مقالات

أيمن عدلي يكتب: البحث عن فضيحة!

ثمة خواء نلمسه جميعاً وتعاني منه بعض شاشات الفضائية فيما يتعلق بأفكار ومحتوى البرامج التليفزيونية وخاصة الحوارية منها ، لاسيما خلال شهر رمضان حيث الموسم الأعلى مشاهدة، كما في الدول العربية بلا استثناء.

ولا يخفي على أحد أن السباق الرمضاني لم يأت بجديد ومازالنا نعاني من تشابة أفكار البرامج الحوارية التي ظلت تقدم لسنوات وتسيطر على المشهد، والسؤال التي بات يطرح نفسه متى سيكون هناك إدارة للتخطيط البرامجي؟! بمعنى إدارة بشكل مؤسسي وعلمي ومهني وبها خبرات وتجارب، للقيام برسم لغة البرامج وطريقتها وإطارها وأهدافها ومحاورها”.

بات من المؤسف حقاً أن يكون الهدف الرئيسي لتلك البرامج هو البحث عن ” الترند” من خلال اسئلة تسيء للضيف وتقوم بفضحه ويصل الحد إلى خراب البيوت على الهواء ! وكأننا في شهر الفضائح وليس شهر الصوم والمغفرة والقرب إلا الله والتعبد وكل الصفات الطيبة .

نعم يجب أن تكون الاسئلة ساخنه ونعم يجب أن ننتزع إجابات جديدة من الضيف ولكن هذا يحدث بقواعد واصول وليس بهذا الشكل المستفز الذي نراه للاسف على قنواتنا مما جعلنا اضحوكة أمام الجميع .

ما يحدث من بعض مذيعي التوك شو يجعلنا نترحم على عظماء ماسبيرو ، فمن منا ينسى برامج مثل برنامج حوار صريح جداً ، ومن ينسى برنامج يا رمسيس يا وغيرها من البرامج الهادفة التى تبني ولا تهدم ، والتى تساهم في إخراج معلومات تفيد المتلقي وليس فضحهم بهذا الشكل الفج المصطنع للاسف مايحدث خطر كبير على الجيل الجديد الذي يرى حياة الناس مستباحة وعلى الملء والفضايح في كل مكان.

إني أطالب المسؤليين بوقف مثل هذه البرامج التى تساهم في كسر منظومة القيم وهدم قواعد العمل الاعلامي لإن مصر بطبيعتها تقدم اعلاماً تنويريا تثقيفياً بعيداً عن ما نراه من شخصيات ليس لها علاقة لا بالاعلام ولا بقواعده التى مما لا شك فيه له دور في الحرب التى تخوضها مصر ضد الجماعات الارهابية والفكر والمتطرف والاعلام المعادي الذي يشوه كل انجاز على أرض الواقع فياليتنا نقف بجوار الدولة بما يتناسب مع حجم التحديات التى نراها وليس التفكير في فضح الشخصيات والخوض في مناطق لم نرى إعلاميين سابقين طيله سنوات من الدخول فيها وهي بمثابة خط أحمر لأي اعلامي يحب هذا الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى