مانشيت الحكاية

أزمة روسيا وأوكرانيا تلقي بظلالها على قطاع الطاقة| مخاوف كبيرة بسبب تهديد إمدادات الغاز في أوروبا.. وخبير اقتصادي: الغاز المصري والليبي والجزائري بدائل قوية

في ظل الأزمة الروسية وحالة القلق من تهديد إمدادات الغاز في أوروبا خاصة أن روسيا تعد أكبر مود للغاز في أوروبا، بدأت الدول الأوروبية تتجه لدراسة البدائل، يعتبر الغاز المصري مرشح رئيسي لإنقاذ أوروبا من تلك الأزمة التي تلوح في الأفق.

اقرأ أيضًا:

العالم يترقب أزمة روسيا وأوكرانيا.. تصريحات بوتين تقلب الموازين وجلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة.. وسياسي يكشف لـ “الحكاية” السيناريوهات المتوقعة

وقد أثارت الأزمة الأوكرانية الروسية، مخاوف كبيرة فى أوروبا، خاصة فى ظل اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي بشكل كبير، وسط احتمالات باحتدام الصراع بين موسكو من جهة والغرب بسبب أوكرانيا من جهة أخرى، وهو ما دفع الدول الأوروبية لدراسة الخيارات البديلة، والتي سيكون بمقدمتها مصر.

صحيفة إسبانية: الغاز المصري مرشح قوي لتعويض الغاز الروسي

ونشرت صحيفة “الكوريو” الإسبانية، تقرير بهذا الخصوص، لافتة إلى أن الغاز المصري يلعب دوراً هاماً في تأمين احتياجات القارة العجوز من الطاقة، موضحة أن أوروبا ستلجأ بشكل أكبر للحصول على الغاز الطبيعي حال تدهور الصراع بين أوكرانيا وروسيا، الذي أصبح لا يهدد المواطنيين الذين عانوا من الدمار الذى خلفته الحرب منذ 8 سنوات، بل أيضا يهدد الاتحاد الأوروبى الذى يضع اعتماده حالياً على الغاز الروسي.

واضافت الصحيفة أن مصر تعد في مقدمة الدول البديلة لروسيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي للحصول على الغاز الطبيعي، حيث أن الإمداد من موسكو، عبر شركة جازبروم، يمثل-وفقًا لبيانات يوروستات- أكثر من 40% من واردات الطاقة السنوية، وهو ظرف جعل سلطات المجتمع في حالة تأهب في حالة حدوث غزو أدى إلى تفعيل العقوبات الدولية.

وبلغت إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المصري 3.5 مليون طن، خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 7.5 مليون طن بنهاية العام المالي الحالي.

قلق دولي حول إمدادات الطاقة في العالم

في سياق متصل أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الدول السبع والعشرين ستكون قادرة على مواجهة تخفيضات محتملة في إمدادات الغاز الروسي في حال تفعيل العقوبات الدولية ضد موسكو نتيجة اعتداء على أوكرانيا، مضيفة خلال تصريحات صحفية “لقد درسنا جميع الخيارات المحتملة إذا اختارت روسيا استخدام الطاقة كوسيلة ضغط ويمكنني القول إننا آمنون لهذا الشتاء”.

فيما قال المفوض الأوروبي للطاقة، قادري سيمسون، الذي شارك في مأدبة إفطار في منتدى الاقتصاد الجديد في مدريد، إن المفوضية الأوروبية تدرس سيناريوهات مختلفة لتوريد الغاز الطبيعي في حالة قيام روسيا بتقييد صادراتها جزئيًا أو كليًا إلى أوروبا، مشيرا إلى أنه يتم عقد اليوم جولة من الاجتماعات في بروكسل حول أمن إمدادات الغاز ، وأضاف أنه يجب إعداد خطط الطوارئ لمواجهة أسوأ حالة ممكنة.

الديب: الغاز المصري أهم البدائل لتأمين احتياجات أوروبا

وفي هذا الخصوص قال الدكتور أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إنه في حال توقف الغاز الروسي عن أوروبا بسب أزمة أوكرانيا سيكون أمام أوروبا البحث عن بديل ومن أهم هذه البدائل الغاز المصري والليبي والجزائري وربما الأمريكي، وسوف يساعد في ذلك سعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة وبالتالي يمكن أن يلعب الغاز المصري دوراً مهما في تأمين جانب من احتياجات دول أوروبا من الطاقة، من خلال تصدير الغاز الفائض من خلال محطتي إسالة الغاز بمصر على ساحل البحر المتوسط، استكمالا لدور مصر المحوري في المنطقة لتعزيز التعاون الإقليمي ومواصلة الارتقاء بالشراكات الاستراتيجية.

وأضاف أنه حسب تصريحات وزارة البترول شهدت الثلاث سنوات الماضية تطورا كبيرا في إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط بدءا بطرح مصر للفكرة وانتهاء بتأسيسه كمنظمة دولية في منطقة شرق المتوسط، ومقرها القاهرة.

وأوضح الدكتور أبو بكر خلال تصريحات خاصة لموقع “الحكاية”، أن مصر أصبحت قبلة ورمانة الميزان في الصناعات البترولية حيث بلغت صادرات قطاع البترول إلى 13 مليار دولار العام الماضي، كما شهدت مصر نهضة تنموية كبرى عبر تنفيذ مشروعات عملاقة ومن هذا المنطلق استضافت مصر هذا المعرض الذي يعد أكبر وأهم تجمع دولى وإقليمى لصناعة البترول والغاز فى منطقتى شمال إفريقيا والبحر المتوسط.

الديب: أزمة إمدادات الطاقة لأوروبا تمثل فرصة لمصر

وأضاف: “تمثل أزمة نقص إمدادات الطاقة لأوروبا “فرصة لوضع مصر على خريطة الطاقة الأوروبية وتأمين جانب من إمدادات الغاز الروسي، وتمتلك مصر الإمكانات اللازمة لتصبح أحد البدائل بالنسبة للطاقة في أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية في ضوء الدور الهام والحيوي الذي تلعبه بمنتدى غاز شرق المتوسط”.

وتابع: “كما أن ليبيا أمامها فرصة قوية لتعويض جزء من إمدادات الغاز الروسية للقارة الأوروبية في حال اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا، وحدوث صراع سياسي واقتصادي أو حتي عسكري بين روسيا والغرب، ولكن ذلك يتطلب حدوث استقرار سياسي والبعد عن الصراعات بليبيا، حيث تتميز ليبيا باحتياطي كبير، يصل إلي 54.6 تريليون قدم مكعب، وتحتل المرتبة 21 عالميا ويمكن في حال الاستقرار السياسي رفع هذه الاحتياطات باكتشافات جديدة”.

الديب يطالب ليبيا بانتهاز الفرصة لتهدئة الأوضاع وجذب الاستثمارات

وأشار الديب إلى أن ليبيا تصدر الآن الغاز والمواد الهيدروكربونية، إلي القارة الأوروبية بالغاز، ولكن بكميات متوسطة مقارنة بروسيا والنرويج والجزائر، مطالبا المسئولين في ليبيا بانتهاز الفرصة وتهدئة الوضع السياسي لجذب استثمارات جديدة في مجال البحث والتنقيب عن الغاز خاصة وأن شركات عالمية بدأت بالفعل مشاورات مع المؤسسة الوطنية للنفط بشأن زيادة الإمدادات للسوق الأوروبية كما تواصلت الادارة الامريكية مع جهات ليبية لنفس الهدف وهناك خط أنابيب يربط ليبيا بإيطاليا يبلغ طوله 520 كيلومتر.

وتابع: “العالم الغربي أمريكا وأوروبا بات صاحب مصلحة لتحقيق الإستقرار السياسي في ليبيا، وضخ استثمارات جديدة في قطاع الغاز وتطوير البنية الأساسية في قطاع الطاقة الليبي ومواجهة البيروقراطية وإخراج المليشيات المسلحة من الأراضي الليبية من أجل تعويض جزء كبير من الغاز الروسي مما يجعلها سوق نشطة تغني القارة عن الغاز الروسي”.

لكن رغم ذلك لن يكفي الغاز الليبي لتعويض ما تضخة روسيا لأوروبا سنويا لكنه سيغطي جزء كبير والجزء الأخر يمكن أن يغطي من دول أخري كقطر والجزائر وغيرها.

موقف منظمة أوبك من الأزمة الروسية الأوكرانية

وبالنسبة لموقف منظمة “اوبك” والدول العربية المصدرة للطاقة والبترول بشكل عام من الأزمة، قال الدكتور أبو بكر: “من المعروف أن الأزمة رفعت أسعار النفط لمستوي قياسي خلال سبع سنوات وسط مخاوف من أن يؤدي غزو روسي محتمل لأوكرانيا إلى فرض عقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا وتعطيل صادرات الطاقة من أكبر منتج في العالم.. حيث أن تصاعد التوترات الجيوسياسية بالعالم مابين الأزمة الأوكرانية واحتمال غزو روسي لأوكرانيا وما يتبعه من صراع اقتصادي أو ربما عسكري بين أمريكا وحلفاءها وروسيا وكذلك احتدام الحرب التجارية بين واشنطن والصين والملف الننوي الإيراني فضلا عن الارهاب الحوثي أحد أذرع النظام الايراني بالمنطقة وغيرها من بؤر الصراع السياسي بالعالم سوف يؤثر بالتأكيد علي أسعار الطاقة وخاصة النفط والغاز وربما يحلق بأسعار البترول الي مستويات خيالية وقد يصل به الي حدود 130 دولارا للبرميل في حال تصاعد هذه الصراعات أكثر ولم يتدخل العقلاء وهو ما تستفيد منه ميزانيات الدول الأعضاء في أوبك وكذلك الدول المصدرة للغاز”.

وأضاف: “تتوقع منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، زيادة في الطلب على النفط خلال العام الجاري، وخاصة في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.8 مليون برميل إلى 46.4 مليون برميل في المتوسط اليومي بينما سيزداد الطلب في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 2.3 مليون برميل إلى 54.4 مليون برميل يوميا .والمتوقع خلال عام 2022، نمو الطلب على النفط بمعدل 4.2 مليون برميل يوميا، بفضل النمو المرتقب لمعظم الاقتصادات الكبرى، والسياسات المالية والنقدية الداعمة لتعويض الآثار السلبية لفيروس “أوميكرون” على الطلب”.

جدير بالذكر أن مصر كانت وقعت مع قبرص اتفاقاً في مايو 2018 لمد خط أنابيب من حقل “أفروديت” القبرصي، الذي تقدر احتياطاته بين 3.6 تريليون و6 تريليونات قدم مكعبة تقريباً، بغرض تسييلها في مصر وإعادة تصديرها إلى أوروبا.

موضوعات ذات صلة:

رحلة الغاز المصري من الاستيراد للتصدير| تنفيذ 30 مشروعًا لتنمية حقول الغاز يضع القاهرة ضمن قائمة أكبر الموردين للأسواق المستهلكة.. والمصدر العربى الأسرع نمواً للغاز المسال

مصر تمد جسور التعاون بين 3 قارات| مشروعات الربط الكهربائي وتصدير الغاز تجعل القاهرة قبلة الطاقة في الشرق الأوسط.. وخبير اقتصادي يُعدد المزايا الاقتصادية والسياسية

مصر تحقق نموًا بنحو 900% في صادرات الغاز.. المعدل الأعلى عالميًا خلال الربع الثالث من عام 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى