حصاد 2021| القطاع السياحي يشهد تعافيًا ملحوظًا.. مصر تحتفل بأجدادها وتنعش السياحة بخطط خارج الصندوق.. وقانون الاستثمار يذلل العقبات
رغم كل الأزمات والصعوبات التى واجهت قطاع السياحة فى العالم، بداية من جائحة كورونا، إلا أن السياحة المصرية استطاعت خلال العام الجارى أن تسترد قيمتها ومكانتها، حيث بذلت وزارة السياحة جهودا كبيرة للترويج للسياحة داخليا وخارجيا، وهو ما نستعرضه فى التقرير التالي.
اقرأ المزيد:
هيئة تنشيط السياحة: احتفالية طريق الكباش أهم حدث يروج للسياحة.
مدن الجيل الرابع.. إضافة قوية للسياحة فى مصر وحل جذري لشبح الزيادة السكانية.
وتشير التقارير إلى أن مصر نجحت في جذب نحو 1.8 مليون سائح منذ بداية عام 2021، رغم تداعيات فيروس “كوفيد-19” وقيود السفر لدى العديد من الدول، ويعتبر قطاع السياحة المصدر الرئيسي للنقد الأجنبي في مصر، فهو يسهم بما يصل إلى 15% من الناتج القومي للبلاد.
الإيرادات وخطة الإنعاش
تراجعت إيرادات القطاع السياحي في مصر عام 2020، مثلها مثل باقي الدول، حيث بلغت 4 مليارات دولار، مقارنة بعام 2019، الذي وصفه عناني أنه عام استثنائي، حيث دخل مصر 13 مليون سائح بإجمالي إيرادات بلغت 13 مليار دولار.
وقال الدكتور خالد العناني وزير السياحة إن مصر أعادت القطاع مرة أخرى بداية من يوليو 2020، بعد فترة توقف دامت ثلاثة أشهر ونصف بسبب كوفيد-19، وذلك من خلال فتح المقاصد السياحية بجنوب سيناء والبحر الأحمر ثم وادي النيل والقاهرة.
وأكد عناني أن العام الجاري 2021، شهد زيادة في أعداد السياح حيث بدأ العام بنحو 300 ألف سائح في الشهر، وفي شهر أبريل ارتفع العدد إلى 500 ألف سائح، وهو رقم قليل مقارنة بما قبل الجائحة، حيث يمثل 50% من أعداد السياح قبل الأزمة، لكنه يبرهن على الثقة في المنتج السياحي المصري والإجراءات الاحترازية السليمة التي تتخذها البلاد.
ترويج السياحة خارجيا
كان آخر اللقاءات التى شهدت ترويجا للسياحة فى الخارج هى زيارة وزير السياحة مؤخرا لإسبانيا، حيث عقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لقاءً إعلامياً موسعاً في La Casa Árabe بالعاصمة الإسبانية مدريد والذي شهد إقبالًا كبيرًا من ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية ووكالات أنباء وقنوات تليفزيونية، ويأتي هذا اللقاء في إطار الزيارة الحالية التي يجريها الوزير للعاصمة الإسبانية للمشاركة في أعمال الدورة رقم ١١٤ للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية.
وخلال اللقاء قدم الوزير عرضا تقديميا استعرض خلاله أهم التطورات التي يشهدها القطاع السياحي والأثري في مصر، حيث أكد على أن المقصد السياحي المصري متميز طوال العام ويقدم للسائح تجربة سياحية متفردة ومتنوعة بأمان كامل تمكنه من الاستمتاع بشواطئ مصر الخلابة وجوها الرائع والمشمس، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة والآثار المصرية الفريدة.
السياحة البيئية
كما تطرق الوزير للحديث عن العديد من الأنماط والمنتجات السياحية التي يتميز بها المقصد السياحي المصري، والتي من بينها منتج السياحة البيئية، حيث تتمتع مصر بمقومات بيئية متميزة، مشيرا إلى حملة ECO Egypt «إيكو إيجيبت» التي تم إطلاقها للترويج للسياحة البيئية محليا دوليا.
كما أكد على حرص الوزارة على دعم السياحة البيئية المسؤولة والمستدامة والتي تهدف إلى الحفاظ على البيئة من أجل التحول الأخضر، هذا بالإضافة إلى حرصها على رفع الوعي بكافة الأوجه التي تتصل بالسياحة وهو ما يعد أيضاً من الأهداف الاستراتيجية للوزارة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أنه في إطار حرص الدولة المصرية على تنويع وخلق منتجات سياحية جديدة فإنها تعمل الآن على خلق منتج سياحي جديد متكامل يعطي السائح فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة من خلال دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية والترفيهية، لافتا إلى أنه في هذا الإطار تم تسيير خط طيران جديد منذ أكتوبر الماضي بين مدينة شرم الشيخ والأقصر.
المعرض السياحى الدولي بفرنسا
شاركت وزارة السياحة والآثار المصرية في المعرض السياحي الدولي 2021 IFTM TOP RESA الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي استمرت فعالياته خلال الفترة من 5 وحتى 8 أكتوبر الجاري.
وقال ممثلو الشركات السياحية في الجناح المصري، إنهم يتلقون طلبات متزايدة من جانب السائحين الفرنسيين لزيارة مصر والاستمتاع بالأماكن والأنماط السياحية المتنوعة بها، معربين عن ثقتهم في استعادة مصر لمكانتها كواحدة من أهم المقاصد السياحية للفرنسيين، وفقاً لبيان لمجلس الوزراء المصري، وحظي الجناح المصري المشارك في المعرض بإقبال واهتمام كبير من الزائرين وممثلي شركات السياحة الفرنسية المشاركة في المعرض.
قوة السوشيال ميديا في الترويج للسياحة
كانت من أبرز وسائل الترويج السياحي التي لجأت إليها الوزارة، هي آراء المدونين على السوشيال ميديا عن زياراتهم لمصر، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام العالمية لما يدور على أرض الواقع من تذليل كافة العقبات أمام زيارة السياح.
مشروعات البنية التحتية
واصلت الدولة جهودها لتطوير البنية التحتية بما يخدم السياحية، والتي منها رفع كفاءة وإنشاء شبكة طرق بمواصفات عالمية، إلى جانب افتتاح فنادق ومنتجعات سياحية جديدة، وإنشاء مدن جديدة متكاملة.
وكان أبرز ثمار هذه الجهود، حدثين استثنائيين حظيا بإشادة على المستوى المحلي والدولي، وهما فعالية «الأقصر.. طريق الكباش» وموكب المومياوات الملكية الذي أُقيم في إبريل الماضي لنقل المومياوات الملكية في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ومن المنتظر أن يساهم هذين الحدثين في زيادة شغف السائحين لزيارة مصر والاستمتاع بمقوماتها السياحية والأثرية.
رفع كفاءة الخدمات السياحية
حرص وزارة السياحة على تحسين تجربة الزائرين بالمتاحف والمواقع الأثرية من خلال رفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بها وإتاحتها لجميع الزائرين وخاصة من ذوي الهمم، حيث تم افتتاح أول مطعم سياحي في منطقة أهرامات الجيزة، كما تم افتتاح وتطوير 3 مواقع على مسار العائلة المقدسة في ظل مشروع «إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة»، كما تم افتتاح مجموعة من الآثار الإسلامية آخرها كان افتتاح مسجد الطنبغا المارداني.
رغم الجائحة 2021 شهدت رواج سياحي في مصر
استقبلت مصر في أول 4 شهور من عام 2021 مليون و800 ألف سائح، ويرجع ذلك إلى رسائل الطمأنينة التي تم بثها لتوضيح الإجراءات الاحترازية والضوابط الصارمة التي وضعتها مصر ضد انتشار وباء كورونا.
وشهدت الأعداد السياحية تحسن كبير في بداية 2021 وصل إلى استقبال 500 ألف سائح في الشهر، وعلى الرغم من أنه يعتبر قليل بالنسبة لإحصائيات ما قبل الجائحة، ولكنه إيجابي في زمن كورونا.
قانون تشجيع الاستثمار السياحي
وافق مجلس الوزراء، على مشروع قانون، بشأن إصدار قانون المنشآت الفندقية والسياحية، بما يستهدف إعادة تنظيم كافة الإجراءات الخاصة بتراخيص تلك المنشآت وتيسير منحها، بما يسهم فى تحسين مناخ الأعمال وتعزيز القدرة التنافسية لجذب الاستثمارات السياحية.
وينظم مشروع القانون تشكيل اللجنة الوزارية للسياحة واختصاصاتها التى تتمثل فى تذليل كافة العقبات التي تعترض النشاط السياحي، والتنسيق بين كافة أجهزة الدولة المرتبطة بالنشاط السياحي، مع بحث الأوجه الخاصة بالتطوير والارتقاء بالمقاصد السياحية بوجه عام، وإدراج مقاصد ومدن سياحية جديدة ومتطورة على الخريطة السياحية لمصر، والعمل على تنمية القطاع السياحي والارتقاء به فى إطار السعى لتحقيق التنمية المستدامة، ولجنة أخرى دائمة تتولى تحديد الاشتراطات اللازمة للحصول على تراخيص المنشآت السياحية، والضوابط والإجراءات الواجب توافرها.
مصر تحتفل بأجدادها وتبهر العالم
حققت احتفاليات نقل المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، رواجًا كبيرًا للآثار المصرية، وللسياحة بوجه عام في مصر، وحصدت مصر العديد من المكاسب بعد احتفالية افتتاح طريق الكباش، حيث إن قطاع السياحة نما 70% ومتوقع نجاح أكبر، فيما أشادت وسائل الإعلام الأجنبية كافة، بالحفل المبهر لموكب نقل المومياوات الملكية إبريل الماضي
موكب نقل الموميات الملكية حدث 2021 الأبرز
مازالت أصداء موكب نقل المومياوات الملكية، تتردد فى أرجاء العالم، بعد النجاح المبهر الذى حققه العرض الراقى على مستوى الإعداد والتنفيذ، وما صاحبه من فعاليات استخدمت فيها أحدث التقنيات، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على حضوره، كما حضره، أيضًا، مدير اليونيسكو ورئيس منظمة السياحة العالمية.
وحقق الاستعراض الأسطورى لموكب المومياوات حالة من البهجة والحماسة الوطنية والقومية محليا وعربيا، بينما لفت الانتباه عالميا باعتباره الأول من نوعه فى التاريخ الذى يضم 22 مومياء ملكية، فضلا عما صاحبه من عرض فنى وموسيقى وغناء أوبرالى ورقصات مستوحاة من التاريخ وأنماط الملابس والاكسسوارات التى نجحت فى إعادة الماضى السحيق إلى الحاضر حيا يتنفس ويتحرك معلنا عن نفسه من جديد.
وتصدرت أخبار الحفل الصفحات الأولى من الجرائد العالمية والمواقع الإخبارية، كما اشتعلت منصات التواصل الاجتماعى تعليقا على الحدث، وتناقلت الجماهير من مختلف الجنسيات صورا ومقاطع فيديو امتزجت بالإعجاب والإبهار بحضارة مصر القديمة وروعة تنظيم الاحتفالية.
وفازت الفرقة الموسيقية التى أحيت الحفل بنصيب وافر من التعليقات والإشادة بحرفية الأداء ومهارة أعضائها فى العزف على مختلف الآلات، وكانت المشاركة النسائية للعازفات بالفرقة من أكثر ما جذب الأنظار، وحصدت إشادات عديدة، وحلل البعض الربط بينها وبين مكانة المرأة فى مصر منذ عهود الفراعنة، خاصة أن المومياوات المنقولة تضمنت 4 مومياوات لملكات مصرية هن الأشهر من بين حاكمات مصر، فضلا عما روته عنهن حكايات دعمهن لأزواجهن أو أبنائهن الملوك ودورهن فى تحقيق الرخاء والتنمية على أرض مصر القديمة.
طريق الكباش واحتفالات الأجداد
في أجواء احتفالية مهيبة مزجت بين المؤثرات التكنولوجية الحديثة وعبق التاريخ القديم، أعادت مصر افتتاح الطريق الأثري الذي يعود لنحو 3400 عام، وكان شاهدا على مواكب كبرى عبرت فيه ويحرسه من الجانبين أكثر من ألف تمثال، لفتت مصر من خلاله أنظار العالم إليها، من خلال حفل مبهر نقلته 200 وسيلة اعلاميه شاهده مئات الملايين عبر العالم.
وحصد مصر إشادات عالمية بعد نجاح حفل افتتاح طريق الكباش، التي شهدته مدينة الأقصر، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وحوالي 20 وزير، وأكثر من 35 من سفراء دول العالم.
ثمار الترويج السياحي
من المتوقع ومع التعافى أن تشهد السياحة رواجاً سياحياً، هذا الرواج سوف ينعكس إيجاباً على الأحوال المعيشية للملايين من أبناء الأقصر والصعيد الذين عانوا كثيراً من تواصل هذه الأزمة السياحية التى استمرت لسنوات، تنظيم مصر لهذا الحدث قوبل بالترحيب والإشادة من الاتحاد الأوروبى، كرد فعل للاحتفاليات التي توافد إليها مئات السياح والزوار.
استعادت مدينة الأقصر الاحتفال، باحتفالية افتتاح طريق الكباش، مكانتها على خريطة السياحة الثقافية باعتبارها من أرقى الأنشطة السياحية عائداً وتعزيزاً لمكانة مصر الحضارية والتاريخية.
الأحداث العالمية تتوالى على أرض مصر
سيشهد عام 2022 أحداث هامة وضخمة، هما الاحتفال بمرور كل من 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، و200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، بالإضافة إلى افتتاح المتحف المصري الكبير.
موضوعات ذات صلة:
حصاد 2021| عام الحزن.. مشاهير وشخصيات وطنية غيبهم الموت.