وافق أعضاء البرلمان الأردني، الأحد، في جلسة طارئة استثنائية، على فصل النائب أسامة العجارمة، بعد تصريحات وصفت بـ”المسيئة” ضد ملك الأردن وحكومته، خلال أحداث غزة.
وصوت 108 نواب من أصل 119 نائبا حضروا الجلسة التي تمت الدعوة إليها بشكل طارئ، استنادا لأحكام المادة 84 من النظام الداخلي للمجلس، وبناء على مذكرة نيابية مقدم من أغلبية الأعضاء موقعة من 109 نواب، بخصوص التداعيات والتصريحات التي أدلي بها العجارمة.
وقال رئيس مجلس النواب الأردني عبدالمنعم العودات، إن المجلس يرفض ويقف بحزم في وجه أي مساس بحياة بمكانة ومنزلة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف العودات: “ما شهدته ساحتنا الوطنية من مظاهر مؤسفة على مدى الأيام القليلة الماضية، إنما يزيدنا إيمانًا بضرورة فرض سيادة القانون للحفاظ على وحدتنا ومكتسباتنا الوطنية، والدفاع عن أمن واستقرار بلدنا في جميع الظروف والأحوال”.
ولفت رئيس البرلمان إلى “أن أعضاء المجلس يمثلون جميع أطياف الشعب الأردني، ويعبرون عن إرادته الحرة من خلال الرقابة والتشريع، وأثبتوا إخلاصهم لبلدهم الأردن، وولائهم لقائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين”.
وتابع: “هذا الإخلاص والولاء المتبادل بين القيادة والشعب هو الأساس الصلب الذي تحطمت عليه كل الفتن ما خفي منها وما ظهر، وقامت عليه أركان هذه الدولة القوية المستقرة بسلطاتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية، على مدى مئة عام من نشأتها، وخمسة وسبعين عاما على استقلالها، وستظل كذلك بإذن الله تعالى”.
وأود أن أدين باسمكم جميعا، وبشكل صارم ما صدر من تفوهات منحرفة تجاه جلالة ملكنا، وأعلن رفض المجلس ووقوفه بحزم في وجه أي مساس بحياة ومكانة ومنزلة قائدنا المفدى، وأي مساس بنظامنا الاجتماعي، وتوافقنا العشائري والعائلي، وسلمنا الاجتماعي، الذي يشكل أساس أمن واستقرار بلدنا الأردن العزيز الشامخ الأصيل.
الحكومة على خط المواجهة
من جهتها، أكدت الحكومة الأردنية أنها ستتعامل بحزم مع التجمعات التي وصفتها بـ”غير المشروعة”، مشددة على أن تنظيم هذه التجمعات والاعتداء على عناصر الأمن العام يمثل “مخالفة قانونية مكتملة الأركان”.
كانت الأمانة العامة لمجلس النواب قد أكدت أن رئيس المجلس تسلم الأربعاء الماضي، استقالة العجارمة قبل نهاية ساعات الدوام الرسمي.
حيث كتب النائب ينال فرحات عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك “، “قمت قبل قليل بتأدية أمانة الزمالة والصداقة بتسليم رئاسة مجلس النواب كتاب استقالة أخي أسامة العجارمة، التي كتبها ووقع عليها بحضوري الشخصي.
كواليس قرار الفصل
أثار النائب أسامة العجارمة جدلا واسعا في البرلمان، بعد حديثه عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء المملكة، خلال أحداث غزة الأخيرة والمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال العجارمة إن ”انقطاع التيار الكهربائي عن كافة أرجاء الأردن كان متعمدا من أجل منع حشد مسيرات للعشائر الأردنية إلى العاصمة عمان لدعم فلسطين”.
وأضاف أنه تم قطع الوقود عن 20 ألف مركبة في محطات الوقود، ورغم ذلك وصلت 4 آلاف مركبة، وأن المركبات التي تحمل علم فلسطين المشاركة بالمسيرات تمت مخالفاتها، مضيفا أن رائحة التطبيع واضحة.
وشدد العجارمة على أن ”أبناء العشائر سيزحفون لعمان والمتقاعدون العسكريون سيلبسون الفوتيك للدعس على شوارب كل العملاء“.
كان المجلس قد قرر في السابع والعشرين من الشهر الماضي تجميد عضوية النائب العجارمة عاما واحدا، بسبب إساءته للمجلس وأعضائه والنظام الداخلي.
