“وسط ظالم” بهذه الكلمات وصفت الفنانة الكوميدية نادية العراقية، الوسط الفني قبل رحيلها عن عالمنا أمس، إثر اصابتها بفيروس كورونا، الذي كتب السطر الأخير في قصتها عن عمر يناهز 57 عاما.
نادية العراقية هو الاسم الفني للفنانة فاتن فتحي الذي اختارته بنفسها اعتزازا بعراقيتها وبلدها الأم العراق.
فى حوار سابق معها، صرحت أن كل أمنياتها في الحياة على المستوى الفني، أن تأخذ فرصة بطولة عمل فني سواء فيلم أو مسلسل، لتخرج كل مالديها من طاقات فنية في الكوميديا.
أما على المستوى الإنساني، فقد تمنت نادية العراقية أن يرزق الله أولادها التي كانت تسميهم “قططي” بالصحة والنجاح والسعادة.
حكت الفنانة الراحلة عن أدوارها التي لعبتها في عدة أعمال فنية في العراق، وكانت سعيدة جدا بها حتى وصلت مصر التي تعتبرها هوليود الشرق، لتحقيق حلم الشهرة على نطاق أوسع من خلال بوابة مصر.
وكانت ترتجل في أغلب أدوارها مهما كانت بسيطة أو صغيرة، فتبهر المخرجين بجملة كوميدية من العيار الثقيل، تضفي على العمل حلاوة وروح فكاهية جميلة. وعلى العكس إذا تم إسناد دور لها في أحد الأعمال وحذفه المخرج مثلا، فكانت تكتب على حسابها الشخصي بالفيس بوك: “إحساسي بعد حذف مشاهدي هو إحساس حامل ابنها مات”.
بعدها، عانت من التنمر عقب عرض صورة ابنها الذي ظهر وسيما طويلا عكس تركيبتها الجسمانية، كما شكت “نادية” من الشللية في الوسط الفني، وطالبت الصحفيين بالاهتمام بها والكتابة عنها وتذكير الجمهور بأدوارها، وضجت من قلة أدوارها في الفترة الأخيرة، وغياب التكريمات عنها، ودائما كانت تردد: “وردة واحدة تقدم كتكريم لإنسان موجود على قيد الحياة أفضل من باقة ورود يتم وضعها على قبره بعد وفاته”.
وتنفيذا لوصية الراحلة نادية العراقية بتذكير الجمهور بأعمالها يكفي أن نذكر دورها في فيلم “عايز حقي” أثناء مشادة هاني رمزي مع أحد جيرانه، ودورها في فيلم كلمني شكرا “أم ممس”، ودورها في فيلم “أبو علي” مع كريم عبدالعزيز والإفيه الشهير” مين اللي أكل الجبنة”، وغيرها من الأدوار الصغيرة مساحة والكبيرة جدا في قلوبنا.