عز العرب فى حوار خاص لـ “الحكاية”: القطاع الصحي يشهد طفرة كبيرة.. طرح علاج كورونا في الصيدليات خلال أيام.. وعمليات زرع أعضاء الخنزير في جسم الإنسان تحتاج للدراسات الطبية والشرعية
أجرى الحوار- أحمد عبدالوهاب:
قال الدكتور محمد علي عز العرب، أستاذ الباطنة، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن مصر تستعد في خططها للعام الحالى 2022، لتصنيع أقراص علاج كورونا “مولنوبريفير” التابع شركة ميرك الأمريكية، مؤكدًا أنه سيتم طرحه في الصيدليات خلال أيام.
وأكد عزالعرب، في حوار خاص لـ “الحكاية”، أن مدينة الدواء المصرية بالخانكة تُعد أكبر مدينة فى الشرق الاوسط، وتمثل إنجازًا كبيرًا، وستُساعد بشكل كبير في توفير جميع الأدوية، على رأسها اللقاحات وأدوية السرطان الباهظة الثمن بسعر متميز، لافتًا إلى أن القطاع القطاع الصحي في مصر يشهد طفرة كبيرة، إذ استطاعت الدولة القضاء على فيروس سي، وحل أزمة نواقص الأدوية بنسبة 80%.
وعن عمليات زرع أعضاء الخنزير في جسد الإنسان، أوضح عز العرب، أن هذه العمليات مُعقدة وليست بسيطة، وعلينا الانتظار حتى نشاهد نتائج هذه العمليات، لاسيما أنها تحتاج للكثير من الدراسات الطبية والشرعية، موضحًا أن لجوء الأطباء والعلماء لزراعة أعضاء الخنزير تحديدًا داخل جسد الإنسان، يرجع إلى توافق التكوين الجيني بالنسبة للخلايا بين الإنسان والخنزير.
اقرأ أيضا:- الصحة توجه رسائل مهمة للمواطنين بشأن لقاح كورونا
وإلى نص الحوار…
فى البداية .. كيف ترى الوضع الوبائى فى مصر الآن؟
نحن حتى الآن مازلنا فى الموجه الرابعة فى منحنى المستعرض، وصلنا للذروة ولم نهبط، ونتمنى الهبوط من المنحنى، ونأمل عدم وجود موجه خامسة أو زيادة لأعداد الإصابات خلال الفترة المقبلة لعدم العودة للخلف مرة أخرى.
ما أهمية الحصول على الجرعة التنشيطة من لقاح كورونا؟
الجرعة التنشيطية نتيجة تجارب إكلينيكية، حيث وجدوا أنها تقوم بتزويد الأجسام المناعية ضد فيروس كورونا خاصة بعد مرور مدة معينة، تقريبا 6 شهور تعمل على تقليل الأجسام المناعية وفقًا للدراسات والأبحاث خاصة كبار السن، وتم الاتفاق على مستوى العالم أنه يتم تناولها بعد 6 شهورمن الجرعة الثانية.
أخبرنا عن لقاحات كورونا التى يتم تصنيعها فى مصر خلال هذه الفترة؟
تستعد مصر في خططها للعام الحالى 2022 أن تبدأ في تصنيع أقراص علاج كورونا “مولنوبريفير” التابع لشركة ميرك الأمريكية، ويتم اعطائه للمصاب منذ 5 أيام من الإصابة، ولكن لابد أن تكون الاصابة بسيطة أو متوسطة وويتم تناوله عن طريق الفم، ويمنع احتمالية دخول المستشفيات بنسبة 50%.
ويتناوله أصحاب الـ 18 عاما ويمنع عن الحوامل، وسيتم طرحه فى الصيدليات خلال أيام قليلة، بأسعار فى متناول الجميع، لأن كورس العلاج الأصلى للقاح يصل إلى حوالى 700 دولار، أما الدواء المصرى فسيكون متاح للجميع وبأسعار بسيطة.
أما عن عقار باكسلوفيد فهو العقار الآخر، وهناك مفاوضات جارية لتصنيعه فى مصر وهو عقار خاص بشركة فايزر، ويؤخذ عن طريق الفم لمدة 5 أيام، ولكن يتناوله الفئات من عمر 12 عاما، فالفئات الأكثر عُرضة للمخاطر هم كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة والسمنه المفرطة والعاملين فى القطاع الطبى وسيتم تطعيمهم بالجرعة التنشيطية بعد اخذ الجرعة الثانية.
حدثنا عن “فلورونا”.. هل هو فيروس أم مرض؟
فلورونا هو إصابة مزدوجة من فيروس كورنا والانفلونزا، و فلورونا كلمة أوجدتها اسرائيل لحالة لسيدة حامل كانت تحمل نفس أعراض كورونا والانفلونزا الموسيمة، ولم تحصل على التطعيم من الأساس مما أدى إلى إصابتها بالفيروس ولكنها تعافت من فلورونا، ومن هنا كانت أهمية التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية وكذلك التطعيم ضد كورونا، وذلك لضمان وقوع الإصابة بدون مضاعفات للشخص المصاب فالتطعيم يخفف من حدة الأعراض عند الإصابة بالفيروس.
ما حقيقة انتقال فيروس” أوميكرون” عبر الصوت ؟
أوميكرون لاينتقل عبر الصوت، ولكن أعراضه قد يكون لها تأثيرات مباشرة على الصوت واحتقان فى الحلق، حيث يصيب ويستهدف الجهاز التنفسى.
مع بدء تصنيع أدوية علاج كورونا في مصر.. هل يمكن لها أن تُغني عن التطعيم باللقاح؟
لا غنى عن اللقاح في الوقت الحالي لمنع الإصابة ومنع الانتشار في حين أن العلاج يصبح نقطة هامة في منع مصدر العدوى، والهدف من التطعيم بلقاح كورونا، هو تكوين أجسام مناعية ضد الفيروس، إضافة إلى خفض نسبة العدوى.
يتساءل الكثيرون.. هل عقار السوفالدى قد يؤدى إلى الوفاة؟
في البداية لابد من توضيح أن السوفالدى يقوم بعلاج فيروس سى فقط، ولم يتم إقراره لعلاج فيروس كورونا لما يُسببه من آثار جانبية وإن كانت بسيطة، لذا فلا يُنصح باستخدامه لعلاج فيروس كورونا لاسيما في ظل توافر بدائل كثيرة قد تُغنينا عنه.
حدثنا عن ظاهرة الأدوية المغشوشة؟
ظاهرة الغش فى الأدوية هي ظاهرة عالمية، تُعاني منها الكثير من الدول، إذ يوجد بنسبة 10 % دواء مغشوش على مستوى العالم كله والدواء المغشوش هو أى دواء لم يتداول عبر القنوات الشرعية ” الصيدلية”، ويتم طبع عليه “بادج” هيئة الدواء المصرية لخضوعه لها.
كيف تواجه الدولة ظاهرة الغش فى الأدوية؟
تواجه الدولة ظاهرة الغش فى الأدوية، من خلال طرق كثيرة، على رأسها تفعيل المراقبة لخطوط الانتاج أثناء تصنيع الدواء، وفيما يخص الأدوية التى يتم استيرادها من الخارج فيتم أخذ عينات منها للفحص والتأكد من مطابقتها للمواصفات سواء للمأمونية أوالفاعلية أيضًا.
أما الدواء المتواجد فى الصيدليات فتقوم إدارة التفتيش الصيدلى بأخذ عينات عشوائية من الأدوية، للتأكد من درجة الأمان ووجود “البادج” عليها وتدوين أى ملاحظات لتغيير الشكل الظاهري، ومطابقة المواصفات القياسية أيضًا.
ماهى الهيئات المختصة بمحاربة ظاهرة الأدوية المغشوشة؟
الهيئات المختصة بالرقابة على الأدوية ومحاربة المغشوشة، هما هيئة الدواء والتفيش الصيدلى، وذلك من خلال المرور على الصيدليات ومخازن الأدوية.
وفيما يخص مصانع “بير السلم” فيتم الاعتماد على وعى المواطنين والإبلاغ عن الأعمال المشبوهة، ويتم الاستعانة فى هذه الحالة بالإشراف الصيدلى، إضافة إلى الدور الكبير التى تتوليه هيئة الشراء الموحد فهى تعمل على استيراد الأدوية ومطابقتها للمواصفات القياسية.
حدثنا عن أزمة نواقص الأدوية.. وما أسباب استمرارها وكيفية يمكن حلها؟
تم حل أزمة نواقص الأدوية بنسبة 80% ، حيث عانت منها مصر عامي 2016، 2017 من هذه الأزمة بشكل كبير، وتم إقرار زيادة فى أسعار الأدوية، وهى زيادة مجمعة لـ 3000 صنف ، كما تم رفع أصناف كثيرة، ولكن تم حل المشكلة والسبب فى النواقص هذه المرحلة، هو تأخر وصول بعض شحنات الأدوية.
وسيتم القضاء على هذه الأزمة بشكل نهائي بعد الإنتهاء من إنشاء مصنع تصنيع مشتقات البلازما، وذلك بنهاية 2020، ومن المقرر أن يتم إطلاق العديد من مراكز التجميع وصولا لعدد 20 مركز لتجميع البلازما الذى يمتلك اشتراطات غير تجميع الدم، حيث تم الانتهاء من حوالى 6 مراكز.
في رأيك.. هل نجحت مصر في القضاء على فيروس سى ؟
نعم.. استطاعت مصر بالفعل أن تقضي على فيروس سى، فنسبة الإصابة به انحدرت إلى أقل من 1%، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية، خطة أو هدف للقضاء على الفيروسات الكبدية عام 2016 سواء، الـB ، C، وذلك بحلول عام 2030، فمصر أول دولة أعلنت القضاء عليه، وتم تقديم طلب رسمى للمنظمة فى شهر يونيو للحصول على الشهادة النهائية الدولية لاعلان مصر خالية من فيروس سى، وهى أكبر تجربة ناجحة نتيجة جهود العاملين فى القطاع الصحى وضمن جهود مبادرة 100 مليون صحة، حيث تم الكشف على 62 مليون مواطن خلال 7 شهور تم اخذ عينات فعليه من 50 مليون مواطن وتم اكتشاف ناس لديهم أجسام مضاده ضد الفيروس بنسبة 4.4% بالظبط كان 2 مليون و200 الف تم علاج كان عندهم بى سى ار ايجابى تم علاج معظمهم اكتر من 90%
حدثنا عن أهمية مدينة الدواء المصرية فى الخانكة ؟
تُعد مدينة الدواء المصرية بالخانكة أكبر مدينة فى الشرق الاوسط، فهي تمثل إنجازًا كبيرًا، حيث أنشئت على مساحة 180 ألف متر مربع، وتمتاز بخطوط إنتاج بجودة عالمية، ومنذ نشأتها وجهت دعوة مفتوحة للشركات العالمية والوطنية للانتاج الادوية بالمواصفات الدولية لتوفير جميع الأدوية، على رأسها اللقاحات وأدوية السرطان الباهظة الثمن بسعر متميز، حتى تكون مصر مركز اقليمى للتصدير للخارج، إضافة إلى توفير إنتاح المادة الخام داخل مصر لأول مرة حيث تستورد المادة الخام للأدوية من الهند، إضافة الى تأخر الشحنات مما يثير أزمة نواقص الأدوية من جديد فجاء انشاء هذه المدينة لتوفير انتاج المادة الخام فى مصر.
كيف ترى عمليات زراعة أعضاء حيوانات داخل جسد الإنسان؟
في البداية لابد من توضيح أن عملية زراعة الأعضاء تستهدف استبدال الأعضاء أو الأنسجة التالفة أو المصابة بأعضاء آخرى سليمة سواء كانت أعضاء إنسان أو حيوان.
وهي عمليات معقدة وليست بسيطة، ومازالت في محل البحث، وكانت هناك محاولات لزرع قلوب النسانيس الرضع لكنها فشلت جميعها.
بعد نجاح عملية زراعة كلية خنزير في جسم إنسان.. هل تنجح عمليات زراعة الكبد من الخنزير؟
علينا القول بأن لجوء الأطباء والعلماء للتفكير في زراعة أعضاء الخنزير تحديدً داخل جسد الإنسان، يرجع إلى توافق التكوين الجيني بالنسبة للخلايا بين الإنسان والخنزير.
ولكن لا يمكن التأكيد على نجاح أو فشل عمليات زراعة كبد الخنزير داخل جسد الإنسان الآن، فيتعين علينا الانتظار لرؤية نتائج هذه العمليات، لاسيما أن هذه العمليات تحتاج للكثير من الدراسات سواء كانت دراسات طبية أو شرعية.
وبالمناسبة كانت هناك تجربة لزراعة كبد خنزير تم تعديله وراثيًا من أجسام مخصصة، ووقتها كانت التجربة تمت على سيدة متوفيه دماغيًا، ومازالت فى دور الأبحاث حتى الآن.