سهيلة عمر تكتب: التجميل و العناية بالبشرة في مصر القديمة

بما أننا اتقفنا بأن السيدات هم أجمل ما في الأرض هم أيضا يعشقون الجمال و التجميل حيث انهم ينقفون الأموال على مستحضرات التجميل بشكل كبير لكي يزيدون جمال و اشراقة فلا تخلو جلسات السيدات من وضع المكياج لإبراز جمالهن و ذلك يبدوا منطقيا خلال حياتهن و لكن كان الأجداد رأى مختلف نوعا ما اعتقدوا أن عدم الزينة طوال الوقت .
و حتى عند الموت كان لازم وضع مساحيق التجميل للنساء لكي تبعث في الحياه الأخرى جميلة و من المثير للاهتمام أن التعويذة 125 من (كتاب الموتى) حذرت على المرء أن يكون (نظيفًا يرتدي ملابس جديدة، وينتعل صندلًا أبيض، ويدهن عينيه بطلاء (الكحل) ويدهن بزيت المر الفاخر) غالبًا ما يتم تصوير المعبودات وهم يضعون مكياج العيون وكذلك الأرواح في الحياة الآخرة ومستحضرات التجميل من بين أكثر العناصر شيوعًا التي يتم وضعها في المقابر كسلع جنائزيه
لم تكن مستحضرات التجميل تستخدم لتحسين المظهر الشخصي فحسب بل كانت تستخدم أيضًا لتحسين الصحة كانت المكونات المستخدمة في هذه المراهم والزيوت والكريمات تساعد في تنعيم البشرة والحماية من حروق الشمس وحماية العينين وتحسين الثقة بالنفس.
كانت مستحضرات التجميل تُصنع بواسطة محترفين يأخذون عملهم على محمل الجد لأن منتجاتهم كانت ستُحكم عليها بقسوة إذا لم تكن الأفضل وكان مثل هذا الحكم لا يؤدي فقط إلى فقدان السمعة في المجتمع ولكن أيضًا إلى احتمالية استقبال الآلهة السيئ في الحياة الآخرة للتأكد من تقديم أفضل ما في وسعهم اعتمد المصنعون المصريون القدماء على أفضل المكونات الطبيعية وأكثر طرق الإنتاج حرفية
و نجد ان بارعة المصريين في علم الكيمياء وراء صنع مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة حيث تمتعون بأكبر قدر من المعرفة بالأدوية في العالم القديم وتتجلى نفس الخبرة في تصنيع مستحضرات التجميل والعطور وغيرها من جوانب الاعتناء بالنفس
استخدام مستحضرات التجميل.
استُخدمت مستحضرات التجميل منذ عصر ما قبل الأسرات في مصر الميلاد وحتى مصر الرومانية طوال فترة الحضارة المصرية القديمة استخدم النساء من جميع الطبقات الاجتماعية مستحضرات التجميل على الرغم من أنه من الواضح أن المنتجات الأفضل لا يستطيع تحمل تكلفتها إلا الأثرياء تم تصنيع مستحضرات التجميل هذه بشكل احترافي وبيعها في السوق ولكن يبدو أنه يمكن تصنيع بعض المنتجات الأقل جودة في المنزل كوصفات بسيطة
و من الطرف وجود حمامات للأقدام مصنوعة من (الخشب – الحجر – الفخار) لغسل الأقدام (مثل حوض الباديكير ) تم إنتاجها بكميات كبيرة خلال الفترة الانتقالية الأولى في مصر مع استخدام المقص و المبرد لتهذيب الأظافر كما استخدموا الحناء كطلاء اظافر حيث وجد الكثير من المومياوات مزينة الحناء على الأظافر مثل فكرة (المانيكير )
و كان المصريين يضعون صباحا كريم على الجسم وهو المعادل القديم لواقي الشمس ثم يضعون على الوجه مساحيق التجميل المصنوعة من المغرة الحمراء (أكسيد الحديد) الممزوج بالدهون و الزيوت ليكون مثل أحمر الخدود و الشفاه في عصرنا الحالي.
ومن الواضح حسب الرسومات و الأثار أن كان التركيز منصبًّا على العيون التي كانت تُحدَّد بدهان العيون باللون الأخضر أو الأسود للتأكيد على حجمها وشكلها وكانت أصباغ (الملاكيت )الأخضر المطحونة المخلوطة بالماء لتكوين عجينة تُستخدم حتى منتصف عصر القديمة.
ولكن تم استبدالها بعد ذلك بالكحل الأسود الذي يُنتَج من معدن (الجالينا) والذي يأتي من المناطق الجبلية في سيناء ومن الجدير بالذكر أن الكحل كان له قيمة علاجية في حماية العيون من الالتهابات التي تسببها أشعة الشمس أو الغبار أو الذباب.
كان الكحل يُصنع عن طريق طحن العناصر الطبيعية من الجالينا والملاكيت ومكونات أخرى إلى مسحوق ثم خلطها بالزيت أو الدهن حتى ينتج كريم ثم يتم تخزين هذا الكريم في أواني حجرية أو خزفية تُحفظ في صندوق من الخشب أو العاج أو الفضة أو أي معدن ثمين آخر بعض العناصر الأكثر تفصيلاً التي عُثر عليها في المقابر .
وأطلال المنازل والقصور هي صناديق الكحل التي كانت عبارة عن أعمال فنية منحوتة بشكل معقد كان الكحل باهظ الثمن ومتاحًا فقط للطبقات العليا ولكن يبدو أن طبقة الفلاحين كانت لديها نوع خاص بها أرخص من مستحضرات التجميل كيف تم تصنيعه أو من أي مواد كيميائية تعد صناعة الكحل في مصر موجودة من عصور ما قبل التاريخ حيث ان كانت تطحن الأحجار في اناء كبير يسمي (صلاية ).
و لكبر هذا الأناء و قبل عصر تجلى الكتابة بشكل واضح كانت يسجل عليها احداث تاريخية و من امهما حدث توحيد مصر على يد الملك ( نعرمر )
كما نجد ان فكرة شحوب البشرة او التجاعيد كانت مزعجة جدا لدى المصريين القدماء لذا اخترعوا الكثير من الكريمات والزيوت والمراهم تستخدم للحفاظ على المظهر الشبابي ومنع التجاعيد وكان من اهم مكونات تلك الكريمات (الحلبة و نخاع عظم الحيوانات ).
وكانت توضع باليد والفرشاة وفي حالة الكحل كانت توضع بعصا وكثيراً ما نجد هذه الأدوات إلى جانب الملاعق التجميلية في أغراض جنائزية وكان التصميم الشائع بشكل خاص هو الجرة على شكل المعبود ( بس) معبود (الخصوبة و البهجة) وكان العسل يوضع على الجلد للمساعدة في التئام الندبات وتلاشيها لأنه مقاوم قوى للبكتريا.
كما وجد العديد من الوصفات التجميلية في اغلب البرديات الطبية مثل (ايبرس و ادوين سميث ) و نستنتج من هذا ان المصريين احبوا انفسهم كثيرا لذا كان لديهم القدرة الهائلة على حب الحياه و الوطن و هذا مكنهم من عطاء لا محدود قدموه لوطنهم العزيز و اعتقد اننا يجب ان نفهم تلك الركيزة القوية و هي حب الذات و التقدير لأننا من صنع خالق عظيم حيث ان هذا الحب ينعكس على جميع جوانب حياتنا لكى نقدر على التطور دون ان نفقد انسانيتنا