أحمد خضر يكتب: لقد نفذ رصيدكم
مع دخولك معترك الحياة العملية ومواجهة الواقع والضغوطات اليومية سواء في عملك أو علاقاتك الاجتماعية، احتفظ يا صديقي لنفسك بقدرٍ ولو بسيط من الطاقة و الهدوء الروحي والسلام النفسي، واجعله في مخزونك الاستيراتيجي، بعيدًا عن عبث الحياة اليومي.
فلا تهدر مجهودك ولاتستنزف طاقتك في غير مكانها الصحيح أو في أشياء ٍ أو مع أشخاصٍ لا تستحق؛ فتنطفئ قبل الأوان.
يا صديقي قد جئت إليك من المستقبل لأقدم لك نصيحتي، وأنقل لك تجاربي، التي استهلكت خلالها كل طاقتي، وبسببها انطفأ بريق روحي فيما لا يستحق.
فدع روحك ووفر طاقتك لمن هم ملزمون منك، ولن يجدو غيرك بعد الله سبحانه وتعالى متكأ، أو من يمنحهم من طاقته وروحه، مثلما فعلت أنت.
فاعلم جيدًا أن أقرب الأقربين فقط، هم أولى بكل طاقتك وباحتياطك الاستراتيجي إن لزم الأمر، واعلم أيضًا أن هذا لايعني أن تُصبح أنانيًا، أو أنك تبخل على من حولك بمشاعرك وأفعالك، أو أنك تُغلق عليهم باب العطاء، بلى ولكن بقدر.
لأنك إن استنفذت طاقتك سوف تجد نفسك غير قادرٍ على عطاء من يستحق في وقت حاجته؛ فستجد نفسك فارغًا تمامًا وغير قادرًا على تقديم يد العون لهم ومؤازرتهم، بل قد تجد نفسك غير مهيأ لمجرد السماع لمشكلاتهم في حين أنه واجبُ عليك.
ولكن، استهلكتك الحياة والناس ولم يعد لديك من الطاقة والروح شيء لتقدمه، فقد نفذ رصيدكم.