أحمد خضر يكتب: جريمة نقيبة الأطباء
في حفل تخرج لدفعة من الأطباء، وقفت نقيبتهم لتنصح الخريجات وتلقي عليهم ببعض من الوصايا من بينها، أن الأسرة و البيت لابد وأن تكون لهما الأولوية والاهتمام الأكبر، وأن تختار كل خريجة التخصص الذي يناسب بيتها و ظروفها الأسرية.
أجرمت النقيبة حينما أوصت الخريجات بأن يكن أمهات فاضلات و زوجات صالحات قبل أن يكن طبيبات ناجحات، لتقابل بسيل من الانتقادات وهجوم عنيف لأنها صرحت بذلك، فهي لم توصيهن بأن يتركن عملهن، بل طالبت السيدة الفاضلة، بأن لا تهمل الخريجات بيوتهن.
وهل المطلوب أن تصبح الأسرة آخر اهتمامات المرأة العاملة؟
هناك تيار متطرف يدعى (النسوية) بمجرد ذكر نون النسوة في أي جملة يعرضك لاتهامات معلبة وجاهزة على شاكلة، عدو المرأة، ومناصرة المجتمع الذكوري، وغيرها من المصطلحات التي لم نسمع عنها من قبل.
بالطبع للمرأة دور عظيم في المجتمع وفي ساحة العمل، ولكن دورها الأعظم مع الأسرة ولاتعارض بين هذا أو ذاك، فإذا اهتمت بأسرتها تخرج لنا أعضاء وعضوات أسوياء للمجتمع في كل المجالات، وذلك هو أساس التقدم والرقي والتحضر.
لابد من قراءة المشهد من زاويته الصحيحة، فالسيدة الفاضلة التي وقفت ناصحة هي طبيبة عاملة بل و نقيبة لأطباء القاهرة، فالبطبع ليس المقصود من كلامها أن تتخلى الطبيبات عن عملهن، وإنما هي تلك الفوبيا النسوية التي اجتاحت المجتمع.
و على جانب آخر، تطل علينا كل يوم سيدة فاضلة، سواء من خلال السوشيال ميديا أو الفضائيات، بأن المراة غير ملزمة بكذا و كذا…إلخ، بل ووصل الأمر إلى حد أن تصرح إحداهن بأن المرأة غير ملزمة بأن ترضع طفلها، إذن من الذي سيرضع الأطفال؟
اتركوا الأسر لتعيش حياتها الطبيعة، ولا تهدموا البيوت، اتركوا للرحمة وللمودة ولعادتنا ولتقاليدنا سبلًا، عاش من هم قبلنا حياة هادئة طيبة، مليئة بالخير و البركة والستر، دون صراعات و تحزبات، أو محاولات غريبة لقلب الحقائق وسلب الطمأنينة والأمان، علينا أن نبحث عن حلول لعشرات بل مئات آلاف القضايا في محاكم الأسرة، بدلا من إثارة الفتن و التحريض، استقيموا يرحمكم الله.