مقالات

سُهيلة عُمر تكتب: الشعر المستعار في مصر القديمة

المرأة خلقت لكى تمثل الجمال و البهجة على الأرض و لأجل ان تفعل هذا تحب التغيير الدائم و يعد تغير موضة الشعر شيء أساسي تعشقه السيدات بشكل عام بل توصل أيضا رسائل من خلاله فمثلا تكمن العصرية و القوه في الشعر القصير و الهدوء و اللطف في الشعر الطويل كما توحى الألوان بكثير من الأسرار ما بين الرسمية و الجراءة فأغلب الفتيات تنتظر ان تكبر سريعا لكى تقص شعرها او تغير لونة و يكون وعد الأمهات حين تدخلين الجامعة او حين تتزوجي حسب عقلية الأم و حتى في مشاكلنا النفسية و العاطفية يقع الشعر ضحية انه بوابة للتغيير و لكن عندما يستغيث و يهلك يكون الحل ان نتركه يرتاح و نضع باروكة بالنسبة لعصرنا الحالي تعتبر رفاهية او اختيار اما بالنسبة لأجدادنا كان جزء ما الحياة اليومية لعدة أسباب
-أحب الناس مظهر الشعر المستعار لأنه يدل على الفخامة و المكانة الاجتماعية لدرجة انهم كانوا أحيانا يزينوا بالمجوهرات
– نظرًا لأن الشعر المستعار قد يكون غالبًا كبيرًا وسميكًا فقد تكون قطع الشعر المستعار بمثابة قبعات للحماية من الشمس كانت ستوفر درجة من الظل
-المناسبات الخاصة والاحتفالات الدينية اعتاد الناس على ارتداء أغلى أنواع الشعر المستعار في هذه المناسبات بدلاً من ارتداء الشعر المستعار البسيط الذي يرتدونه في حياتهم اليومية (الانهم في حضرة المعبود)
-الكهنة و الكاهنات بشكل أساسي لان كان يجب عليهم إزالة شعر الجسد بالكامل من اجل الطهارة لذا كانت الشعر المستعار أساسي في حياتهم
-في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة كان ينتشر القمل فكان المصريين يقدسون النظافة لذا كان منهم من يحلقون شعورهم منعا للعدوى و يستخدمون الشعر المستعار
-لتغطية الشعر الخفيف حتى في ذلك الوقت كان الناس قلقين بشأن تساقط الشعر ونحن نعلم ذلك لأن علماء الآثار وجدوا تعليمات ووصفات لعلاج نمو الشعر كما وجد الكثير من المومياوات تمتاز بشعر جميل و صحي
وكان الشعر المستخدم في صنع الشعر المستعار ووصلات الشعر شعرًا بشريًا وكان إما شعر الفرد نفسه أو تم تداوله وكان الشعر نفسه سلعة ثمينة تُصنَّف جنبًا إلى جنب مع الذهب والبخور في قوائم الحسابات من بلدة (كاهون ) بمجرد جمع الكميات المطلوبة من الشعر يتم فرزها إلى أطوال وإزالة أي تشابك بأمشاط ذات أسنان دقيقة والتي تزيل أيضًا كمية كبيرة من الشعر
اما بالنسبة للطبقة المتوسطة وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون شراء شعر مستعار مصنوع بالكامل من شعر الإنسان فإنهم يشترون شعرًا مستعارًا مخلوطًا يتكون من جزء من شعر الإنسان وجزء من ألياف نباتية
يمكن أيضًا صنع الشعر المستعار من صوف الأغنام أرخص أنواع الشعر المستعار على الإطلاق كانت مصنوعة من ألياف نباتية
و حسب الأدلة الأثرية واضح ان المصريين كانوا يفضلون الألوان الغامقة للشعر حيث وجد أغلب الشعر المستعار ملونًا باللون الأسود الغامق وكان الشعر المستعار الأشقر أقل شهرة ولكنه كان مثيرًا للإعجاب
كيف تم تزيين الشعر المستعار؟
كانت هناك طرق لا حصر لها لتزيين هذه الشعر المستعار الثمين
يمكن تجعيد الشعر المستعار وتضفيره او فردة و إضافة الزينة مثل (التيجان – الزهور – الانابيب الذهبية – دبابيس و مشابك لامعة – قبعات – عصابات الرأس – خيوط ملونة – سلاسل مجوهرات )
كيف تم صنع الشعر المستعار من شعر الإنسان؟

كان لابد من جمع الشعر أولا كان الشعر ثميناً للغاية وربما كان الناس يقايضون أو يبيعون شعرهم لصانعي الشعر المستعار مقابل سلع او مال وبمجرد حصول صانع الشعر المستعار على الكمية المطلوبة كان يقوم بتنظيف الشعر من أي شيء عالق وقد عُثر على أمشاط لا تزال آثار التنظيف عالقة بالأسنان
وبعد تنظيف الشعر كان يتم فصله إلى أطوال مختلفة وكان صانع الشعر المستعار يغلف الشعر بمزيج من الراتينج وشمع العسل لتسهيل التعامل معه
ثم كان مصفف الشعر ينسج الشعر من خلال غطاء مصنوع من شبكة دقيقة (والتي كانت غالباً مصنوعة من الشعر) ويثبتون الخصلات باستخدام المزيد من الشمع
وبعد إنشاء الشعر المستعار الأساسي كان يتم تطبيق تسريحات الشعر مثل الضفائر والتجعيدات وكان الشمع والراتينج يساعدان في الحفاظ على التسريحات في مكانها من خلال ارتدائها مرات لا حصر لها حتى في حرارة مصر
و من الطريف انه وجد قطعة اثرية رائعة بشكل خاص على شعر مستعار على 120.000 شعرة فردية
كما ان من المثير للاهتمام اكتشاف علماء الآثار بقايا لمصانع الشعر المستعار كما عُثر على صناديق الشعر المستعار في المقابر وربما كانت هذه الصناديق تأتي من المصانع التي كانت تحتوي على الشعر المستعار
كما ان العاملين في هذا كانوا يلقون احترام كبير و يتقاضون أموال كثيرة مقابل ما يصنعوه من فن
و بما انها سعلة باهظه الثمن و دقيقة الصنع كانت يتم الحفاظ و التعامل مع الشعر المستعار بعناية شديدة
فنجد ان الشعر المستعار كان لا يمكن غسله فقد كانوا يعطرونه باستخدام بتلات عطرية وزيوت أساسية ورقائق خشبية مثل لحاء القرفة
وكان من الممكن استخدام الزيوت والمرطبات المصنوعة من الدهون الحيوانية أو النباتية للحفاظ على الشعر المستعار لامعًا ومرنًا و مثلما تتغير الموضة الحديثة باستمرار تغيرت وتطورت أزياء الشعر المستعار في مصر القديمة
الشعر المستعار في عصر الدولة القديمة: كان قصيرًا ومستقيمًا أو به صفوف من تجعيدات قصيرة متداخلة (تشبه قصة الكاريه )
الشعر المستعار في عصر الدولة الوسطى: ارتدى معظم الناس أحد أسلوبين: شعر مستعار قصير مع غرة مصنوعة من تجعيدات صغيرة تتداخل مع بعضها البعض كانت الغرة قصيرة بما يكفي لإظهار جزء من الجبهة، بينما غطت الجوانب والخلف الأذنين والرقبة كان البديل خلال هذا الوقت شعر مستعار طويل وضخم مع غرة تؤطر الوجه بينما تم تشكيل الجزء الخلفي الأطول في موجات أو لوالب كانت تتدلى فوق كل كتف
الشعر المستعار في عصر الدولة الحديثة: ارتدى العديد من الناس شعر مستعار مع مجموعات من ذيول طويلة ذات نهايات شرابة أصبحت باروكات النساء أكبر وأكثر ضخامة وأصبحت الزخارف شائعة للغاية بما في ذلك الخرز والشرائط والقبعات الفاخرة
من المبهر دائما ان الحضارة المصرية تضرب مثل قوى حتى في ابسط الأشياء رائدة فالأجداد يمثلون الجمال بمعناه الكامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى