حصاد 2021| عام بدأ ببادرة أمل اللقاحات وانتهى بشبح العودة لنقطة الصفر.. تطورات الجائحة على مدار السنة
كتبت – منى سرحان:
بدأت أزمة فيروس كورونا العالمية من الصين، التي اضطرت في غضون أسابيع بعد انتشار الفيروس في يناير 2020 إلى الحجر الصحي على أكثر من 60 مليون مواطن، وفي غضون شهري فبراير ومارس أضحت أزمة عالمية، تشمل جميع الدول تقريبا وخاصة الولايات المتحدة والبرازيل وإيطاليا وأسبانيا، وقبل ذلك إيران التي عانت من أكبر عدد من الإصابات بالفيروس.
اقرأ أيضًا:
بعد مواصلة أوميكرون الانتشار حول العالم.. تعرّف على أخطر متحورات كورونا والفرق بينهم
بعد أشهر من الأزمة الصحية العالمية، بدأت شركات الدواء حول العالم في التنافس للخروج بلقاح، يمثل بداية نهاية الأزمة التي شلت جميع مناحي الحياة في العالم أجمع، وأثرت بالسلب على النشاطات على مستوى الأفراد والحكومات والدول، فبعد أن غط العالم في ثبات عميق غير قادر على ممارسة أبسط الأنشطة اليومية البسيطة، ظهرت اللقاحات وشكلت بادرة أمل في القضاء على الفيروس اللعين.
2021 بداية انفراجة أزمة كورونا
وشهدت بداية عام 2021 انفراجة كبرى في الأزمة، التي أرّقت دول العالم أجمع بحكوماتها وشعوبها وبث الأمل من جديد، حيث أعلنت عدد من الشركات جاهزية اللقاحات بعد نجاحها في مرحلة التجارب السريرية، وكان من أوائل الشركات هي شركة سينوفارم الصينية، واعتمدت الصين هذا اللقاح وكانت من أوائل الدول التي بدأ التطعيم ضد لقاح كورونا، وظهر بعد ذلك لقاحات كثيرة كانت كفيلة بالسيطرة على فيروس كورونا، إلى أن ظهرت متحورات كورونا التي بثت القلق حول العالم من جديد وكان آخرها متحور أوميكرون الذي جعل الدول تعلن حالة الطوارئ من جديد مع نهاية 2021.
متحورات كورونا خلال 2021
كان هناك أربعة متغيرات لفيروس كورونا وصفتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في وقت ما بأنها “متغيرات مثيرة للقلق”، وهي متغيرات “دلتا وألفا وبيتا وغاما، ومؤخراً، متغير أوميكرون الجديد”.
– وتصنف بريطانيا متحور دلتا على أنه “متحور مثير للقلق”، ويخضع لمراقبة دقيقة من جانب مسؤولي الصحة.
– متحور ألفا، رُصد أول مرة في بريطانيا، وانتشر في ما يزيد على 50 دولة.
– متحور بيتا، رُصد أول مرة في جنوب إفريقيا، بيد أنه انتشر في نحو 20 دولة أخرى، بما في ذلك بريطانيا.
– متحور غاما، رصد أول مرة في البرازيل، ولكنه انتشر في ما يزيد عن 10 دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا.
– متحور أوميكرون ظهر لأل مرة في أواخر شهر نوفمبر بدول الجنوب الإفريقي، يحتوي على العديد من الطفرات وأثار مخاوف جديدة من ارتفاع في الإصابات والوفيات.
أبرز اللقاحات التي تم اعتمادها وبدأ التطعيم بها مع بداية عام 2021
لقاح جامعة أكسفورد – أسترا زينيكا
بدأ طرح لقاح أكسفورد للاستخدام في 5 يناير2021 ، وكانت الموافقة على اعتماده تمت في أواخر عام 2020، بعد أن أظهرت التجارب نجاحه بنسبة 70 في المئة في توفير الحماية من الإصابة بكوفيد 19 وظهور أعراضه عليهم.
لقاح فايزر – بيونتيك
نشرت شركة فايزر- بيوتينك نتائجها الأولى في نوفمبر 2020، وفي الثاني من ديسمبر 2020، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في العالم تعتمد لقاح فايزر بيونتيك للاستخدام على نطاق واسع، ثم بدأت عدد من الدول اعتماده والتطعيم به مع بدايات 2021.
لقاح موديرنا
وتم اعتماد لقاح موديرنا من في أمريكا وبريطانيا مع بداية عام 2021، وشرعت في التطعيم به، وتوالت بعد ذلك تهافت الدول على حجز اللقاحات المختلفة لمواجهة الفيروس اللعين على أمل القضاء عليه والتخلص من هذا الكابوس.
طلب متزايد على اللقاحات وإنتاج محدود
واجهت الدول صعوبة في بداية الأمر بسبب شح الإنتاج من اللقاحات، وعدم تناسب عدد الجرعات التي يتم انتاجها مع الطلب المتزايد عليها، ومع منتصف عام 2021 قطعت دول العالم شوطا كبيرا من تطعيم الفئات الأولى بالتطعيم من القطاع الطبي وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، إلى باقي الفئات، وشهدت عدد الإصابات والوفيات تراجعا كبيرا.
ولكن فيروس كورونا لم يمهلنا الكثير كي نحتفل ببوادر انفراج الأزمة وأخدت متحورات كورونا في بث القلق والرعب من جديد خوفا من عدم فعالية اللقاحات مع هذه المتحورات.
خسائر قطاع السياحة العالمية بسبب كورونا في 2021
أعلنت منظمة السياحة العالمية أن جائحة كوفيد-19 ستكلف السياحة العالمية خسائر بتريليونَي دولار عام 2021، وهو مبلغ مماثل للعام الماضي، كما وصفت تعافي القطاع بأنه “بطيء” و”هش”، وتأتي هذه التوقعات في وقت تكافح أوروبا زيادة في الإصابات بكوفيد ويواجه العالم متحورة جديدة أطلق عليها اسم أوميكرون.
وكان قطاع السياحة العالمي قد خسر بالفعل تريليونَي دولار العام الماضي بسبب الجائحة وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، ما يجعله أحد أكثر القطاعات تضرراً من الأزمة الصحية.
وقالت المنظمة في بيان “على الرغم من التحسينات الأخيرة، فإن معدلات التطعيم المتفاوتة حول العالم وسلالات كوفيد-19 الجديدة” مثل متحورة دلتا وأوميكرون “يمكن أن تؤثر على التعافي البطيء والهش أصلا”.
خسائر الاقتصاد العالمي جراء كورونا
تراوحت خسائر الاقتصاد العالمى على خلفية جائحة كورونا بين 4 و10 تريليونات دولار، في حين أظهرت أنظمة الرعاية الصحية في دول العالم عدم استعدادها لمواجهة الوباء.
وشهد عام 2021 آفاقاً جديدة بعد التعافي العالمي التدريجي من جائحة كورونا، ما أدى لتحسن توقعات النمو، لا سيما خلال العام 2021 الذي يعتقد بكون الاقتصاد العالمي سيشهد فيه أقوى تعافٍ فيما بعد الكساد في 80 عاماً، طبقاً لتقارير البنك الدولي، الذي توقع تسارع وتيرة النمو لتصل إلى 5.6 بالمئة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الاقتصاد العالمي لتجاوز “صدمة كورونا” باختبار مستويات أقوى للنمو مدعوماً بالتقدم المحرز في إطار مواجهة الفيروس، لا سيما لجهة اللقاحات، ومع عودة العمل وفتح المصانع والشركات، إلا أن ثلاثة مُهددات عنيفة تقود إلى إبطاء انتعاش اقتصاد العالم، بما يعزز تقديرات متباينة تعزز حالتي القلق والغموض حول مسار التعافي، لا سيما في ظل التباطؤ الحادث في الولايات المتحدة والصين على وجه التحديد الآن.
– المُهدد أو العامل الأول مرتبط بأزمة الطاقة في أوروبا، وانعكاساتها على العالم.
– وثانياً ارتفاع نسب التضخم حول العالم.
– وذلك جنباً إلى جنب والعامل الثالث الخاص بالاضطرابات المتعلقة بالإمدادات (الداخلية/ المحلية والخارجية) والتي تعاني منها عديد من الاقتصادات، بما في ذلك اقتصادات كبرى حول العالم.
موضوعات ذات صلة:
حصاد 2021| “أوميكرون ودلتا ومو وألفا”.. متحورات كورونا تضرب العالم