بيزنس
أخر الأخبار

“الغرف التجارية”: تحسن الأوضاع الاقتصادية يسمح بتقليص الدعم وإعادة توجيهه لمشروعات جديدة

أعلن المهندس إبراهيم محمود العربي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أن قرار تحريك سعر رغيف الخبز المدعم لن يكون له أي أثر على سعر الخبز السياحي الذي يباع بخمسين قرشا وجنيه للمستهلكين.

 

وأكد التزام أعضاء شعبة المخابز بالانتظام في حركة الإنتاج والسعر المعلن، كما لن يؤثر على أسعار الوجبات السريعة بغض النظر عن حجم المنشأة التي تقدم هذه الوجبات سواء على عربات الفول أو المنتجات التي يتم بيعها بالمطاعم السياحية، مشيرا إلى أنه لا ارتباط بين سعر ما تقدمه تلك المنشآت مع حركة منظومة الدعم التي من المفترض توجيهها للفئات الأكثر فقرا والأولي بالرعاية الاجتماعية من فئات المجتمع.

 

وأوضح العربي أن منظومة دعم رغيف الخبز تعاني منذ فترة كبيرة من إهدار جسيم لموارد الدولة، فمن ناحية يوضح حجم ما يتم استبداله من نقاط الخبز شهريا بمنظومة الدعم التمويني عدم استغلال المستفيدين من الدعم لحوالي 10% مما يتم تخصيصه سنويا لدعم الخبز ويتم استبدال عدد الأرغفة التي لا يصرفها صاحب البطاقة التموينية بواقع عشرة قروش للرغيف بمنتجات أخرى وبحسب تقرير وزارة التموين والتجارة الداخلية فقد تم استبدال نقاط خبز – خلال شهر أبريل الماضي أي تزامنا مع شهر رمضان الكريم وهو أعلى فترات السحب اليومي من الخبز خلال العام – بحوالي 265 مليون جنيه عن شهر واحد، ومن ناحية أخرى تشير التقارير إلى وجود هدر لما يتم إنتاجه يوميا من الخبز المدعم واستغلاله في غير الغرض من انتاجه مثل علف الطيور والمواشي بنسبة تتراوح بين 25 و35 %  من إجمالي حجم الإنتاج.

 

وأضاف العربي أن تقليص ما يتم تخصيصه من ميزانية الدولة لدعم الخبز واعادة توجيهه لمشروعات جديدة من شأنه إحداث نقلة حقيقية في تمويل العديد من المشروعات القومية التي ستحسن من المناخ الاقتصادي وتخلق فرص عمل جديدة للشباب وتوفر حياة كريمة للمواطنين حيث تستحوذ منظومة دعم إنتاج رغيف الخبز علي حوالي 50% من إجمالي مخصصات منظومة الدعم و التي تقدر بحوالي 84.5 مليار جنيه سنويا.

 

وأشار العربي أنه عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عن ضرورة تحريك سعر الرغيف المدعم واحتدم الجدل بالشارع المصري بين مؤيد و معارض ومتخوف من أن يتسبب تحريك الدعم عن رغيف الخبز الي تحرك أسعار منتجات وسلع أخرى بالأسواق وأن يتبع ذلك التحرك موجة تضخمية ترهق المستهلك المصري , بما دفع اتحاد الغرف التجارية إلى إعداد تقرير مبدئي عن منظومة دعم رغيف الخبز وما يتم إهداره في تلك المنظومة من موارد الدولة بالإضافة إلى استطلاع رأي الغرف التجارية بالمحافظات حول تأثير هذا القرار على كافة الأسواق بالجمهورية .

 

وكانت غرفة الغربية برئاسة الدكتور صلاح الكموني أولي المحافظات دعما لقرار رئيس الجمهورية بضرورة تحريك سعر الرغيف المدعم و تقليص حجم الدعم الموجه منظومة دعم الخبز حيث أكد د.الكموني دعم تجار محافظة الغربية لقرارات الرئيس الجريئة والتي تستهدف ضبط و تحسين المنظومة الاقتصادية .

وأضاف الكموني أن غرفة الغربية طالبت منذ أعوام بتغيير منظومة دعم رغيف الخبز لما تشكله من إهدار لأموال الدولة مشيرا إلى أن التحول الي نظام الدعم النقدي بدلا من نظام الدعم العيني أفضل الحلول للقضاء علي السوق السوداء و تضمن وصول الدعم لمستحقيه .

وأوضح أن حجم الهادر من الخبز المدعم واستغلاله في إطعام الماشية والطيور ظاهرة منتشرة خاصة بالمناطق الريفية ومن الصعب التحكم في تلك الظاهرة و السيطرة عليها مع بقاء دعم الدولة  لحوالي 92 % من تكلفة إنتاج رغيف الخبز حيث من الصعب أن تطلب من المستهلك التمتع بالوعي الكافي وادراك قيمة ما يقوم بإهدار عند حصوله عليه بثمن زهيد لا يتماشي مع التكلفة الحقيقية للإنتاج .

 

ومن جانبه قال خالد رضا رئيس الغرفة التجارية بمحافظة البحر الأحمر أن هناك تحسنا ملموسا للأوضاع الاقتصادية للمجتمع المصري بما سيجعل تقليص الدعم مرحليا أمرا مقبولا، مشيرا إلى ترحيب المجتمع التجاري لتحريك سعر الرغيف المدعم ليصل الي  20 قرشا للرغيف كسعر مرحلي يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية للأسرة المصرية وبما يسمح للدولة من توجيه قيمة هذا الدعم لمشروعات اقتصادية تخلق فرص عمل جديدة للشباب وتحسن من الظروف المعيشية للكثير من الأسر الأولي بالرعاية بدلا من اهدارها علي منظومة المستفيد الحقيقي منها من غير المستحقين .

وأضاف رضا ان اعتماد الفرد علي الدولة في دعم غذائه يخلق مناخا من التكاسل بين فئة الشباب وذلك بالرغم من وجود احتياج لمختلف انواع العمالة , مطالبا الشباب بالسعي وراء العمل و النجاح بدلا من التكاسل  و انتظار الدعم .

 

بينما أكد مجدي جاب الله رئيس الغرفة التجارية بمحافظة الفيوم أن المجتمع التجاري استقبل فكرة تقليص حجم الدعم لمنظومة الخبز بارتياح مشيرا الي أن تلك الخطوة كان لا بد من اتخاذها منذ فترة طويلة مشيرا الي أنه  لا يوجد دولة في العالم تدعم منظومة انتاج الخبز بهذا الحجم الأمر الذي أفقد المنتج قيمته الحقيقية وخلق سلوك غير منضبط في التعامل مع رغيف الخبز واهداره , وعلي المجتمع العمل علي تغيير ثقافة الاهلاك واتباع سلوك اكثر تنظيما وترشيدا .

وأكد أن هناك الكثير من الفئات التي ستعارض هذا القرار بالرغم من تأكدهم من صحته اما لاسباب سياسية لتحريض الرأي العام و خلق مناخ سلبي يهدم الدولة أو لاستفادتهم من عدم انضباط منظومة الدعم واستغلالهم السلع المدعمة من الدولة لتحقيق ارباح طائلة  الا أن الشرفاء من تجار مصر سيدعمون كافة اجراءات الدولة لتنفيذ خطط الاصلاح الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى