“وصيتي أن أدفن بجوار زوجتي الراحلة فايزة أحمد”.. جملة يرددها الموسيقار الكبير محمد سلطان، كلما سئل عن وصيته، وبالرغم من أنه لم يكن الزوج الأول في حياة فايزة، إلا أنها عشقته إلى حد الجنون، وماتت على صدره، وهي تردد أغنيتها الشهيرة “أيوة تعبني هواك وياك”.
أول لقاء لهما على عشاء في منزل فريد الأطرش، ووقتها كانت فايزة في أوج شهرتها، بينما سلطان كان عازف عود ومغن وملحن وممثل بسيط، ثم التقيا مرة أخرى في مطعم أثناء حوار صحفي تجريه فايزة أحمد مع أحد الصحفيين.
بعد مرور 6 أشهر أخرى على لقائهما الثاني، دعت “فايزة” “سلطان” إلى بيتها لسماع أغنية «هان الود» من تلحين محمد عبد الوهاب وكانت ستذاع لأول مرة في التليفزيون، وبعدها خرجا سويا ليتناولا العشاء ثم طلبت منه أن يلحن أغنية لها.
أرادت فايزة مساعدته في أن يعتمد بالإذاعة وطلبت بنفسها رئيس قسم الموسيقي بالإذاعة وكان في ذلك الوقت، أحمد حسن الشجاعي، الموسيقار المعروف عنه التشدد، وحددت معه موعدا وبالفعل تم اعتماد «سلطان» في الإذاعة.
طلبت منه الزواج وهي تبكي أثناء وجوده معها في سيارتها، وعبرت له عن حزنها بسبب الإشاعات حول وجود علاقة بينهما، ووافق سلطان على الفور، وتزوجت بشهود من مصلحة الشهر العقاري نفسه.
كونا معا ثنائي ناجح حيث تعاونا الزوجان في عدة أغنيات منها الرومانسية والوطنية وأنجبا ولدين هما عمرو وطارق، لكن بسبب الخلافات أعلنا طلاقهما في 22 مايو 1981 بعد زواج استمر 17عاما.
بعد فترة عادت فايزة الى سلطان الذي رحب بالأمر لشدة حبه لها، وأثناء وجود سلطان في مدينة بوردو الفرنسية بصحبة ولديه، تلقى اتصالا هاتفيا منها بينما كانت تمكث في القاهرة للعلاج، وكانت في حالة إعياء واضحة وطلبت منه أن يحضر إلى القاهرة سريعًا، لأنها قد تفارق الحياة في أي لحظة، وطلبت منه أن يحضر لها «باروكة» وحذاء طبيا، ولبى «سلطان» طلبها.
ساءت حالتها للغاية واضطروا نقلها للمستشفى بسيارة زوجها، ونامت فايزة على صدر زوجها طوال الطريق، ورددت بعض الأغنيات حتى توفيت وهي تنظر إليه.