علّق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على تدشين مركز تكوين الفكر العربي، والذي تم إنطلاقه منذ أيام بهدف تجديد الخطاب الديني ومحاربة الأفكار المتطرفة، قائلًا:”الشئون الدينية لا تناقش على الملأ ولها منصات دينية متخصصة ومتمثلة في أزهرنا الشريف وما يتبعه من مؤسسات دينية للحديث عن كل ما يهم أمر الدين الإسلامي الحنيف”.
وأوضح “كريمة”، في تصريح خاص لـ”موقع الحكاية”، أنه مما تقرر علمًا وفقهًا الفرق بين حرية فكرًا بضوابطه وألياته وآدابه وبين فوضى كفر بآثمه وآثاره، قائلًا:”من المعلوم أن الشئون الدينية لها مرجعيات معتمدة ففي الشريعة اليهودية معلوم أن المرجعية هي الحاخامية اليهودية.. وفي الشئون المسيحية المرجعية تعود إلى المجمع المقدس المسيحي وإلى الرتب الكنائسية بمختلف طوائفها.. وبالنسبة للمسلمين فإن المرجعية الدينية تعود إلى العلماء الراسخون المعتمدون”.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر:”فيما يخص مصر والعالم السني الإسلامي.. فإن الأزهر الشريف منذ ما يقرب من ألفي عام قائم على خدمة العلوم الإسلامية.. علوم أصول الدين.. وعلوم الشريعة الإسلامية أو الفقه الإسلامي.. وعلوم اللغة العربية وآدابها.. بالتنوع الفكري دون تقصير أو تهاون في البحث والتدقيق”.
وأفاد أحمد كريمة:”دستور مصر الساري في مادته السابعة أقر على أن الأزهر الشريف وحده هو المسئول عن الشئون الدينية الإسلامية.. ومن هنا فإن أي كيانات سواء كانت كيانات مدنية في الأعمال الدعوية أو البحثية أو الإعلامية أو غير ذلك مما له صلات وعلاقات بالشئون الإسلامية يجب أن يكون مرجعها الأزهر الشريف فقط وأي عمل غير ذلك فإنه غير قانوني بحكم الدستور”.
وتابع:”أي كيانات علمانية تدعو إلى إثارة التشكيك والبلبلة في ثوابت ومسلمات ما هو معلوم من الدين محرمة شرعًا ومجرمة وممنوعة.. ولو فرضنا أن هناك مصلحة فإنها تعارض بمفسدة.. والقاعدة الفقهية تقول”دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح””.
وأضاف:”إنشاء كيانات أو مراكز كمركز تكوين ممنوع شرعًا وقانونًا وعلى مؤسسات الدولة المعنية التصدي بحسم وحزم لمثل هذه الكيانات والفتنة النائمة لعن الله من أيقظها”.
واختتم حديثه قائلًا:”صحيح أن الفكر يواجه بالفكر.. لكن جر العلماء والمؤسسات الدينية المعتدلة والمعتمدة كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الأفتاء المصرية إلى مثل هذه الأمور التي تسبب البلبلة والحيرة والإثارة على حساب القضايا المهمة من مواجهة الإرهاب والتطرف والتردي الأخلاقي وما شابه ذلك.. لن يجلب فائدة إلا إثارة الفتن ليس إلا ويجب إلا يُسمح بذلك لا حاضرًا ولا مستقبلًا”.
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية
Elhekayah TV – تليفزيون الحكاية