الكرسي الذي لم يُشغل.. لحظة إنسانية في الأزهر تشهد تكريم باحثة بعد رحيلها

في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالفخر، عقدت جامعة الأزهر مناقشة رسالة الدكتوراه للباحثة الراحلة هانم محمود أبو اليزيد محمد أبو العزم، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات فرع بورسعيد، رغم وفاتها قبل انعقاد الجلسة.
في قاعة المناقشة، جلس الحضور أمام كرسي فارغ، لم يكن خاليًا من المعنى، بل كان ممتلئًا برمزية الحلم والعطاء. فقد وضعت الجامعة الروب الأكاديمي والوشاح والقبعة على الكرسي المخصص للباحثة، مع بطاقة تحمل اسمها وكلمات مؤثرة من زوجها، لتُخلَّد لحظة التكريم وسط الحضور.
رئيس الجامعة، الدكتور سلامة داود، أكد أن القرار استثنائي ولم يسبق أن حدث في جامعة الأزهر، لكنه جاء تقديرًا لجهود الباحثة الراحلة، التي أتمّت رسالتها منذ 4 سنوات وتابعت مراحل الإشراف العلمي بكل التزام، قبل أن تتوفاها المنيّة بعد تسليم الرسالة للجنة.
وأشار داود إلى أن الجامعة قررت إتمام المناقشة العلنية للحفاظ على حقها العلمي، ولمنع أي محاولة لنسبة البحث لغيرها. وقد شارك في اللجنة مناقشون خارجيون، ومنحت اللجنة الباحثة الراحلة الدرجة العلمية، وسط تأثر بالغ من الحضور.
جدير بالذكر أن جامعة الأزهر كانت قد عقدت في العام الماضي جلسة مناقشة مماثلة لباحث كان في أيامه الأخيرة داخل المستشفى، تقديرًا لمسيرته العلمية.