يعتزم مجلس الإحتياطي الفيدرالي خلال مارس المقبل، البدء في تحريك سعر الفائدة بواقع 3 مرات على الأقل في العام الجديد بعد ارتفاع معدلات التضخم الأمريكية لـ 7% بنهاية العام الماضي بما يعد الأعلى منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي.
وفقا لتقارير وتصريحات عددًا من أعضاء مجلس الإحتياطي الفيدرالي؛ والتي أكدت توجه مجلس الإحتياطي لتشديد السياسات النقدية لمواجهة الموجات التضخمية التي خلفتها تداعيات وباء كورونا خصوصا علي عوائد سندات الخزانة وتراجع الأسهم .
بحسب تصريحات الخبراء فإن سندان الخزانة الأمريكية تراجعت خلال الأسبوع الماضي على مستوي استحقاقات عامين و 5 و 10 أعوام في ظل عدم تقديم خطاب اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ أية مفاجآت للسوق
ويتوقع الخبراء تقليص الأصول بميزانية الفيدرالي لم يراها السوق بانها تميل إلى تشديد السياسة النقدية بشكل كبير، الأمر الذي خفف من ارتفاع العوائد. كما أكد باول للأسواق أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتردد في فعل ما يلزم لاحتواء الضغوط التضخمية.
ويخطط القائمون على مجلس الاحتياطي الفيدالي وضع اجراءات للتعافي والنمو الاقتصادي، فوفقا لما أظهره تقرير مؤشر أسعار المستهلك، والذي جاء متسقًا مع التوقعات، أن التضخم قد وصل إلى أعلى مستوى له في 39 عامًا، الأمر الذي أقر تحول الاحتياطي الفيدرالي تجاه تشديد السياسة النقدية، وأدى إلى رفع العوائد.
ودعمت نبرة تشديد السياسة النقدية، الصادرة عن العديد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي،من ارتفاع عوائد سندات الخزانة، مع تأييد البعض لاحتمالية رفع أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، وتأييد البعض الآخر لرفع أسعار الفائدة في وقت قريب بدءاً من شهر مارس المقبل.
من جانبها قالت ليل برنارد،نائبة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن المجلس سيقبل بارتفاع أسعار الفائدة “بمجرد إنهاء برنامج مشتريات الأصول”.
وذكرت أن مؤشر الدولار خلال الأسبوع الماضي تراجع بصورة كبيرة لتعد الخسارة الأسوء منذ شهر ونصف مضى، إذ جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك القياسية متماشية مع التوقعات، بالرغم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ونبرة تشديد السياسة النقدية الصادرة عن العديد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، تراجع مؤشر الدولار، ليقلص بذلك جميع مكاسبه التي حققها منذ مطلع هذا العام.
وذكرت أن اليورو قد ارتفع اليورو بنسبة0.45%، حيث بدأ السوق في الاستعداد لرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وذلك عقب صدور أرقام التضخم التي سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في شهر ديسمبر، وعلى خلفية ضعف الدولار الأمريكي. كما ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني بنسبة0.64% مقابل الدولار الأمريكي على خلفية ضعف الأخير، وعلى خلفية استعداد المستثمرين لرفع بنك إنجلترا سعر الفائدة في أقرب وقت في الشهر القادم.
كما ارتفع الين الياباني بمعدل 1.20% على خلفية ضعف الدولار الأمريكي، ومع ورود أنباء تفيد بأن صانعي السياسة في بنك اليابان يناقشون متى يمكنهم البدء في رفع سعر الفائدة، الأمر الذي يمكن أن يحدث قبل وصول معدل التضخم إلى النطاق المستهدف والذي يبلغ 2%.
وذكرت أن سعر الذهب قد ارتفع 1.19%، حيث وصلت إلى 1,817.94 دولار للأوقية، ليتعافى الذهب بذلك من الخسائر التي تكبدها الأسبوع الماضي على خلفية ورود بيانات عن ارتفاع معدل التضخم، وضعف الدولار الأمريكي.
وعلى سياق متصل قالت برنارد أن مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة ارتفع بنسبة 0.62% خلال تداولات هذا الأسبوع، مسجلاً أكبر زيادة أسبوعية منذ أغسطس 2021 بعد أنشهد الدولار أسوأ أداء أسبوعي له في ستة أسابيع، وتراجع بنسبة 0.58%، فيما سجلت الليرة التركيةأفضل أداء، حيث ارتفعت بنسبة2.51%
وجاءت المكاسب على خلفية ارتفاع الطلب من جانب المستثمرين بعد أن تعهد أردوغان بالسيطرة على التضخم في تركيا، الذي بلغ 36%بقياس سنوي في ديسمبر الماضي، وذلك أثناء خطابه في البرلمان. وكان الريال البرازيلي (+1.92%) ثاني أفضل العملات أداءً، حيث صعد على خلفية زيادة التكهناتبرفع أسعار الفائدة بدفع من ارتفاع التضخم الى ارقام ثنائية (تزيد عن 10%) وهو ما يعد أعلى من المتوقع.
و بلغت 10.06% في ديسمبر، في المقابل كان الروبل الروسي (-0.64%)هو الخاسر الأكبر حيث وصلت المفاوضات مع الغرب حول أوكرانيا إلى طريق مسدود. وجاء البيزو الأرجنتيني (-0.54%) في المركز الثاني من حيث الخسائر بعد أن سجل التضخم الشهري في البلاد أعلى مستوى له منذ أبريل 2021.