مانشيت الحكاية
“الحكاية” ترصد أجواء الاحتفالات بعيد الشرطة.. عروض قتالية للشرطة النسائية.. الكلاب البوليسية تظهر كفاءة في الكشف عن المتفجرات.. والخيالة تبهر الحضور.. وأسر الشهداء في مقدمة الحضور
رصدت الحكاية أجواء احتفالات عيد الشرطة المقامة بأكاديمية الشرطة اليوم، حيث انطلقت صباح اليوم، الخميس، فعاليات معرض التكنولوجيا الأمنية.
ورصدت الحكاية عددا من المشاهد والعروض بالحفل، الذي انطلق بحضور عدد من قيادات وزارة الداخلية، وممن أوفوا العطاء، وأسر الشهداء والمصابين، ونخبة من الفنانين، والاعلاميين، والشخصيات العامة، بالاضافة الى طلبة الجامعات والمدارس والمعاهد الأزهرية، وكلية الشرطة، والكليات العسكرية، وكذلك المتفوقين رياضيا من ذوي الهمم والقدرات الخاصة (لاعبو اتحاد الشرطة الرياضي)، وممثلي المجتمع المدني، أحدث المركبات والمعدات الحديثة التي تم توفيرها لمختلف قطاعات الوزارة.
وشارك في أجنحة المعرض، قطاع الخدمات الطبية، وقطاع المرور والحماية المدنية، وقطاع الحماية المجتمعية، وقطاع أمن القاهرة، والادارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات، والادارة العامة للحماية المدنية، وقطاع الأحوال المدنية، وقطاع أمن الجيزة، وقطاع الأمن المركزي، وقطاع المشروعات والتنمية، بالاضافة الى منظومة أمان.
وتجول الحضور في جنبات المعرض، وسط اعجاب كبير بحجم التكنولوجيا المتطورة التي تم توفيرها لمختلف قطاعات وزارة الداخلية، سواء في مجال المركبات والمدرعات القتالية، وسيارات شرطة النجدة، وسيارات الحماية المدنية، وكذلك سيارات الادارة العامة للمرور، المجهزة بأحدث أجهزة رصد المخالفات، وكذلك سيارات الأحوال المدنية، المجهزة بأحدث أجهزة الاصدار لمختلف مصدرات القطاع، ومعروضات قطاع الحماية المجتمعية، من المنتجات المتنوعة، والتي ضمت أفضل أنواع الاثاث الخشبي والمعدني، والمفروشات والمنتجات اليدوية التي حازت اعجاب الحضور.
كما شهد حفل الافتتاح عروضا متنوعة، لفريق موسيقات كلية الشرطة، وعرض الحبال بميدان الجبال، وكتائب الخيالة، والادارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، والدفاع عن النفس، وفك وتركيب السلاح وكمال الأجسام، بالاضافة الى توزيع عدد من الهدايا على الأطفال وطلبة المدارس، والتي كان لها أثرا طيبا في نفوسهم.
وظهرت “المدنية المرورية للأطفال” بالمعرض، حيث أنشأت الإدارة العامة للمرور ، “قرية مرورية” تحاكى الطبيعة، بها شوارع وإشارات مرورر وحدائق ومركبات تسير فى الطريق، حيث يتم نقل هذه القرية المرورية من مكان لآخر، لتعليم الأطفال بداخلها القواعد المرورية السليمة.
وتم إنشاء المدينة المرورية المتنقلة للأطفال بكافة المحافظات، لتعليم الأطفال من سن 4 سنوات حتى 10 سنوات قواعد القيادة السليمة، واحترام قوانين المرور، وثقل الوعى والتثقيف المرورى، والتعرف على الأنظمة المرورية والإشارات بشكل عملى، لترسيخ تلك القواعد عند الأطفال وتشكيل أجيال واعية تطبق قواعد المرور بوعى واقتناع.
وتتضمن المدينة مضمارا للقيادة مصنوع من مادة “آمنة للأطفال” يطبع عليه شكل للطريق مرسوم عليه الخطوط الأرضية “خط متصل – خط متقطع – حرم الطريق”، بالإضافة إلى أرصفة مصنوعة من مادة آمنة، بما يسمح للأطفال التعرف على أماكن الانتظار تم تلوينها بالأبيض والأسود فى حالة السماح بالانتظار، وأسود وأصفر فى حالة ممنوع الانتظار.
كما تتضمن المدينة العلامات المرورية والإشارات الضوئية للسيارات والمشاة، لتفاعل ومحاكاة الأطفال لتلك الإشارات من خلال الممارسة العملية، وتم طباعة (قصة للأطفال بعنوان “5” مخالفات هى الأكثر سبباً فى وقوع الحوادث، وكراسات التلوين لعلامات المرور، وعدد من ألعاب البازل، رخصة قيادة تذكارية).
ويهدف مشروع مدينة المرور إلى زيادة الوعى المرورى لدى الأطفال، لخلق جيل جديد لديه ثقافة مرورية يسهم فى منظومة أكثر أمنا.
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.