أخبار وتقاريرهام

أبرز المعلومات عن الشاعر السوداني البارز محمد الفيتوري الذي أحتفل به جوجل اليوم

تقرير – أحمد عادل:

أحتفل محرك البحث العالمي جوجل، اليوم الاربعاء 24 نوفمبر بذكرى ميلاد الشاعر السوداني البارز محمد الفيتوري، حيث قام جوجل بوضع صورته في محرك البحث الرئيسي.

وقال جوجل إن أعمال الشاعر والكاتب المسرحي والدبلوماسي السوداني محمد الفايتوري بلغتها الثورية وبثت حياة جديدة في الأدب العربي المعاصر بمزيج من الفلسفة الصوفية والثقافة الإفريقية والدعوة إلى مستقبل خال من الاضطهاد.

ويستعرض موقع الحكاية خلال التقرير الأتي أبرز المعلومات عن الشاعر السوداني البارز محمد الفيتوري

ولد محمد مفتاح رجب الفيتوري في مثل هذا اليوم من عام 1936 في الجنينة، وهى بلدة تقع على الحدود الغربية للسودان، لأب ليبي وأم مصرية، وانتقل في عمر الثالثة إلى مصر، حيث أمضى ما تبقى من طفولته، ثم تابع دراسته في الأدب والعلوم وتخرج في جامعة الأزهر، ووجد عملا كمحرر في الصحف المصرية والسودانية بعد التخرج.

عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية والسودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970.

عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.

أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي. أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط. وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.

 

يعتبر الفيتوري جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، وهو من رواد الشعر الحر الحديث، ففي قصيدة «تحت الأمطار» نجده يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية. ففي قصيدة «معزوفة درويش متجول» يقول الفيتوري:

في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق

حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق

وزحمت براياتي وطبولي الآفاق

عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق

مملوكك لكني سلطان العشاق

تعد أفريقيا مسرحا أساسياً في نص الفيتوري الشعري، شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق و الإستعمار، ونضاله التحرري أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وألف عدة دواوين في هذا المضمار منها ديوان «أغاني أفريقيا» الصادر في عام 1955، و «عاشق من أفريقيا» وصدر في عام 1964م، و«اذكريني يا أفريقيا» ونشر في عام 1965 ، وديوان «أحزان أفريقيا» والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوتَ أفريقيا وشاعرها. يقول في إحدى إفريقياته:

جبهة العبد ونعل السـيد

وأنين الأسود المضطهد

تلك مأساة قرون غبرت

لم أعد أقبلها لم أعد

وللهّم العربي أيضاً مكانة في أعمال الفيتوري من خلال تناوله للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. فقد تنقل الفيتوري بين العديد من بلدان الوطن العربي ومدنه من الإسكندرية وحتى الخرطوم ومن بيروت و دمشق حتى بنغازي و طرابلس، وكتب العديد من القصائد المهمة التي جعلته واحدًا من كبار الشعراء العرب المعاصرين، فهو يقول:

لقد صبغوا وجهك العربي

آه… يا وطني

لكأنك، والموت والضحكات الدميمة

حولك، لم تتشح بالحضارة يوما

ولم تلد الشمس والأنبياء

 

كتب الفيتوري عن الحرية والانعتاق ومناهضة القيود والاستبداد، والاعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية، ففي قصيدة «أصبح الصبح» والتي تغنى بها المغني السوداني محمد وردي يقول:

أصبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق

وإذا الفجر جناحان يرفان عليك

وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي

التقى جيل البطولات بجيل التضحيات

التقى كل شهيد قهر الظلم ومات

بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات

أبدا ما هنت يا سوداننا ويوما علينا

بالذي أصبح شمساً في يدينا

وغناء عاطرا تعدو به الريح، فتختال الهوينى

وفي قصيدة أخرى يقول:

كل الطغاة دُمىً

ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة

وهو يعلق أوسمة الموت

فوق صدور الرجال

أنه بطلاً ما يزال

وتوفي محمد الفيتوري في يوم الجمعة 24 إبريل عام 2015 في المغرب، والتي كان يعيش فيها مع زوجته المغربية، وذلك عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى