كيف ترى وسائل الإعلام الغربية أحداث فلسطين؟
فى ظل احتدام المعركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تباينت آراء الصحف الغربية حول هذه القضية التى أصبحت من أهم القضايا سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي.
نيويورك تايمز
بالمرور على نماذج من تحيّز الإعلام الغربي في قضية حي الشيخ جراح، كثير من وسائل الإعلام الغربية الكبرى تناولتها بصياغة مضللة واضحة؛ فصحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريرًا صحفيًا تصور فيه قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطرد الفلسطينيين من بيوتهم باعتباره قرار إخلاء قضائي.
تحيّز نيويورك تايمز في المادة السابقة ليس جديدًا أيضًا؛ إذ وجدت دراسة كميّة في جامعة بيتسبرغ الأميركية عام الفين وعشرة، بعد تحليلها احدا وتسعين مادة نُشرت في الصحيفة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بين عامي الفين وثمانية والفين وتسعة، أن نيويورك تايمز ركزّت على عدد الضحايا الفلسطينيين في تلك الحرب بالعناوين الرئيسية أو الفقرات الأولى من مقالاتها بنسبة ثلاثة بالمئة فقط، علمًا بأن الضحايا الفلسطينيين كانوا أكثر من مئة ضعف من عدد الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا في العدوان. كما وجدت أن الصحيفة غطّت اربعمئة وواحد وثلاثين بالمئة من أخبار القتلى الإسرائيليين مقارنة بسبعة عشر بالمئة فقط للفلسطينيين.
وكالة رويترز
لم تسلم وكالة رويترز للأنباء من الانتقادات، حيث واجهت هي الأخرى انتقادات كبرى من طرف نشطاء وصحفيين بعد نشرها تقريرًا حول حادثة دهس مستوطن إسرائيلي لشاب فلسطيني، جاء بعنوان: “فلسطينيون يرمون الحجارة على سيارة إسرائيلي، مما أدى إلى اصطدامها”، متجاهلة تمامًا ذكر حادثة الدهس التي ارتكبها المستوطن في العنوان، في سعيها لإظهار الإسرائيلي كضحية بدلًا من أنه متهم بجريمة ترقى للشروع بالقتل بحق مواطن فلسطيني.
هذا التحيّز استمر أيضًا في وسائل إعلام أخرى، تعمّدت استخدام مصطلحات تجعل الفلسطينيين والإسرائيليين قوتين متكافئتين، في الوقت الذي تشير فيه الحقائق إلى أن ما يحدث هو اعتداء من قوة عسكرية مسلحة على قوة ضعيفة عسكرية غير متكافئة معها.
ومازالت الصحف البريطانية تسلط الضوء على التوتر المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين، وتناولت تحليلا للأحداث الراهنة وأبعادها الإقليمية.
الغارديان
صحيفة الغارديان رأت في افتتاحيتها أن الأحداث الأخيرة اشتعلت بسبب قرار السلطات الإسرائيلية منع الفلسطينيين من التجمع عند باب العامود خلال شهر رمضان، وخطط لطرد مئات الفلسطينيين من منازلهم، التي عاشوا فيها على مدى عقود في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، ومنحها للمستوطنين اليهود.
وأضافت الصحيفة أن “كل هذا حدث في سياق أزمات سياسية مزدوجة. حيث يحاول نتنياهو التمسك بالسلطة فيما تتقدم محادثات التحالف بين خصومه وكذلك سير قضية محاكمته بالفساد”.
ورأت الصحيفة أن “وقود ما يجري عمره عقود”. فبالإضافة إلى “حصار الأجيال” في غزة، الذي يحرم القطاع من العمل أو الكهرباء أو مياه الشرب النظيفة، أدى فيروس كورونا، والتفاوت البائس لحملات التطعيم بين إسرائيل والأراضي المحتلة إلى زيادة الاستياء من العيش في ظل حكومة تسيطر من دون توفير الحماية
وقالت الغارديان إن “الاضطرابات التي شهدتها البلدات العربية في إسرائيل يوم الإثنين تُظهر مدى اتساع وعمق الغضب من نوع الظلم المتراكم الذي دفع هيومن رايتس ووتش مؤخرا إلى اتهام المسؤولين الإسرائيليين بارتكاب الفصل العنصري”.”
وذكرت الافتتاحية بضرورة أن تكون الأولوية “لخفض التصعيد لحماية أرواح المدنيين، الذين يتم التعامل معهم بمثل هذا التجاهل القاسي والقاتل من قبل كل من الحكومة الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين”.
وقالت إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يلقي بثقله”. كما حثت الإدارة الأمريكية الجديدة على “إدانة ما تفعله السلطات الإسرائيلية، أسوة بإدانتها لهجمات المتشددين ليس فقط بشأن ردها العسكري، ولكن أيضا بشأن الإجراءات التي أدت بشكل متوقع إلى اندلاع العنف.