مانشيت الحكاية

القطن الملون وعلاقته بالتغير المناخي| زراعة 100 فدان لأول مرة في مصر.. يقلل التلوث ويوفر في تكلفة الزراعة والإنتاج

بعد أن شهد قطاع الغزل والنسيج في مصر سنوات من الإهمال، بذلت الدولة جهودا كبيرة لإعادة وضع هذا القطاع الحيوي والهام على الطريق الصحيح، وتم تنفيذ العديد من الخطوات التي أسفرت عن تطوير حقيقي وملموس على أرض الواقع، وتستعد مصر لإطلاق أول براند عالمي للمنتجات المصرية القطنية، يعيد للقطن المصري هيبته.

اقرأ أيضًا:

إطلاق براند عالمي للمنتجات القطنية المصرية وإنشاء أكبر مصنع للغزل في العالم.. تكلفة تطوير شركات الغزل والنسيج والمحالج وصل 21 مليار جنيه

وتسعى الحكومة خلال الفترات الراهنة لتطوير قطاع الغزل والنسيج في مصر بالتوازي مع توجهات الدولة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي على مستوى القطاعات الاقتصادية المختلفة؛ من خلال إعادة هيكلة وإحلال منظومة القطن والصناعات المرتبطة بها بشراكة القطاع الخاص، وتواصل الحكومة تدشين مصانع جديدة للغزل واللنسيج بتكلفة تزيد عن 21 مليار جنيه، في إطار خطة تطوير الصناعة بشكل تام وتحول الشركات من تحقيق خسائر كبيرة بلغت متوسطها 2.5 مليار جنيه سنويا إلى تحقيق ربحية.

تجربة زراعة القطن الملون

وفي إطار ما يشهده العالم من اهتمام بالغ بالمناخ والآثار المدمرة للتغيرات المناخية، ركزت الحكومة على القطن الملون، ولا سيما أنه قطن غير ملوث للبيئة، وكذلك الاقطان الأورجنك، والذي تتم زراعته لأول مرة في مصر على مساحة 100 فدان، خاصة أن صناعة الغزل والنسيج تحتل المرتبة الخامسة من حيث أكثر الصناعات التى يخرج منها انبعاثات ضارة، خاصة ثانى أكسيد الكربون، بالاضافة إلى استخدام الأصباغ والألوان الصناعية التى غالبا ما تكون ضارة لصحة الإنسان والجلد، كما أنها ملوثة للبيئة بشكل كبير.

وصاحب تطوير صناعة الغزل والنسيج أيضا إصلاح إدارى شامل، وتأهيل كوادر قادرة على النهوض بالقطاع والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بما يتماشى مع الفكر الاستراتيجي للدولة من خلال تدشين أكبر مجمعات صناعيه في العالم، لانتشال هذا القطاع المنهار من سنوات، بركب التطور والنهوض بمنظومه الغزل والنسيج.

وعلى الرغم من امتلاك  كل سبل النجاح والتطور إلا أن إدارة تلك المشاريع هي البند الأول والاساسي للنهوض بها والإدارة نفسها جعلت القطاع الخاص المصري مستمر في تقدمه، مثل ما حققه مجمع الروبيكي  من نجاح مشرف في خلق منظومه عمل قويه ومشرفه وأصبح إنتاجه بالحجز المقدم المدفوع سابقا قبل الاستلام، وعلميا فانه لابد ألا تزيد نسب الأجور من التكاليف الكلية عن 10% ، فيما وصلت فعليا في بعض المصانع العامة لأكثر من 60% .

تأثير صناعة الغزل والنسيج على التغير المناخي

وتعتبر صناعة الغزل والنسيج وفق المعلومات العلمية الموثقة من أكبر الصناعات الملوثة والضارة بالبيئة حيث يُعزى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى انبعاث غازات الدفيئة.

كما أن صناعة النسيج تعتبر من أكبر الصناعات المستهلكة لالوقود (الطاقة اللازمة للطاقة الكهربائية والبخار والنقل)، ويبلغ نصيب الفرد من استهلاك المنسوجات حوالي 20 كجم / سنة ويزداد يوما بعد يوم، وبالتالي من الضروري اتخاذ خطوات فورية وتطوير تقنيات مبتكرة وحلول مستدامة يمكن أن تساعد في تقليل التأثير البيئي.

كما تعد صناعة النسيج، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خامس أكبر مساهم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن صناعة النسيج تعد من أكبر مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري على وجه الأرض، ما يتطلب التركيز على الأقطان الاورجنك والملونة ، والأخيرة لا تحتاج إلى صبغات صناعية وهى الأكثر تلوثا في الصناعة نفسها .

توصيات دولية لخفض ملوثات الصناعة

-استخدام آلات ذات نسبة سائلة منخفضة للغاية – لتقليل استهلاك المياه أثناء المعالجة المسبقة والصباغة وتسلسل الغسل بعد الصباغة

-تقليل الطاقة المطلوبة لتسخين المياه في نفس الوقت في خطوات المعالجة المختلفة والحمل الفعال على معالجة النفايات السائلة.

-التسخين المسبق لمياه المعالجة بواسطة الألواح الشمسية لتقليل استهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة الأخرى (الوقود الأحفوري، والخشب، والقشر، وما إلى ذلك)

-عزل كافٍ لآلات الصباغة والتجفيف والدعامات وأنظمة استعادة الحرارة المناسبة لتجنب فقد الطاقة غير المرغوب فيه.

-إعادة تدوير وإعادة استخدام مياه المعالجة والقلويات عن طريق تركيب عملية ترشيح مناسبة،  مع استخدام الإنزيمات – قابلة للتحلل الحيوي وغير قابلة للتآكل لإزالة القشور ، الجلي، معادلة التبييض، التليين الحيوي وغسل ما بعد الصباغة، ومعالجة مياه الصرف الصحي.

-استخدام مصدر طاقة متجددة يعتمد على الطاقة الكهرومائية

-التحكم في الانبعاثات الغازية باستخدام أجهزة احتواء متطورة ومحطة معالجة المياه ETP الحديثة لإعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها أثناء تصنيع الصبغات.

موضوعات ذات صلة:

لعودته لمكانته.. شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لإعادة هيكلة الغزل والنسيج باستثمارات 21 مليار جنيه

عودة بريق الذهب الأبيض| قانون صندوق تحسين الأقطان تشريع مهم يدعم صناعة الغزل والنسيج.. رفع سعر القطن لتشجيع المزارعين وعلاوة تشجيعية للمنتجين

مصر.. افتتاح أكبر مصنع غزل في العالم بالمحلة خلال العام 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى