أزمة القمح تهدد استقرار العالم| الهند تحظر تصدير القمح للخارج وسط مخاوف من تعرض الأمن الغذائي للخطر وتوقعات بخفض الاحتياطى العالمى.. وتقارير تكشف البدائل.. ومراقبون يكشفون سر تخزين بكين للحبوب
مخاطر عديدة يواجهها العالم على خلفية الحرب في أوكرانيا، جاء أبرزها أزمة امدادات القمح والذرة التي تهدد العالم بمجاعة وأزمة غذائية مفجعة، من أوروبا لأمريكا لأمريكا اللاتينية ، حيث تعانى العديد من الدول انخفاض كبير في مخزون القمح خلال الفترة الماضية.
وقد قررت الهند، اليوم السبت، حظر صادرات القمح، وذلك بعد أيام قليلة فقط من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية هذا العام.
اقرأ أيضا:-
نصائح يجب اتباعها لتحقيق نظام غذائى صحى فى رمضان
تعرف على الطرق الصحية لصيام الأطفال الأقل من 10 سنوات
فوائد الكمون وخل التفاح لصحة جسم الأنسان.. أهمهم التخلص من البكتيريا والفيروسات
وقد تأثرت كل الأنشطة في العالم منذ قيام الأزمة الروسية الأوكرانية، كما تأثرت واردات مصر من القمح ببعض الأثار الجانبية للأزمة، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادرة في 25 فبراير الماضي، أن 80% من واردات مصر من القمح من روسيا وأوكرانيا خلال 2021، وتصدرت روسيا قائمة أعلى عشر دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ11 شهرا الأولى من عام 2021، وسجلت قيمة واردات مصر منها 1.2 مليار دولار وبكمية بلغت 4.2 مليون طن بنسبة 69.4% من إجمالي كمية واردات مصر من القمح.
وجاءت أوكرانيا في المرتبة الثانية بقيمة 649,4 مليون دولار، وبكمية 651,4 ألف طن بنسبة 10,7%، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.
وضعت مصر خطة لضمان توفير القمح والسلع الاستراتيجية خلال فترة لا تقل عن 6 أشهر، وأعلن عنها في اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحكومة، الثلاثاء، حيث تم تكليف وزارة التموين بدراسة تكلفة إنتاج رغيف الخبز الحر غير المدعم وتسعيره، على أن تقوم الوزارة بتوفير الدقيق اللازم للمخابز لضبط السعر، مع قيام مباحث ومفتشي التموين بالتأكد من التنفيذ.
وفي تحرك سريع، وافق مجلس الوزراء اليوم، على تفويض وزارة التموين والتجارة الداخلية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع آلية لتسعير الخبز الحر، على أن يتم تطبيقها لمدة ثلاثة أشهر.
صرف حافز استثنائي للمزارعين
كما وافق مجلس الوزراء، على صرف حافز استثنائي للمزارعين لتشجيعهم على زيادة الكميات الموردة من القمح المحلي بقيمة 65 جنيها، ليضاف إلى أسعار التوريد المحددة سلفاً.
وبذلك يصبح إجمالي أسعار التوريد، شاملة الحافز الاستثنائي 865 جنيها للأردب زنة 150 كيلوجراما، بدرجة نظافة 22.5 قيراط، 875 جنيها للأردب زنة 150 كيلوجراما أيضا، بدرجة نظافة 23 قيراطا، و885 جنيها للأردب زنة 150 كيلوجراما، بدرجة نظافة 23.5 قيراط.
وتعمل مصر، على شراء القمح من مصادر أخرى بخلاف مورديها الرئيسيين روسيا وأوكرانيا اللتين تعرقلت صادراتها بسبب الحرب الدائرة .
وقال وزير الزراعة، السيد القصير، في تصريحات صحفية خلال فبراير الماضي، إن حجم المزروع من محصول القمح الاستراتيجي هذا العام، يناهز 3.6 مليون فدان، ومن المتوقع تجميع كميات من القمح من المزارعين المحليين تكفي احتياجاتنا لعدة أشهر مقبلة.
وشدد القصير على أن الحكومة تركز اهتمامها حاليا على زراعة مزيد من المساحات بالقمح المحلي لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين.
ولفت القصير إلى ارتفاع المساحة المزروعة بالقمح من 3.1 مليون فدان في عام 2018/ 2019، إلى نحو 3.6 مليون فدان، حاليا.
فى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها ربع السنوي لمخزون الحبوب، أن مخزونات القمح الأمريكية كانت في 1 مارس عند 1.02 مليار بوشل، بانخفاض 22% عن العام الماضي، وقالت إنه من بين إجمالي المخزونات، تم تخزين 174 مليون بوشل في المزارع، بانخفاض 39% عن العام، بينما انخفضت المخزونات خارج المزرعة عند 850 مليون بوشل بنسبة 17% عن العام الماضي.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، رابع أكبر منتج عالمي من القمح، وثان أكبر مُصدر للمحصول الاستراتيجي على المستوى العالمي في 2022.
وفى الأرجنتين، هناك توقعات بانخفاض محصول القمح لما دون 20 مليون طن، حيث أشارت إلى أن سوء الأحوال الجوية الذي توقعوا بسببه أن يكون انتاج المحصول المتوقع هو 19.8 مليون طن كما هو الحال بالنسبة لخفض توقعاتها السابقة البالغة 21 مليون طن.
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إجمالي إنتاج القمح العالمي في الفترة 2022-23 عند 774.8 مليون طن ، وهو أول انخفاض منذ موسم 2018-2019. ومن المتوقع أن تبلغ المخزونات الاحتياطية العالمية 267 مليون طن ، بانخفاض للعام الثاني على التوالي وأدنى مستوى في ست سنوات.
وقالت المفوضية الأوروبية أمس الخميس أنها ستعمل مع حكومات الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا على تصدير ملايين الأطنان من القمح والحبوب العالقة في البلاد لأن البحرية الروسية تغلق الموانئ الأوكرانية.، ووفقا ل بيانات مجلس الحبوب الدولي، أظهرت أن أوكرانيا كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020/21، باعت 44.7 مليون طن في الخارج، كما أنها واحدة من أكبر منتجي زيت عباد الشمس، وفقا لصحيفة “الموندو” الإسبانية.
وقبل غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، تم شحن 90٪ من الحبوب وزيت عباد الشمس عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، وهو طريق مغلق الآن.
واقترحت كلا من اسبانيا وفرنسا على الاتحاد الأوروبى إلغاء القيود المفروضة على شراء القمح والحبوب الآخرى من أمريكا اللاتينية، والتي كان تم حظرها بسبب التعديل الوراثى التي تعرضت لها مما جعل أوروبا تقيد استيرادها، ولكن في مواجهة تقليص الواردات من أوكرانيا تقوم الدول الأوروبية بتحليل إزالة هذه الحواجز التجارية.
اقترحت كل من إسبانيا وفرنسا على الاتحاد الأوروبي (EU) إلغاء القيود المفروضة على الحبوب المعدلة وراثيًا من أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة لزيادة المخزونات ، في مواجهة خفض الواردات من أوكرانيا بسبب الحرب مع روسيا.
وقال وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس “نحتاج إلى أن يجعل الاتحاد الأوروبي اللوائح المتعلقة بواردات الحبوب أكثر مرونة”، مشيرا إلى أهمية الافراج عن القيود المفروضة على الشحنات من دول مثل الارجنتين في حقيقة أن أوروبا ستسغرق سنوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتينيات النباتية.
وأشارت بلاناس إلى أن أوكرانيا تشكل رابع أكبر مصدر للغذاء في العالم من 30% من وارادات الذرة، و62% من واردات زيت عباد الشمس.
الهند
وعزت الهند قرارها المفاجئ هذا إلى موجة حر قائظ أدت إلى تقليص الإنتاج لترتفع الأسعار المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقالت الحكومة إنها ستستمر في السماح بشحنات القمح بخطابات ائتمان صدرت بالفعل وإلى تلك البلدان التي تطلب الإمدادات “لتلبية احتياجات أمنها الغذائي”، وفقا لرويترز.
وكان المشترون العالميون يعتمدون على الهند في الحصول على إمدادات القمح بعد أن تراجعت الصادرات من منطقة البحر الأسود منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير.
وقبل الحظر، كانت الهند تستهدف شحن 10 ملايين طن هذا العام.
وقد يؤدي الحظر إلى رفع الأسعار العالمية للقمح إلى مستويات قياسية جديدة ويؤثر على المستهلكين الفقراء في آسيا وأفريقيا.
وقال تاجر في مومباي، يتعامل مع شركة تجارية عالمية “الحظر صادم. كنا نتوقع فرض قيود على الصادرات بعد شهرين أو 3 أشهر، لكن يبدو أن أرقام التضخم غيرت رأي الحكومة”.
ودفع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة تضخم التجزئة السنوي في الهند إلى أعلى مستوى له في 8 سنوات في أبريل، مما عزز وجهة نظر الاقتصاديين بأن البنك المركزي سيتعين عليه رفع أسعار الفائدة بصورة أكبر لكبح الأسعار.
وارتفعت أسعار القمح في الهند إلى مستوى قياسي، إذ وصلت في بعض المعاملات الفورية إلى ما يعادل 322.71 دولارا للطن، مقابل الحد الأدنى لسعر الدعم الحكومي الثابت البالغ حوالي 260 دولارا.
وفي الأسبوع الماضي، حددت الهند هدفا قياسيا للتصدير للسنة المالية 2022-2023 التي بدأت في أول أبريل، مضيفة أنها سترسل وفودا تجارية إلى دول مثل المغرب وتونس وإندونيسيا والفلبين لاستكشاف طرق زيادة الشحنات بصورة أكبر.
لكن الارتفاع الحاد والمفاجئ في درجات الحرارة في منتصف مارس يعني أن حجم المحصول قد يكون أقل مما كان متوقعا عند حوالي 100 مليون طن أو أقل، وفقا لمتعامل في نيودلهي مع شركة تجارية عالمية.
وقدرت الحكومة أن الإنتاج سيصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 111.32 مليون طن.
ووصلت صادرات الهند من القمح إلى رقم قياسي بلغ 7 ملايين طن في السنة المالية المنتهية في مارس، بزيادة أكثر من 250 في المئة عن العام السابق، بعد أن استفادت من ارتفاع أسعار القمح العالمية في أعقاب اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وفي أبريل صدرت الهند 1.4 مليون طن من القمح ووقعت صفقات بالفعل لتصدير حوالي 1.5 مليون طن في مايو.
ايطاليا
قال رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجى، إن الحصار المفروض على صادرات الحبوب من أوكرانيا يهدد بإثارة أزمة غذائية استثنائية والتي يمكن أن تؤدى بدورها إلى زعزعة الاستقرار السياسى، وفقا لوكالة “آكى” الإيطالية.
وأشار دراجى، إلى أن في مداخلته بمؤتمر “نحو الجنوب” المنعقد في مدينة سورينتو (مقاطعة كامبانيا) اليوم الجمعة، إلى إنه “بالنسبة لجميع الأنشطة الضرورية المرتبطة بالغاز، فإن هذه لا تأتي على حساب أهداف التحول البيئي التي اتفقنا عليها مع أوروبا”.
وأوضح رئيس الحكومة، أن “حالة طوارئ ما إن وجدت، فهي تدفعنا إلى تبني سرعة أكبر في استخدام مصادر الطاقة المتجددة لضمان الاستقلال الطاقي، الاقتصادي والسياسي الذي نميل إليه، والذي “يقودنا إليه الزمن المعاصر الذي نعيشه”.
وكان دراجى قال أمس الخميس “يتعين علينا الاستمرار فى دعم شجاعة الأوكرانيين، الذين يقاتلون من أجل حريتهم ومن أجل سلامتنا جميعًا، وفى تحميل روسيا التكاليف من خلال التحرك بسرعة مع حزمة العقوبات الأخيرة”.
وحسب رئيس الحكومة الإيطالية فإن “الهجوم الروسى لأوكرانيا تسبب فيما نسميه تحولا فى نهج الجغرافيا السياسية، فقد عزز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعزل موسكو، ولا تزال هذه التحولات جارية، والتى من المؤكد تبقى معنا لفترة طويلة”.
ومن ناحية أخرى، أشار دراجى لمواجهة ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، أن “الفكرة هي إنشاء كارتل للمشترين، أو وربما من الأفضل إقناع أوبك (منظّمة الدول المصدرة للنفط) بزيادة الإنتاج”.
وتوجه دراجى إلى واشنطن الثلاثاء الماضى، وعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث تم مناقشة دعم الشعب الاوكرانى إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن إعادة التأكيد على قوة الرابط عبر الأطلسى، والتعاون في إدارة التحديات العالمية ومن بينها أمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ وإعادة إطلاق الاقتصاد وتطوير الأمن عبر الأطلسى.
وقال يو تشونهاي، نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة رينمين ببكين، “الصين لم تخزن الحبوب، بل جرى استخدام الواردات فقط لسد فجوة العرض المحلي”، لكن في الوقت نفسه، أشار تشونهاي إلى حاجة الصين إلى لعب دور في تحديد الأسعار عالمياً، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال في تعليقات لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، إنه إذا نجحت الصين في تحسين الإنتاج المحلي عبر مجموعة متنوعة من السياسات، “فسيكون ذلك أكبر مساهمة لها في استقرار أسعار الحبوب العالمية”.
موضوعات ذات صلة :-
نصائح يجب اتباعها لتحقيق نظام غذائى صحى فى رمضان
تعرف على الطرق الصحية لصيام الأطفال الأقل من 10 سنوات
فوائد الكمون وخل التفاح لصحة جسم الأنسان.. أهمهم التخلص من البكتيريا والفيروسات