انفراجة في أزمة الغذاء العالمية| أسعار الحبوب تشهد انخفاضًا.. وشحنات الحبوب تسهم في تراجع أسعار السلع الاستراتيجيةوعلى رأسها القمح
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في أزمة عالمية، أثرت على معظم اقتصاديات الدول، وعلى رأسها أزمة في سلاسل إمداد الغذاء حول العالم.
وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” جرس إنذار كان كفيلا بتحريك المياه الراكدة والبدء في مفاوضات جدية حول مصير 25 مليون طن من شحنات الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب العمليات العسكرية المشتعلة منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية.
وتسبب هذا الأمر في أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة، حيث ظلت الحبوب في الصوامع الأوكرانية منذ اندلاع شرارة الحرب في 24 فبراير الماضي بسبب تحديات البنية التحتية وإغلاق موانئ البحر الأسود.
انفراجة في أزمة الحبوب الأوكرانية
شهد العالم في نهاية شهر يوليو الماضي، انفراجة في أزمة الحبوب الأوكرانية بعد التوصل على اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، يقضي بعدم استهداف روسيا للسفن العابرة بينما تعهدت أوكرانيا بإرشاد السفن عبر المياه الملغومة، على أن يبقى الاتفاق ساريا لمدة 120 يوما، ويمكن تجديدها بموافقة الطرفين.
وتقدر مخزونات الحبوب الغذائية في أوكرانيا بحوالي 20 مليون طن، ويتوقع حال استمرار العمل بالاتفاق أن تتمكن أوكرانيا من تصدير حوالي 3 ملايين طن من الحبوب شهريا، وتقول السلطات الأوكرانية إن هناك إِشارات جيدة على أن صادراتها من الحبوب تمضي في أمان، كما حثت كييف الشركات على العودة إلى استئناف نشاطها في موانئ البلاد.
سفن الحبوب الأوكرانية
وصلت أولى الشحنات من الحبوب الأوكرانية يوم الثلاثاء 2 أغسطس الجاري، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، إلى قبالة الساحل الشمالي لإسطنبول على البحر الأسود، وكانت السفينة “رازوني” قد انطلقت من أوديسا في جنوب أوكرانيا وترفع علم سيراليون، وتحمل 26 ألف طن من الذرة إلى طرابلس في شمال لبنان.
وبعدها بأيام قليلة، وبالتحديد في السابع من أغسطس غادرت أربع سفن محملة بالحبوب وزيت دوار الشمس موانئ أوكرانيا عبر عبر مضيق البوسفور على أن تتوجه إلى تركيا للخضوع للتفتيش، من المقرر أن تبقى اثنتان في تركيا وتغادر سفينتان إلى إيطاليا والصين. كما سُمح لسفينة فارغة بالتوجه إلى أوكرانيا لتُحمل بالحبوب والمواد الغذائية.
ومساء أمس الأول الجمعة، قالت وزارة الدفاع التركية إن سفينتين أخريين غادرتا أوكرانيا على البحر الأسود، ليصل عدد السفن التي غادرت البلاد بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة إلى 14 سفينة.
ويؤكد اقتصاديون أن شحنات الحبوب الأوكرانية له أهمية بالغة للتخفيف من آثار أزمة الغذاء على بعض الدول وبخاصة الدول الفقيرة والنامية، كما ستسهم في تراجع أسعار بعض السلع الاستراتيجي المهمة مثل القمح، إلا أن عدم وجود ضمانات لاستمرار إمدادات الحبوب من أوكرانيا قد يؤثر بالسلب على أسعار الحبوب على المدى القريب.