قال سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، ورئيس كأس العالم FIFA قطر 2022، إن استضافة البطولة وحدت الشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات والانتماءات، وجمعت العالم بأسره في قطر أرض المونديال.
وأضاف: “لقد كانت لدينا طموحات كبيرة، وعقدنا العزم على تنظيم استضافة مبهرة لكأس العالم في قطر، ونفخر بأننا نجحنا فيما تطلعنا إليه، وحققنا إنجازات استثنائية لاقت صدى وإشادة عالمية واسعة. إن توحيد الناس على اختلاف أعراقهم ولغاتهم ودياناتهم، وكسر الحواجز الاجتماعية بينهم، وسد الفجوة بين الشرق والغرب، تأتي كلها ضمن الإرث المستدام لأول نسخة من المونديال يستضيفها العالم العربي.”
جاءت تصريحات الذوادي خلال فعالية نظمتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس في الحي الثقافي كتارا، تحت عنوان: “قوة الابتكار في عالم ما بعد الجائحة”، ألقت الضوء على أهمية ضمان حياة صحية وعيش كريم للجميع بمختلف الأعمار، بما ينسجم مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كما تناولت أهمية الاستثمار في الابتكار على الصعيد الطبي والعلمي، ودوره في الوقاية من جائحة عالمية قد تحدث في المستقبل.
وحضر الفعالية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة، والسيد بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، ورئيس مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ونجم الكرة الإنجليزية ديفيد بيكهام ولاعبة منتخب الدنمارك ناديا نديم، سفيرا كأس العالم قطر 2022، إلى جانب أسطورتي كرة القدم الإيفواري ديدييه دروجبا والغاني مايكل إيسيان.
وتابع الذوادي، في حوار مع قناة الجزيرة الإنجليزية: “لطالما أكدنا الحاجة إلى مزيد من المنصات لجمع الناس من مختلف الخلفيات والمعتقدات والأفكار، لنفهم جميعاً أنه لا يتعين علينا بالضرورة الاتفاق على كل شيء، ولكن لا يزال بإمكاننا مواصلة العيش معاً في أجواء إيجابية.
وقد نجحت هذه النسخة من كأس العالم في تحقيق ذلك؛ لقد كانت فرصة رائعة للالتقاء بين المشجعين، وبناء الصداقات وتبادل الثقافات، سواء كان ذلك من حيث أصناف الطعام المتنوعة من أنحاء العالم، أو اللباس التقليدي، أو الفنون التراثية وغيرها”.
ونجحت قطر في استضافة نسخة استثنائية من كأس العالم، لم يتبق من مبارياتها الأربعة والستين سوى أربع مباريات. وإلى جانب كونها أول بطولة من نوعها المنطقة؛ فهي أيضاً الأكثر تقارباً في تاريخ المونديال منذ نسخته الأولى في عام 1930، حيث أتيحت الفرصة للمشجعين لحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد في الأدوار الأولى من منافسات البطولة. كما شهدت استضافة المونديال العديد من برامج الإرث على الأصعدة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأكد الذوادي أن للأحداث الرياضية الكبرى قدرة خاصة على توحيد الناس من جميع أنحاء العالم، وقال: “غالباً ما تكون البطولات الرياضية العالمية مصدر إلهام لنا جميعاً، وما يتوجب علينا القيام به الآن هو التأكد أن الأثر الإيجابي لما حدث على أرض قطر سيمتد ليشمل المنطقة والعالم. لقد نجحنا في تحطيم الصور النمطية، وتعزيز الروابط بين الناس من كل مكان.
ومن مسؤوليتنا الآن، أن نستثمر هذه التجربة التاريخية ونبدأ في نثر بذورها في أنحاء العالم، بغض النظر عن الهوية أو الانتماء، لأننا بحاجة إلى مزيد من الفرص للتقريب بين الناس كمجتمع عالمي، بالنسبة لي، هذا واحد من أهم جوانب الإرث الذي ستخلفه هذه النسخة من البطولة.”
وفي ختام حديثه أعرب الذوادي عن فخره بنجاح قطر في تنظيم أول حدث عالمي يحضره ملايين المشجعين منذ جائحة كوفيد-19، وتابع: “شكّل مونديال قطر 2022 تجمعاً عالمياً، جاء من أجله المشجعون من جميع أنحاء العالم للاحتفال برياضة نعشقها جميعاً، تحت مظلة اللعبة الأكثر شعبية في العالم على أرض قطر”.