أبوبكر الديب: السعودية تقود صناعة التعدين في الشرق الأوسط بفضل رؤية 2030
بحجم مبدئي 1.3 تريلون دولار
قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات والبحوث، أن السعودية تقود صناعة التعدين في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة بفضل رؤية 2030.
وأضاف أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، كشفت أن الثروات المعدنية في المملكة تنتشر في أكثر من 5.300 موقع، وتقدر قيمتها بنحو 5 تريليونات ريال، (1.3 تريلون دولار)، بما في ذلك عدد من المعادن الأكثر وفرة مثل: الذهب، والفضة، والنحاس، والزنك، والفوسفات، والبوكسايت، والحجر الجيري، ورمل السيليكا، والفلسبار، وصخور الزينة المستخدمة في واجهات المباني مثل: الجرانيت وأن المملكة تنتج العديد من المعادن والمنتجات المعدنية التي لها دور مهم في تطوير سلاسل القيمة للمعادن الفلزية، كالحديد، والألمنيوم، والنحاس، والزنك، والذهب، وكذلك منتجات المعادن اللافلزية، مثل: الأسمدة الفوسفاتية، والأسمنت، والزجاج، والسيراميك.
وأوضح التقرير إلى أن الاستراتيجية الشاملة لقطاع التعدين والصناعات المعدنية والتي تندرج ضمن رؤية 2030 تركز على الاستخدام الأمثل لهذه المعادن من خلال تطوير سلاسل القيمة الصناعية متوقعا أنه سيكون لها تأثير اقتصادي مهم خلال مراحل الصناعات الوسيطة والتحويلية وتوفر الالاف من فرص العمل، وتحقيق الاستدامة في قطاع التعدين وحماية البيئة فضلا عن خلق فرص استثمارية مهمة نظراً لما تتمتع به المملكة من مزايا تنافسية تساعدها على تحقيق النجاح في قطاع التعدين، ومن أهمها: المزايا التنافسية، وتوافر الثروة المعدنية المدعومة بالطلب المحلي الكبير، مما يؤهل المملكة لتكون واحدة من أهم الدول المنتجة للمعادن في العالم بحلول عام 2030.
وقال إن مجلس الذهب العالمي كشف في تقريره لاحتياطيات البنوك المركزية في العالم من الذهب، أن الاحتياطيات العالمية من الذهب بلغت 35571.3 طن وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم باحتياطيات المعدن النفيس، حيث تمتلك 8133.5 طن، تليها في المرتبة الثانية ألمانيا (3359.1 طن)، ومن ثم إيطاليا (2451.8 طن)، وبعدها تأتي فرنسا (2436.4 طن)، ومن ثم روسيا 2298.5 طن.. أما عربيا، تتصدر السعودية الدول العربية باحتياطيات الذهب، حيث تمتلك المملكة 323.1 طن من المعدن النفيس، بحجم استثمارات تبلغ 7 مليارات ريال.
وأضاف أن الذهب يعد ملاذا أمنا، وخاصة في أوقات الأزمات، حيث يتجه المستثمرون نحو شرائه للتحوط من مخاطر التضخم، وشهدت أسعار المعدن النفيس خلال السنوات الماضية ارتفاعا في ظل أزمة فيروس كورونا.
وأشار الي أن الاستراتيجية الشاملة تهدف إلى زيادة إنتاج الذهب، والنحاس، والمعادن الأساسية عشرة أضعاف مقارنة بالوضع الحالي، بالإضافة إلى التوسع في صناعة الأسمدة الفوسفاتية لجعل المملكة من بين أكبر ثلاث دول منتجة حول العالم، ومن بين الدول العشر الأولى عالميًا في إنتاج الألمنيوم والقدرة الإنتاجية للصناعات التحويلية المتعلقة، كما تهدف إلى مضاعفة إنتاج الحديد والزجاج من أجل تلبية النمو المتوقع في الطلب وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوسع في سلاسل القيمة الجديدة.
وأشاد مستشار المركز العربي للدراسات بسعى وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى تعظيم القيمة المحققة من قطاع التعدين وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث بدأت في تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج لتحقيق هذه المستهدفات،منها المسح الجيولوجي الذي سيغطي منطقة الدرع العربي الغنية بالمعادن في غرب المملكة، وتوفير المعلومات والخرائط الجيولوجية المفصلة والدقيقة وإطلاق مبادرة تسريع أعمال الاستكشاف، وزيادة الإنفاق على أعمال الكشف والتنقيب وإنشاء مركزٍ للتميز في الصناعات التعدينية، متوقعا تنامى قطاع إنتاج الذهب في المملكة خلال السنوات القادمة لرفع إسهام قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي من 17 مليار دولار، إلى 64 مليار دولار بحلول عام 2030.