بعد الإستيلاء على محطة زابوريجيا للطاقة النووية.. الكهرباء النووية الطريق البديل للحرب الروسية الأوكرانية
مخاوف عديدة خلال الأيام الأخيرة، بشأن احتمال وقوع كارثة نووية خارج نطاق السيطرة مع استيلاء القوات الروسية الجمعة الماضية، على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا .
إقرأ أيضا:- الطاقة الذرية: القدرة التدميرية للأسلحة النووية الموجودة الآن لا تقارن بقنابل هيروشيما ونجازاكي
وقد أعلنت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية، أنها لم ترصد أي تسرب إشعاعي من منشأة زابوريجيا النووية في جنوب البلاد والتي تعرضت لضربات روسية خلال الليل.
الوضع الإشعاعي
وقالت الهيئة الرسمية إنه “لم يتم تسجيل أي تغييرات في الوضع الإشعاعي”.
وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت أن حريقاً اندلع في محطة زابوريجيا نتيجة قصف روسي. وقالت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت على أراضي المنشأة الواقعة في جنوب البلاد.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفرض عقوبات “أقوى” على موسكو بعد قصف المنشأة النووية الأوكرانية
اتهم زيلنسكي موسكو باللجوء إلى ما وصفه بـ “الإرهاب النووي” والرغبة في “تكرار” كارثة تشيرنوبيل.
محطة الطاقة النووية زابوريجيا
تعرضت المباني في محطة الطاقة النووية زابوريجيا في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا، لأضرار بعد قصفها.
ودفع الهجوم زعماء العالم لاتهام روسيا بالتهوّر. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن ذلك يمكن أن “يهدّد بشكل مباشر سلامة كل أوروبا”.
أربع محطات للطاقة النووية
وقالت صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، فى تقرير لها ، أنه مع تصاعد الحرب كل يوم في أوكرانيا ، تتبلور المخاوف حول كارثة محتملة تؤثر على واحدة من أربع محطات للطاقة النووية في البلاد نظرا لأن هذه هي المرة الأولى التي ينشب فيها صراع عسكري في دولة لديها برنامج ذري مدني كبير، مشيرة إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي وصف الأوضاع التي تشهدها أوكرانيا بـ”حالة غير مسبوقة”، و التي تثير العديد من التساؤلات حول المخاطر الحقيقية لهجوم فلاديمير بوتين على أوروبا مبديا استعداده للتوجه إلى أوكرانيا من أجل التفاوض على “اتفاق حول إطار عمل” لضمان أمن المواقع النووية التي أقيمت بسبب خطر الحرب.
وأشارت صحيفة “لا تريبيون” نقلا عن مدير مركز الأبحاث في اقتصاديات الطاقة والقانون، جاك بيرسيبوا إلى أنه، من الناحية العملية، لا يزال خطر حدوث انفجار في محطة زابوريجيا للطاقة النووية منخفضًا للغاية.
وأضاف جاك بيرسيبوا قائلا:” لن يسعى الروس لذلك على الإطلاق لا سيما وأن الموقع قريب من شبه جزيرة القرم و دونباس ، والنشاط الإشعاعي لا يعرف حدودًا مشيرا إلى إطلاق صواريخ إلى مبنى مجاور للموقع هو وسيلة لإجبار الأوكرانيين على السماح للجيش الروسي بالدخول، مؤكدا أن هدفهم ليس قصف المحطة النووية ولكن السيطرة عليها.
ولم يستبعد جاك بيرسيبوا سقوط صاروخ بالخطأ على منشأة، مؤكدا أن حينها سيكون الأمر خطيرًا، خاصةً إذا أتلفت وحدة تخزين النفايات المشعة. التي تقع بالقرب من كل محطة للطاقة، في حمامات السباحة أو المستودعات، مضيفا أن الأمر سيكون سيئة بالنسبة للروس ولنا.
محطة تشيرنوبيل
وأردف قائلا:”والمفارقة، قد يكون على روسيا تأمين المنطقة، بينما يحتدم القتال على الأرض بما في ذلك محطة تشيرنوبيل للطاقة السابقة، حيث وقعت أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986 ، والتي سقطت في أيدي القوات الروسية الأسبوع الماضي. كما تتيح لهم السيطرة على هذه المنشآت ضمان عدم قدوم أحد لقصفها مضيفا أن أنه في حالة تشيرنوبيل ، فإن بيلاروسيا ، حليف روسيا ، ستكون أول من يتعرض للإشعاع.
و خلص مدير مركز الأبحاث في اقتصاديات الطاقة والقانون ، جاك بيرسيبوا إلى أن ، العملية تعد رمزية ،لأن محطة الطاقة هذه كانت تابعة للاتحاد السوفيتي .
من جانبه أوضح فرانسوا ماري بريون ، الفيزيائي و باحث علم المناخ بمختبر علوم المناخ والبيئة أنه بالنسبة للمفاعلات نفسها ، فهي محاطة بنظام احتواء مصمم لتحمل تحطم طائرة ، كما هو الحال مع محطات الطاقة النووية الفرنسية خلافا لما كان عليه الأمر بالنسبة لمستوى الأمن في تشيرنوبيل، التي كانت غير مستقرة وسيئة الحماية”.
وتابع قائلا:”المبنى الذي يحتضن المفاعل أقوى من المبنى الإداري الذي كان هدفاً للنيران.. مضيفا إلى أنه المنطقي الشعور بالقلق إزاء تشغيل محطة للطاقة النووية في منطقة حرب، جازما بعدم وجود خطر مباشر.
وذهب الفيزيائي فرانسوا ماري بريون إلى أن هدف القوات الروسية هو السيطرة على إنتاج الكهرباء في أوكرانيا حيث تصل قدرة أكبر محطة كهرباء في أوروبا إلى ما يقرب من 6000 ميجاوات ، وهو ما يمثل استهلاك حوالي أربعة ملايين أسرة. وبالتالي يمكنهم “على الفور” فصل الموقع ، الذي يوفر ما لا يقل عن خُمس الكهرباء في البلاد وما يقرب من نصف طاقتها النووية ، عن الشبكة الوطنية.
ونوهت صحيفة “لا تريبيون” إلى أنه بات حتميا على أوكرانيا الارتباط بسوق الكهرباء الأوروبية حتى لا تتخبط فى ظلام دامس في حالة انقطاع في التيار الكهربائي مما قد يجبرها إلى تعديل أوراق الصراع مشيرة إلى أن وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي وافقوا على ربط سريع لمنظومة للكهرباء في أوروبا بالشبكة الأوكرانية، وهو تحرك سيزيد استقلال أوكرانيا عن روسيا في أعقاب الغزو الروسي للبلاد.
و يشار إلى أن أوكرانيا فصلت شبكتها للكهرباء عن منظومة روسية الأسبوع الماضي وطلبت ربطاً طارئاً بمنظومة أوروبية.
يقول خبراء نوويون إن الهجوم خلق وضعاً محفوفاً بالمخاطر.
في حالة تلف المفاعل، الجهاز الذي يولّد الطاقة في محطة للطاقة النووية، والمبنى الذي يحتوي عليه، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع درجة حرارة المفاعل وانصهار قلبه.
كما يمكن أن يتسرب الإشعاع بعد ذلك إلى البيئة المحيطة.
وإذا تعرض الناس لهذا الإشعاع، فقد يتسبب ذلك في آثار صحية شديدة فورية وطويلة المدى بما في ذلك السرطان.
وشوهد هذا في عام 1986 في محطة تشيرنوبيل للطاقة في أوكرانيا، موقع أسوأ حادث نووي في التاريخ.
موضوعات ذات صلة:-