مانشيت الحكاية

الحرب الروسية الأوكرانية| الجذور التاريخية للخلاف بين الجارتين.. بدأت ببناء روسيا سد في مضيق كريتش.. وانضمام أوكرانيا لحلف الناتو كان القشة التي قصمت ظهر البعير

استيقظ العالم صباح اليوم الخميس على سماع دوي انفجارات في أوكرانيا وبدء عملية عسكرية روسية في الأراضي الأوكرانية، حيث أعلنت روسيا في الساعات الأولي من صباح الخميس تحركها عسكرياً صوب الأراضي الأوكرانية بهدف حماية مصالحها، تحت مظلة طلب تقدم به قادة إقليم دونباس الواقع شرق الأراضي الأوكرانية، والذي أعلنت موسكو قبل أيام الاعتراف باستقلال جمهوريتيه دونتسك ولوجانسك، لحماية سكان الإقليم.

اقرأ أيضًا:

الحرب العالمية الثالثة| أزمات طاحنة تنتظر العالم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. وخبير يكشف للحكاية تأثيرها على الاقتصاد العالمي.. ويؤكد: مصر استعدت مبكرًا

ويأتى التحرك الروسي الأخير بعد أسابيع حافلة بالأحداث والتوترات المتبادلة بين الولايات المتحدة والدول الغربية وحلف الناتو من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، ما آل فى نهاية المطاف إلى إعلان عقوبات جماعية من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بحق مسئولين ومؤسسات وهيئات روسية، مع وعود بحزمة جديدة من العقوبات بعد التحرك الروسي الأخير.

وربما تعود جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا منذ الدولة السلافية الشرقية المسماة “كييف روس”، وروسيا حتى الآن لا تجد أوكرانيا إلا امتداد تاريخي وجغرافي لها، ويحمل تاريخ البلدين اتفاقات وانفصالات متعددة بين البلدين، من قبل إعلان الاتحاد السوفيتي، والذي تجد روسيا ان أوكرانيا لعبت سببًا أصيلًا في تفككه.

جذور الخلاف التاريخي بين روسيا وأوكرانيا

يعود ذلك الخلاف لاوائل التسعينات، حيث أنه في ديسمبر عام 1991، كانت أوكرانيا، بالإضافة إلى روسيا وبيلاروسيا، من بين الجمهوريات التي دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي، غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة (جي يو إس). كان الكرملين يظن وقتها أن بإمكانه السيطرة على أوكرانيا من خلال شحنات الغاز الرخيص. لكن ذلك لم يحصل. فبينما تمكنت روسيا من بناء تحالف وثيق مع بيلاروسيا، كانت عيون أوكرانيا مسلطة دائماً على الغرب.

وقد أزعج ذلك الكرملين كثيرا، ولكنه لم يصل إلى صراع طوال فترة التسعينيات، ولك تعير موسكو لذلك اهتماما في ذلك الوقت، لأن الغرب لم يكن يسعى لدمج أوكرانيا، كما أن الاقتصاد الروسي كان يعاني، والبلاد كانت مشغولة بالحرب في الشيشان، في عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ”العقد الكبير” بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية.

بناء روسيا سد في مضيق كريتش كان بداية الأزمة الحقيقية

ولكن في عام 2003 بدأت أول أزمة كبيرة بين البلدين عندما أعلنت روسيا بشكل مفاجئ بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية، فيما اعتبرت أوكرانيا أن هذا الفعل تعسفي لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، ومن هنا بدأ التطور الحقيقي للأزمة الروسية الأوكرانية بشكلها الحديث.

وفي عام 2008 أخذت الأزمة اتجاهًا آخر، بعد محاولة الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، ضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، لكن روسيا قابلت ذلك باحتجاج الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعلن بشكل واضح أن روسيا لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.

أوكرانيا لم تنجح في الانضمام للناتو بعد تدخلات المانيا وفرنسا لعدم خلق أزمات، لكنها استعاضت عن ذلك باتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع روسيا لتضييق الخناق علييها اقتصاديًا، وفي أعقاب ذلك وبسبب اضطرابات سياسية في أوكرانيا عمدت روسيا على ضم جزيرة القرم الغنية بالثروات، وهو ما أثار ضجة عالمية منذ عام 2014.

رفض روسيا انضمام أوكرانيا لحلف الناتو

ومن أهم أسباب الأزمة الحالية هو الرفض القاطع الروسي لانضمام أوكرانيا ضمن حلف الشمال الأطلسي الناتو، حيث بدأ الرئيس فلاديمير بوتين منذ شهر ديسمبر عام 2021، بتوجيه رسائل للولايات المتحدة الأمريكية بشكل علني ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب، وسعى حثيثًا نحو ضم اوكرانيا.

وتعتبر روسيا انضمام اوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي مزعجًا لها ويمثل خطورة على أمنها وحدودها واقتصادها، بسبب تشاركية الحدود بين البلدين، وجوهر القلق الروسي يكمن في الفصل الخامس من اتفاقية «الناتو»، والذي ينص على انه في حالة أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله، بمعنى أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا بعد ذلك سيضع روسيا في مواجهة مباشرة مع 27 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

بداية الحرب الروسية الأوكرانية

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل تهديداته إلى افعال بعد نقل قواته العسكرية إلى اوكرانيا والتأهب لشن عملية عسكرية بداية من فبراير الجاري.

وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أي تدخل أجنبي وأن روسيا سترد على الفور، ووصف التحركات الروسية بالدفاع عن النفس من التهديدات.

من جانبه قال زير الخارجية الأوكراني في اول رد فعل على تلك الهجمات حسبما نقلت وكالة رويترز: “بدأ بوتن للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. تتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات، هذه حرب عدوانية، أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر، يمكن للعالم أن يوقف بوتن ويجب عليه ذلك، حان وقت العمل الآن”.

وبد بوتين عملية عسكرية فى إقليم دونباس شرق أوكرانيا، والذى اعترفت روسيا باستقلاله قبل يومين وأبرمت مع قادته اتفاقية صدقة، بالتزامن مع بدء التحرك البرى العسكرى فى مدن أوكرانية خلال الساعات القليلة الماضية.

وقال بوتين إن بلاده لا تنوى احتلال أوكرانيا وإنما حماية إقليم دونباس الذى يضم جمهوريتى دونتيسك ولوجانسك، محذرًا من أى تدخل خارجى فى أوكرانيا ودعا فى الوقت نفسه الجيش الأوكرانى لإلقاء السلاح.

وميدانيا، أعلنت وسائل إعلام روسية، إن قوات برية روسية بدأت الدخول فى ماريبول وأوديسا، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن حريقاً كبير فى منطقة ميكولاى إثر سقوط صاروخ على مستودع للصواريخ والمعدات المدفعية قرب خاركيف.

موضوعات ذات صلة:

استعدادات الحكومة لتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية| احتياطي القمح يكفي لـ 4 أشهر قادمة.. والبحث عن أسواق بديلة حال تطور الأوضاع للأسوأ

بعد الغزو الروسي لاوكرانيا| أزمات اقتصادية تضرب العالم.. أبرزها: قفزة في أسعار النفط والذهب وارتفاع معدلات التضخم

طارق فهمى لـ” الحكاية” روسيا ستستمر فى ضرب اوكرانيا وحلف الناتو يواجه مشاكل كبيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى