أيمن عدلي يكتب واقع ومستقبل الإعلام المصري.. بين تحديات الحاضر وآفاق التطوير

شهد الإعلام المصري تحولات كبيرة على مدار العقود الماضية، حيث مر بمراحل متباينة من التقدم والركود، متأثرًا بالتحولات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية..وفي خضم هذه التغيرات يأتي قرار عودة القناة الأولى والفضائية المصرية إلى التليفزيون المصري ليعيد فتح النقاش حول واقع ومستقبل الإعلام الوطني، ودوره في تقديم محتوى يليق بمكانة مصر وريادتها الإعلامية في المنطقة.
واقع الإعلام المصري: تحديات ومطالب التطوير
لا شك أن الإعلام المصري يعاني من عدة تحديات على صعيد الشكل والمضمون ، فعلى المستوى الشكلي هناك حاجة ماسة إلى تطوير البنية التحتية التقنية والاعتماد على أحدث أدوات الإنتاج والبث التي تضاهي القنوات الإقليمية والدولية.. أما على مستوى المضمون فيتعين تقديم محتوى يواكب تطلعات الجمهور المتغير، حيث أصبح المشاهد يبحث عن المعلومة الدقيقة والترفيه الراقي، في ظل المنافسة الشرسة مع المنصات الرقمية والقنوات العالمية.
إن قرار إعادة القناة الأولى والفضائية المصرية إلى دائرة الضوء يحمل في طياته دعوة للتجديد والإصلاح ،فهذا القرار يشكل مسؤولية كبيرة على عاتق الإعلاميين والعاملين في ماسبيرو، الذين يمثلون ركيزة هذا الصرح الإعلامي التاريخي ،فهم مطالبون بالارتقاء بالرسالة الإعلامية ليس فقط من خلال تحسين جودة الإنتاج، بل أيضًا عبر الالتزام بالمهنية والشفافية في نقل الأحداث وتحليلها.
آفاق تطوير الإعلام المصري
ومن وجهة نظري لتطوير الإعلام هناك ضرورة لاعتماد رؤية شاملة تشمل التحديث التكنولوجي ، وتطوير الكوادر البشرية، وتعزيز المحتوى الوطني، بالإضافة إلى دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي ، وإعادة بناء الثقة مع الجمهور.
دور أبناء ماسبيرو في المرحلة القادمة
إن أبناء ماسبيرو أمام مهمة وطنية حقيقية ،فإعادة الزخم للتليفزيون المصري تتطلب منهم العمل بروح الفريق الواحد، مع تقديم أفكار مبتكرة وبرامج نوعية تجذب الجمهور من جديد..كما يجب عليهم تعزيز الشفافية والحيادية في معالجة القضايا، والتركيز على خدمة المصلحة العامة.
من ناحية أخرى، يجب أن يكون هناك دعم حكومي واضح لمشروع تطوير الإعلام المصري، سواء من خلال توفير التمويل اللازم أو تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة ،فالاستثمار في الإعلام هو استثمار في وعي المجتمع وثقافته.
نحو إعلام مصري قوي ومؤثر
إن عودة القناة الأولى والفضائية المصرية إلى واجهة الإعلام الوطني تمثل فرصة ذهبية لإعادة تعريف دور الإعلام المصري، وتحويله إلى قوة ناعمة تساهم في تشكيل الرأي العام محليًا ودوليًا ، وأرى انه لتحقيق ذلك لا بد من شراكة حقيقية بين الإعلاميين والجمهور وصناع القرار، لضمان تقديم رسالة إعلامية قوية ومؤثرة تليق بتاريخ هذا الوطن.
لا شك أن التحديات كبيرة، لكن الإرادة أكبر ،وبفضل تفاني أبناء ماسبيرو وإخلاصهم، يمكن للتليفزيون المصري أن يستعيد قوته وحضوره، ليظل منبرًا يعبر عن طموحات الشعب المصري وأحلامه.