصحفيين بشطب عضويته في وقت سابق لم يكن فقط مستحقًا، بل كان أقل ما يجب اتخاذه تجاه من اختار أن يكون بوقًا للتطبيع.

إن من يختار الانحياز للقاتل، لا يستحق أن يتحدث باسم الإعلام. ومن يعطي صوته لمن يبرر المجازر، فقد باع ضميره وانسلخ عن أمته.

الإعلام موقف..ومن لا موقف له، فليصمت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى