مانشيت الحكاية

الحوار الوطني وإنقاذ الهوية| محمود حميدة: غياب اللغة العربية كارثة كبرى.. الشوباشى: على مر التاريخ الهوية الوطنية تنتصر على المؤامرات.. ومقترح بإنشاء هيئة عُليا للحفاظ على الهوية

تواصل لجان الحوار الوطني مناقشة القضايا الهامة والشائكة في بعض الأحيان، ومن أبرز القضايا المدرجة على جدول لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور الاجتماعي للحوار الوطني، هي قضية الهوية الوطنية.

وعقدت لجنة الثقافة بالحوار الوطني، اليوم الخميس 18 مايو 2023، أولى جلساتها، تحت عنوان “الهوية الوطنية”، في حضور عدد كبير من المثقفين والسياسيين وممثلي الأحزاب السياسية وأعضاء مجلس النواب، والأدباء والمفكرين.

وشهدت الجلسة مناقشات مُطولة بشأن تعزيز والحفاظ على الهوية الوطنية واللغة العربية، والتي تتميز بالتنوع والانفتاح على الآخر، وهي أصل التاريخ والحضارة التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة.

 

تهديد العولمة والإنترنت للهوية الوطنية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد زايد، مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، إن الهوية تعرضت لكثير من الإشكاليات وخاصة على مستوى العولمة التى عرضت الهوية لإشكاليات كبيرة بجانب طغيان عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، بجانب التفسيرات المختلفة للحداثة والدين، وهذه سياقات تدفع الجميع إلى التساؤلات الخاصة بالحفاظ على الهوية دائما والتساؤلات الخاصة بمن نكون نحن؟ والمثقفين لم يصلوا إلى إجابة بهذا السؤال حتى الآن.

وأضاف: الحوار الوطني يستهدف خارطة طريقة للجمهورية الجديدة من أجل الوطن، والذي نأمل أن يكون وطن مستقر وله كلمة في العالم كما كان قائم على مدار التاريخ، مشيرا إلى أن الثقافة تدخل في كل المسارات والمحاور خاصة أنها العمود الفقري للمجتمع، وتتداخل في السياسة والاقتصاد وكل مناحي الحياة.

 

محمود حميدة: غياب اللغة العربية كارثة كبرى

ومن جانبه، حذر الفنان محمود حميدة، من غياب اللغة العربية عن التعليم الأساسى، مؤكدا أن ذلك يمثل كارثة كبرى خلال الفترة الأخيرة، ما يؤثر بشكل سلبى على الهوية الوطنية للدولة المصرية وأبنائها، قائلًا إن اللغة العربية تعانى من سخرية وتنمر كبير يحتاج لوقفة حاسمة وصارمة تجاه كل الرؤى التى تنال منها، مع تعميق وجودها فى التعليم على كافة المستويات.

وشدد حميدة، على ضرورة التوافق على توصيات تدعم اللغة العربية من خلال الحوار، بما يعمل على إعادة وجودها فى كل مراحل التعليم مرة أخرى، خاصة أن من يتعلم باللغة العربية الآن يتعرض لسخرية وتنمر بجانب ما نراه من استعمال لغات أخرى يتم استخدامها فى التعليم أو كل التعاملات اليومية للمواطنين.

وأكد الفنان محمود حميدة، على أنه أثناء وجوده بالخارج يحرص على الحديث بكل وسائل الإعلام باللغة العربية رغم أنه يجيد الإنجليزية ولكن يحرص على الحديث باللغة العربية كلغة أم لنا كعرب ومصريين، مشيرا إلى أن التوافق على توصيات داعمة لها ضرورة مهمة.

 

 فريدة الشوباشي: على مر التاريخ الهوية الوطنية تنتصر على المؤامرات

من جانبها أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، عضو مجلس النواب، أن مصر هى فجر التاريخ، وأنه لا بد من مواجهة أى تحديات قد تؤثر على الهوية الوطنية، قائلة: “إنه يجب عدم ارتداء ملابس تدل على التدين فى المدارس وغيرها فى الأماكن المختلفة، فالمفترض أن الجميع عنصر واحد، والعنصر المصرى هو الحاكم لكل شيء”.

وشددت، على أن وحدة المصريين وهويتهم الوطنية هى الأساس للانتصار على كل المؤمرات، مضيفة أن الهوية الوطنية المصرية قادرة على الانتصار على مؤامرات ومخططات سواء كانت داخلية أو خارجية، مضيفة أن الهوية الوطنية هى من استطاعت التصدى والعبور من حرب 1956 و1967، قائلة: “فى 1976 هزمنا الهزيمة، كما أن ثورة 30 يونيو كانت أعظم تجلى للهوية المصرية، حيث تم رفض كل المخططات وقوى الشر التى استهدفت مصر”.

 

اقتراح بإنشاء الهيئة العليا للحفاظ على الهوية الوطنية

فيما تقدم حزب المستقلين الجدد، برئاسة الدكتور هشام عنانى، باقتراح خلال الجلسة، يتضمن إنشاء هيئة عليا للحفاظ على الهوية المصرية، واستعرض الحزب رؤيته خلال الجلسة النقاشية، موضحًا أن الهوية الوطنية هى حجر أساس لتقدم الدول، مشددًا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التى تعمق الهوية الوطنية لدى كل مواطن مصرى كأساس من أسس التنمية المستدامة وبالتالى التأكيد على تأصيل مكونات الهوية ومعناها.

واقترح الحزب إنشاء الهيئة الوطنية للمحافظة على الهوية المصرية بحيث تكون ذات استقلالية وتعمل المحور التشريعى، حيث يكون لها الحق فى تقديم مشروعات قوانين من شأنها الحفاظ على التراث والتاريخ المصرى سواء القديم أو الحديث والقدرة على وضع ضوابط للحفاظ على الهوية فى الإعلام المرئى والمسموع والإلكترونى، وكذا تقديم اقتراحات خاصة بالمحتوى التعليمى فى كافة مراحل التعليم بما يضمن تعميق الهوية عند النشء وتعميق مبدأ المواطنة بكل مفاهيمه فى ظل القواعد والضوابط التى كفلها دستور 2014.

 

يوسف القعيد: الهوية الوطنية في مأزق حقيقي

ومن ناحيته أكد الكاتب والروائى يوسف القعيد، أن هناك مأزق تعانيه الهوية المصرية وخاصة بين أهالى القرى، محذرًا من مشكلات الأمية، التى يعتبر وجودها عار على الجميع، وقال إن هناك مأزق أساسى فى فكرة الهوية لدى المواطن الذى يعانى الأمية وخاصة من ناحية انتمائه للهوية واعتزازه بها.

 

حلول للحفاظ على الهوية الوطنية

فيما يخص طرح حلول للحفاظ على الهوية الوطنية، قالت النائبة فاطمة سليم، ممثل حزب الإصلاح والتنمية، إن مصر دولة لديها الكثير من الحضارات التى قامت على مدار تاريخيها، مشددة على ضرورة الحفاظ على الآثار المصرية، لافتة إلى أنه يجب استغلال فترة الإجازة الصيفية لعمل رحلات للأماكن الأثرية، بما يسهم فى تعريف الطلاب بتاريخهم وحضارتهم.

وشددت سليم، على ضرورة تطوير المناهج التعليمية والتركيز على إثراء الهوية الوطنية، بجانب خلق بيئة سليمة لممارسة المواطن الهوية، والتدريب عليها وتعزيز الروح الوطنية من سن صغير، مع تشجيع الشباب المؤهلين فى شتى المجالات لبناء القدوة والحفاظ على الهوية الوطنية، وتفعيل دور القصور الثقافة، وإحياء الفنون الشعبية والتراثية والحرف واستغلال القوة الناعمة، وتعزيز دور المؤسسات الدينية وضرورة قبول الآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى