مانشيت الحكاية

موجة شديدة من الحرارة تضرب العالم.. الصين ترفع مستويات التحذير لـ اللون الأحمر وأمريكا تتعرض لطقس خطير.. وتخوفات من اشتعال حرائق الغابات

تشهد دول العالم موجة شديدة من ارتفاع درجات الحرارة بعد التغيرات المناخية التي تؤثر على العالم أكمل، فبعد أن شهدت الدول شتاء قارس البرودة تشهد صيفًا شديد الحرارة والذي تسبب في حدوث حرائق الغابات.

اقرأ أيضًا.. الأرصاد تكشف حالة الطقس من اليوم حتى الجمعة

الصين
تتعرض الصين لموجة حر غير مسبوقة، دفعت سلطات مدن عدة إلى رفع مستويات التحذير من الحرارة إلى اللون الأحمر، فيما تسببت فيضانات في مقتل ما يزيد على 12 شخصا.

وضرب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أكثر من 60 مدينة صينية، فيما بدأت سلطات تلك المدن اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة موجة الحر هذه، حيث تم رفع مستوى التحذير من الحر إلى اللون الأحمر، الذي يعد المستوى الأعلى في نظام التحذير من الحرارة في البلاد، مع توقعات بارتفاع الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية.

وتعاملت السلطات مع الموقف بطرق مختلفة، من ضمنها توزيع المبردات في الشوارع ورشها بالمياه عبر شاحنات ضخمة للحفاظ على برودة الطرقات.

وكذلك اجتاحت الفيضانات معظم أنحاء الصين، حيث قتل 3 أشخاص وفقد 5 آخرون في إقليم بينغوو بمقاطعة سيشوان حتى ظهر اليوم، وتم تسجيل حالة وفاة واحدة وفقدان 8 أشخاص في هيلونغجيانغ في شمال شرقي الصين.

ويعتقد الخبراء أن مثل هذه الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت أكثر توترا بسبب تغير المناخ، وتسببت الفيضانات في تشريد مئات الآلاف في جنوب وسط الصين، وتضاف الفيضانات إلى المشكلات الاقتصادية الناجمة جزئيا عن سياسة “صفر كوفيد” الصارمة التي تفرض قيودا على السفر وتعطل سلاسل التوريد.

أمريكا
وأصبح الصيف في أمريكا حاليا أطول مدة وأكثر سخونة وخطورة، واشتعلت حرائق غابات في مدينة رينو بولاية نيفادا لأسابيع طويلة، ما جعلها أسرع مدن الولايات المتحدة تأثرًا بالاحتباس الحراري خلال الأشهر الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة، وفقا لتحليل أجرته مؤسسة “كلايمت سنترال” البحثية، أكد أيضا أن درجات الحرارة خلال الصيف في رينو ارتفعت بمعدل 10.9 درجة فهرنهايت، في المتوسط​​، منذ عام 1970.

أما في كاليفورنيا، أدى الدخان الناجم عن الحرائق المشتعلة، على مدار فصلين متتاليين، إلى خنق المنطقة التي اضطر سكانها للتوجه إلى غرف الطوارئ وقام مسئولوها بإغلاق المدارس والأماكن السياحية، وبرغم أن موسم صيف 2022 لا يزال في بدايته، إلا أن أجزاءً كثيرة من أمريكا عانت بالفعل من درجات حرارة عالية للغاية أو جفاف شديد أو حرائق غابات أو عواصف شديدة أو فيضانات أو مزيج من هذه الأمور، وتشير توقعات الوكالات الفيدرالية إلى المزيد من الطقس الحار بشكل غير طبيعي واستمرارا في موجات الجفاف وحرائق الغابات والأعاصير بشكل يفوق المتوسط ​​في الأشهر المقبلة.

واعتبر علماء أن الموجة الأخيرة من فصول الصيف القاسية انعكاسًا لما حدث في السنوات الأخيرة، حيث كان متوسط ​​درجة حرارة الصيف في السنوات الخمس الماضية 1.7 درجة (0.94 درجة مئوية) أكثر دفئًا مما كان عليه خلال الفترة من عام 1971 حتى عام 2000، مع ذلك، تعرضت بعض مناطق الولايات المتحدة لضربات أشد، حيث سجلت المناطق الغربية زيادة في درجات الحرارة قدرها 2.7 درجة (1.5 درجة مئوية).

فرنسا
وتتواصل موجة الحر في جنوب أوروبا خصوصا في الثلث الجنوبي الغربي من فرنسا حيث ينتظر وصول الحرارة الى درجات قياسية في العديد من المناطق وكذلك في اسبانيا التي لا تزال تشهد عدة حرائق.

يتأثر حوالى 18 مليون شخص بالحر في فرنسا، ونتيجة لذلك سمح للطلاب بالبقاء في منازلهم في بعض الدوائر، وتم تفعيل مستوى “التيقظ الأحمر” وهو يشير الى ظواهر طقس خطيرة ذات شدة استثنائية، ويدعو السكان الى البقاء “على اطلاع دائم بتطور الوضع” والالتزام الحتمي بتعليمات السلامة الصادرة عن السلطات العامة.

وتعد هذه المرة الرابعة التي يتم فيها استخدام مستوى التيقظ الأحمر، بعد العبر التي استخلصت من موجة الحر التاريخية في 2003 التي أودت بأكثر من 15 ألف شخص في فرنسا خصوصا بين كبار السن، ومن الآثار الجانبية الكلاسيكية لموجات الحر، يزيد تركز الأوزون في الهواء بشكل كبير فوق قسم كبير من فرنسا .

إسبانيا
وفي إسبانيا، هناك العديد من الحرائق في مختلف أنحاء البلد التي ضربتها موجة حر استثنائية، مع حرارة تجاوزت 40 درجة، ما دفع الحكومة الإسبانية لإصدار قرارات بإخلاء بعض القرى هناك.

وهناك نحو 600 ساكن من 8 قرى في إقليم «سمورا» الإسبانية تم نقلهم إلى مناطق آمنة نظرا لاستمرار حرائق الغابات في مناطق مختلفة بالبلاد.

واندلع الحريق الأكبر في سييرا دي لا كوليبرا في شمال غرب اسبانيا حيث احترق ما بين 5000 إلى7000 هكتار من الغابات ، حسبما أعلنت منطقة قشتالة ليون، أما عن شمال شرق اسبانيا، تواجه منطقة كتالونيا أيضا عدة حرائق، كما اندلع قرب بالدومار في مقاطعة ليريدا حيث أتت النيران على أكثر من 940 هكتارا من الغابات بحسب ما نقلته الحكومة الإقليمية الكتالونية.

البرتغال
في البرتغال المجاورة لاسبانيا، وصلت الحرارة إلى 44 درجة مئوية نهاية الأسبوع الماضي في بعض المناطق. ورغم انخفاض طفيف الاثنين ، يُتوقّع تسجيل 42 درجة مئوية في منطقة ايفورا (جنوب شرق) بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية التي توقعت ارتفاعًا جديدًا بدرجات الحرارة الثلاثاء والأربعاء.

وتسببت موجة الحرّ بحرائق عدة وسط البرتغال في الأيام الأخيرة، وتمّت السيطرة الاثنين على أكبر حريق، بعدما اندلع الخميس في منطقة أوريم (وسط) وأتى على حوالى ألفي هكتار من الغطاء النباتي واستوجب تعبئة نحو 600 عنصر إطفاء.

لكن الوضع لا يزال “خطيرًا واستثنائيًا”، بحسب القائد الوطني للحماية المدنية أندري فيرنانديز، فيما حذر رئيس الوزراء أنطونيو كوستا من “مخاطر قصوى” في الأيام المقبلة، وقال كوستا “قد يتسبب أقلّ إهمال بحريق كبير”.

وطالت موجة الحرّ هذه جنوب غرب فرنسا أيضًا، حسبما أكّدت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية الإثنين، وتجاوزت درجات الحرارة 30 مئوية في جزء كبير من البلاد، مع امكان تسجيل 39 مئوية في بعض المناطق.

إيطاليا
وفي شمال إيطاليا، تستعد لومبارديا لإعلان حالة الطوارئ في مواجهة الجفاف القياسي الذي يهدد المحاصيل ويتم تقنين المياه في عدة مدن في سهل بو، وهذه المنطقة التي تضم محاصيل زراعية مهمة تواجه أسوأ جفاف منذ 70 عاما.

الأمم المتحدة
ودعت الأمم المتحدة إلى “التحرك الآن” لمواجهة الجفاف والتصحر من أجل تجنب وقوع “كوارث بشرية”.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو خلال مؤتمر في مدريد بمناسبة اليوم العالمي للجفاف، “حان وقت العمل: كل إجراء مهم”.

وتنبأ العلماء بتكاثر وتكثف وطول أمد موجات الحرارة التي تتفاقم بسبب انبعاثات غازات الدفيئة يشكل إشارة لا لبس فيها على ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشاروا إلى أن عواقب هذه التقلبات واضحة: حرائق وصولا الى سيبيريا وذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي والجفاف ودرجات حرارة قياسية في جميع القارات وأعاصير وظواهر مناخية أخرى شديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى