حوادث

أسرة قتيل المرج لـ”الحكاية”: أصابته طلقة طائشة في خناقة أدوت بحياته

مع وصول عقارب للسابعة صباحاً، يقف صاحب الـ 42 عامًا، علي درجات سلم العقار المقيم به، ينظر إلي أعلي ليحدث زوجته مودعًا آياها قائلا : « أدعي ليا وخلي بالك من العيال»، وبعدها يتحرك بخطوات ثابته نحو مسكن شقيقه الأكبر ليوقظة من النوم :« أصحي يا حسن روح شغلك»، ثم التوجه  لممارسة عمله الحكومي بهيئة التأمين الصحي .. الكلمات السابقة مخلص لسيناريو يومي معتاد يقوم به المواطن «محمود حسن»، والذي لم يتخيل أن الفصل الاخير من حياته سيكتب بطريقة بشعة درات احداثها وفصولها علي مرأى ومسمع من سكان الحي المرج بالقاهرة، إثرنشوب مشاجرة بالأسلحة بين عائلتين لوجود خلافات بينهما.

« اخويا أطيب خلق الله وملوش خلافات مع حد» .. بهذه الكلمات بدأ « حسن» شقيق المجني يروي كواليس مقتل شقيقه قائلا:« أحنا ناس في حالنا طول عمرنا بنسعي علي وراء البحث عن الرزق الحلال ولا نريد سوي العيش في آمان، لكن ما حدث مؤخرًا بدل حياتنا إلي جحيم لم يكن في الحسبان، مستطردا :« مش هسيب حق أخويا لآخر يوم في عمري».

وأضاف : « محمود اخويا تزوج منذ ما يقرب من 16 عامًا، ورزق بـ « 3 أطفال» هم « محمد .. عبده .. كريم» اكبرهم في الصف الأول الثانوي، وأصغرهم  يبلغ من العمر 10 سنوات، فكان لا يشغل باله سوي الذهاب إلي عمله بهيئة التأمين الصحي، ورعاية اسرته الصغيرة، ونظراً لضيق الحال وزيادة الاعباء عليه، قرر مؤخرًا أن يفتح «محل منظفات»، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، وجرت الامور بشكل طبيعي، من شغل الحكومة للبيت ياخذ قسطًا من الراحة ثم يتوجه نحو « محل المنظفات» حتي الساعة التاسعة مساءً ثم يغلقه للذهاب للنوم ».

المجني عليه

وتابع :« يوم الواقعة نشبت مشاجرة بين عائلتين بسبب خلافات سابقة بينهما، وتحولت المنطقة لساحه حرب اشعل فتليها شاب يدعي «بسام الصعيدي»، ووقتئذ كان أخي «محمود» داخل شقة اعلي «محل المنظفات» كان قد استأجرها في وقت سابق ليضع بها المسلتزمات الخاصة بالمحل، وعند سماع صوت الرصاص والصراخ في الشارع هرع مسرعا حتي يطمئن علينا، وحال خروجه صوب «بسام الصعيدي»، طلقه خرطوش نحوه لتصيبه في وجهه، وبعدها اطلق الجيران صرخات «بتاع الصابون وقع»، ثم لقي مصرعه عقب وصوله المستشفي: «الدم كان مغطي وشه، أخويا مكنش يستاهل كده ولا يموت بالطريقة دي»، واستطرد : « عاوز حق أخويا من القاتل، وضبط باقي المتهمين ومفيش حاجه هتريح قلبي غير اعدامهم، سايب أطفال قصر دول ذنبهم ايه، وبناشد النائب يعيد حق شقيق بالقصاص من المتهمين».

داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم  أحمد قدري، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، وصل للتو، عقب عودته من حملة أمنية تفقد خلالها النقاط الأمنية بدائرة القسم، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: «حدوث مشاجرة وقتيل بمنطقة عبد الله رفاعي»، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، ليخطر اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة بالواقعة، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.

خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم أحمد قدري، لمحل البلاغ، وفور وصوله عاين الضابط الشاب مكان الحادث، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، ثم وجه معاونه الرائد ، إسلام شعبان، بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة، وتطويق العقار بفرض كردون أمنى ومنع حركة الدخول والخروج من المكان الذى بات مسرحًا لجريمة قتل، ومع انتهاء معاينة الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة تم تعيين حراسة على العقار.

بالعودة إلى ديوان القسم تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، حيث اجتمع المقدم أحمد قدري، بمعاونيه وطالبهم بوضع خطة محكمة للوصول إلى
المتهمين في اسرع وقت،
ساعات من البحث المتواصل قضاها رجال البحث الجنائي بمحيط مسرح الجريمة جمعوا خلالها المعلومات والتحريات، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة والتي جاءت علي لسان رئيس المباحث، المقدم أحمد قدري محدثا رئيسه في العمل، اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة : « توصلت لمكان اختباء احد المتهيمن يا فندم وخلال ساعة هيكون في مكتبي »،  عقب تقنين الإجراءات، انطلقت مأمورية قادها المقدم أحمد قدري، ونجحت في ضبط المتهم ، وعثر بحوزته علي فرد خرطوشن فيما تواصل الأجهزة الأمنية من تكثيف جهوها للقبض علي باقي المتهمين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى