كشفت رئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل مشروع حديقة تلال الفسطاط، الأكبر في الشرق الأوسط على مساحة 500 فدان.
عُرضت تفاصيل مخطط المشروع خلال اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن حديقة تلال الفسطاط ستكون الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، على مساحة 500 فدان في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية، لتحتضن متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، وتتكامل مع الطبيعة الحضارية للمكان، وتحدث نقلة بيئية نوعية كأكبر متنفس أخضر في قلب القاهرة.
أضاف راضي أن الحديقة الجديدة ستتضمن مجموعة من الأنشطة التي تعتمد على أحياء التراث المصري عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، فضلًا عن أنشطة ثقافية وتجارية وخدمات فندقية ومسارح مكشوفة، إضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية، كما تتوسطها هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة.
ووجه الرئيس السيسي بالبدء الفوري في تنفيذ المشروع مع ضغط المخطط الزمني التنفيذي، بالنظر إلى قيمته المضافة متعددة الجوانب على جهود تطوير القاهرة الكبرى، لتمثل الحديقة إطلالة على تاريخ مصر الخالد لتصبح مقصدًا سياحيًا إقليميًا وعالميًا يعكس عراقة الحضارة المصرية، مع استمرار تطوير الطرق والمحاور والمداخل الرئيسية المحيطة بموقع المشروع، لاستيعاب حركة المواطنين والسياحة المتوقعة بالحديقة.
القاهرة التاريخية.. تطوير مستمر
على مدار الأشهر الماضية، أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بمنطقة القاهرة التاريخية، حيث بدأت في نوفمبر 2019 تطوير منطقة بحيرة عين الصيرة ومحيط متحف الحضارات، عقب صدور قرار من مجلس الوزراء في يوليو من العام ذاته، بإزالة الإشغالات والمنشآت حول المكانين، حيث ضمت تلك الإشغالات قسم شرطة مصر القديمة، ومبنى شرطة السياحة والآثار، ونادي الأبطال، ومركز شباب الإمام الليثي، ومنطقة عين الحياة، ومحطة خدمة وتمويل السيارات، بغرض إعادة تخطيط وتطوير المنطقة حول البحيرة والمتحف.
ونجحت محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارتي الإسكان والسياحة في تحويل منطقة بحيرة عين الصيرة من من بؤرة عشوائية ممتلئة بالقمامة والحيوانات النافقة إلى مشهد جمالي يغازل العيون ويريح القلوب، بإنشاء ممشى سياحى بكامل محيط البحيرة، بعد تدبيشها وتطهيرها بطول 2 كيلو متر، إضافة إلى إنشاء مرسى للقوارب بالبحيرة ومسرح مكشوف ونافورة، وفندق على مساحة 265 ألف متر مربع.
كما أُنشئت بعض المطاعم بتصميم مستوحى من طبيعة المكان التاريخية، يتناسق مع تطوير منطقة سور مجرى العيون، ليتم تحويل المنطقة لتكون مزارا سياحيا مهما، يشجع الأنشطة المختلطة التي تتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية.
وفي السياق، شمل مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، إنشاء عمارات سكنية، ومول تجاري فندقي، ومطاعم، وكافيتريات، وبازارات سياحية، وغيرها.
متحف الحضارة المصرية والمومياوات الملكية
لم يغب المتحف القومي للحضارة المصرية ومحيطه عن جولات التطوير، فقد توجهت أنظار العالم صوب المتحف المطل على بحيرة عين الصيرة، خلال حفل نقل 22 من المومياوات الملكية إليه، في الثالث من أبريل الماضي.
وشهد الطريق بين المتحف المصري بالتحرير ومتحف الحضارة الذي تأسس عام 2000 بدعم من منظمة اليونسكو، تطويرا شاملا بما يضمه من مواقع وأماكن أثرية، وكذلك استعدادا لموكب نقل المومياوات الملكية. وشهدت شوارع مسار الموكب رفع كفاءتها ورصف الطرق وتجميل الأرصفة وتجديد الإنارة وتقليم أشجار والعناية بالمسطحات الخضراء مع إزالة أى تشوهات أو كتابات موجودة على الأسوار، وإعادة طلائها بلون موحد بما يتناسق مع روح ميدان التحرير ورفع كفاءة النظافة فى المنطقة.
كما تم استكمال تركيب الجرانيت أمام معهد الأورام بالسيدة زينب، وإنشاء نافورة تجميلية بميدان فم الخليج، وتطوير كوبرى المانسترلى بنطاق حي مصر القديمة، وإنشاء سور جمالي بطول مسار المومياوات بمحاذاة قرية الفواخير، وإنشاء مطاعم وكافيهات ومسطحات خضراء بواجهة المتحف.