قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن تحرك الجزائر في ملف سد النهضة والذي بدأ بالفعل بزيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة للمنطقة ولقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي والسفير سامح شكري وزير الخارجية ثم زيارته للسودان وإثيوبيا تفتح الباب أمام وساطة تبدو جزائرية ولكن في خلفية الأحداث ربما قد تدعم بموقف أوروبي أمريكي لاحقًا.
أضاف “فهمي” في مداخلة هاتفية لبرنامج “رأي عام” والذي يقدمه الإعلامي عمرو عبدالحميد، على فضائية “Ten” اليوم الاثنين، أن تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، يفهم في سياقه، حيث أن تحليل مضمونه أن القضية ليست تفائل ولكنها قدرة الجزائر على فك وتحليل الصراعات وسبق للجزائر أن قامت بهذا الدور في مراحل معينة بغض النظر عن تعقيدات مشكلة السد الإثيوبي بكل ما فيها.
وأكد “فهمى”، أن الجزائر دولة مهمة في إقليمها وتمارس دور كبير حاليًا في الاتحاد الإفريقي بعد غياب سنوات، موضحًا أن هناك تحركات كبيرة لعزل إسرائيل بعد أن دخلت كمراقب في الاتحاد الأفريقي، كما أن هناك تحركات جزائرية تجاه المغرب والمنطقة المغربية إلى جنوب الساحل والصحراء، بجانب التحرك تجاه الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة وتعاون في مجالات عديدة، وكلها أوراق تملكها الجزائر وتستطيع أن تتحرك وفق هذه المعطيات الرئيسية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن النقطة الرئيسية في هذا الإطار هي مرتبطة بتقبل الطرف الآخر لأن الأمر عاد للاتحاد الأفريقي وهو لم يبحث حتى الآن أي تطورات في هذا الملف والكونغو باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي لم تقدم أي طرح منذ جلسة مجلس الأمن وتأتي الجزائر لتحرك المياه الراكدة، مشيراً إلى أن الرئيس الجزائري سيكون أمامه بديلين أما أن يطرح مبادرة من الأعلى بأطر عامة وهو أمر وارد أو أن يقوم بمفاوضات مباشرة تجاه الأطراف الثلاث أو يدعو لمؤتمر ثلاثي يضم القادة الثلاث والفرق الفنية، والفكرتين واردتين لأن السياسة تتطلب هذا الأمر والجزائر سيكون مدعومًا بالاتحاد الأوروبي.