إلغاء الإجهاض يهز أمريكا.. مظاهرات تحت شعار “ابتعدوا عن أجسادنا” ضد القرار.. ذا هيل: القرار يمحو حقًا دستوريًا عمره 50 عاما.. بايدن يُندد بالحكم.. والشرطة تعتقل العشرات من المواطنين
شهدت العديد من المناطق مختلفة فى الولايات المتحدة الأمريكية، مظاهرات عقب إلغاء المحكمة العليا بأمريكا القضية المعروفة باسم “رو ضد ويد”، خلال الساعات الماضية معتبرة أنه لم يعد هناك حق دستورى فيدرالى للإجهاض.
اقرأ أيضا:-
على هامش قمة بغداد.. السيسي يلتقي أمير قطر لبحث العلاقات المصرية القطرية
خبير بمركز الأهرام عن لقاء السيسي وأمير قطر: الثبات في السياسة هو التغيير
وبعد هذا القرار فإنه من الآن فصاعدًا، تحدّد كل ولاية حقوق الإجهاض فيها، ما لم يتخذ الكونجرس إجراءات، في حين أنّ قرابة نصف الولايات لديها أو ستصدر قوانين تحظر الإجهاض، في حين سنّت ولايات أخرى إجراءات صارمة لتنظم عمليات الإجهاض.
فيما تجمّع المتظاهرون وأنصار الحكم بمبنى المحكمة العليا في واشنطن العاصمة، وفي مدن أخرى على مستوى البلاد، في حين تم التخطيط لتظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن قرار المحكمة الأمريكية العليا، فاجأ الجميع، رغم توقع تحول المحكمة العليا المكونة من تسعة قضاة بينهم ستة محافظين إلى اليمين، لكن لم يكن من المتوقع أن تتحرك بهذه السرعة وإلى هذا المدى.
وأصدرت الأغلبية العظمى للمحكمة العليا قرارًا تاريخيًا الجمعة، بمحو حق دستورى عمره 50 عامًا تقريبًا فى الإجهاض، بإلغاء قضية رو ضد وايد.
لكن القرار، الذى قال معظم الأمريكيين إنهم سيعارضونه، أشعل عاصفة سياسية حيث بدأ تفكيك حقوق الإجهاض فى الظهور فى الولايات فى غضون ساعات من صدور الحكم.
وقال مراقبو المحكمة أنه بما أن النساء فى جميع أنحاء البلاد يجدن أنفسهن ممنوعات من إنهاء حمل غير مرغوب فيه، فمن المرجح أن تتراجع ثقة الجمهور فى المحكمة العليا لأدنى مستويات تاريخية.
وأطلق مؤيدو الإجهاض فى مختلف أرجاء الولايات المتحدة على المظاهرات بـ “صيف الغضب” حيث نظمت جماعات مدافعة عن حقوق الإجهاض أكثر من 400 مسيرة بعنوان “ابتعدوا عن أجسادنا” (بان أوف أور باديز) السبت، مع توقع أكبر نسبة مشاركة فى مدينة نيويورك والعاصمة واشنطن ولوس أنجلس وشيكاغو.
وبدأ عدة آلاف من مؤيدى الإجهاض فى التجمع فى إحدى حدائق شيكاغو، وكان منهم النائب الأمريكى شون كاستن وابنته أودرى البالغة من العمر 15 عاما.
وقال كاستن، الذى تضم دائرته ضواحى شيكاغو الغربية، لرويترز أنه “أمر مروع” أن تنظر المحكمة العليا المحافظة فى سحب الحق فى الإجهاض “وإجبار النساء على هذا الوضع الأقل شأنا”.
ويأمل الديمقراطيون، الذين يسيطرون حاليا على البيت الأبيض ومجلسى الكونجرس، أن يدفع الغضب من قرار المحكمة العليا مرشحى حزبهم للفوز فى انتخابات التجديد النصفى التى تجرى فى نوفمبر.
من ناحية أخرى، أفاد نشطاء أمريكيون باحتجاز عدد من المشاركين فى الاحتجاجات على إلغاء حق الإجهاض حاولوا الليلة الماضية عرقلة حركة المرور فى أحد الشوارع المركزية لمانهاتن بنيويورك، وفق روسيا اليوم.
وقبل منتصف الليل بقليل بالتوقيت المحلى، اصطف عشرات المحتجين دفاعا عن حق الإجهاض عبر شارع 6، بالقرب من تقاطع مع شارع 42 حيث عرقلوا حركة المرور.
ودعا رجال الأمن المتظاهرين فى البداية إلى مغادرة الطريق ثم احتجزوا عددا منهم، مما سمح باستعادة حركة المرور فيه.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الاحتجاجات التى شهدتها نيويورك الليلة الماضية كانت تحمل طابعا سلميا فى الأصل. وتفرق الجزء الرئيسى من المحتجين البالغ عدة آلاف فى المساء بعد بدء هطول الأمطار. بقى عدة مئات من النشطاء فى حدائق المدينة فى مانهاتن ومنطقة محطة القطارات المركزية حتى الليل.
وأعلن النشطاء عن نيتهم مواصلة الاحتجاجات فى الأيام القريبة القادمة.
وقال روبرت تساى، أستاذ القانون فى جامعة بوسطن: “تشعر الأغلبية 6-3 أن لديهم نافذة ضيقة للقيام بكل الأشياء المهمة للحركة القانونية المحافظة. أنت لا تعرف أبدًا متى ستغلق النافذة ولذا فهم يتصرفون بإلحاح.”
واعتبرت الصحيفة أن هذا الأسبوع كان بمثابة لحظة انفراج بالنسبة لجهود الحركة القانونية المحافظة الممولة تمويلًا جيدًا لإعادة تشكيل الحياة الأمريكية بطرق أساسية.
لعقود من الزمان، كانت قضية رو ضد وايد فى مرمى نيران المحافظين، حيث استغلت نخب الحزب الجمهورى قضية الإجهاض لتوحيد المحافظين الاجتماعيين والمسيحيين الإنجيليين. كان الإطاحة بحكم 1973 التاريخى يوم الجمعة بمثابة إنجاز كبير ترك معارضى الإجهاض سعداء.
وقال نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذى قاد حملته الانتخابية كنائب لترامب فى عام 2016، وتعهد بإنهاء الحق الفيدرالى فى الإجهاض: “اليوم، الحياة تفوز. بإلغاء قضية رو ضد وايد، أعطت المحكمة العليا للولايات المتحدة الشعب الأمريكى بداية جديدة للحياة وأنا أشيد بالقضاة لشجاعتهم فى قناعاتهم“.
لكن القرار، الذى قال معظم الأمريكيين إنهم سيعارضونه، أشعل عاصفة سياسية حيث بدأ تفكيك حقوق الإجهاض فى الظهور فى الولايات فى غضون ساعات من صدور الحكم. قال مراقبو المحكمة إنه بما أن النساء فى جميع أنحاء البلاد يجدن أنفسهن ممنوعات من إنهاء حمل غير مرغوب فيه، فمن المرجح أن تتراجع ثقة الجمهور فى المحكمة العليا لأدنى مستويات تاريخية.
وقال بايدن في البيت الأبيض: “هذا يوم حزين للمحكمة وللبلاد.. لقد فعلت المحكمة ما لم تفعله من قبل.. استلبت بصورة معلنة حقا دستوريا وهو حق أساسي لكثير من الأميركيين”.
وأضاف الرئيس الديمقراطي أن تمكين الولايات من حظر الإجهاض يجعل الولايات المتحدة خارج الصف بين الدول المتقدمة فيما يتعلق بحماية الحقوق الإنجابية.
وحث بايدن الكونغرس على إصدار قانون يحمي الحق في الإجهاض، لكنه اقتراح غير مرجح نظرا لوجود انقسامات حزبية إزاءه.
وقال بايدن إن إدارته ستحمي حق النساء في الحصول على الأدوية التي وافقت عليها إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية بما في ذلك حبوب منع الحمل والإجهاض باستخدام الأدوية، مع محاربة مساعي فرض قيود على سفر النساء إلى دول أخرى لإجراء عمليات الإجهاض.
موضوعات ذات صلة:
على هامش قمة بغداد.. السيسي يلتقي أمير قطر لبحث العلاقات المصرية القطرية
خبير بمركز الأهرام عن لقاء السيسي وأمير قطر: الثبات في السياسة هو التغيير