مانشيت الحكاية

القمة الأفريقية الأمريكية الثانية| الرئيس يركز على اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى.. وواشنطن تسعى لتعزيز التجارة والاستثمار خلال أكبر تجمع بين الطرفين منذ 8 سنوات

تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة واشنطن أعمال القمة الأمريكية الأفريقية الثانية، بحضور نحو خمسين من قادة دول القارة الإفريقية يتقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي بدأت أعمالها أمس وتستمر يومين آخرين، وتناقش أوجه التعاون الجديدة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية المشاركة في القمة.

أبرز ملفات القمة الإفريقية الأمريكية

وتناقش القمة الأمريكية الأفريقية، وفق برنامج القمة الوارد في منشور رسمي للبيت الأبيض، ملفات متعددة، بينها تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي للقارة السمراء، والتحديات الأمنية والسياسية للاقتصاد العالمي، فضلًا عن ملفات الاستثمار، والديمقراطية والحوكمة، وأزمات التغير المناخي والصحة والأمن، وتبادل الخبرات العلمية، وستكون القضايا الأمنية والاقتصادية والتعافي من جائحة كورونا على رأس جدول الأعمال، فيما يسعى القادة الأفارقة لشراكة أكثر عدلا.

مكاسب القارة السمراء من القمة الأمريكية الأفريقية

قال الدكتور يسري الشرقاوي، خبير الاقتصاد الإفريقي، إن أنظار العالم تتجه إلى واشنطن، حيث يوجد 49 رئيس وقائد من الدول الافريقية للمشاركة بالقمة بعد توقف ثماني سنوات، وهذا يؤكد أن هناك اهتمامًا كبيرًا من الجانب الأمريكي بالعمل الأمريكي الإفريقي المشترك.

وأضاف خبير الاقتصاد الإفريقي،  في مداخلة على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن ما حدث في العالم أخيرًا من ظروف استثنائية غير عادية متتالية سواء في جائحة كورونا أو في الحرب الروسية الأوكرانية أدى إلى إعادة النظر في منظومة اقتصاد العالم، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد اهتمامها الشديد بالقارة الإفريقية، لذلك دعت إلى هذه القمة التي أولتها اهتمامًا كبيرًا.

وأوضح خبير الاقتصاد الإفريقي، أن القمة الأمريكية الإفريقية، سوف تتناول الاهتمام بالشباب الإفريقي ورواد الأعمال وإطلاق منصة للشباب في اليوم الأول والحوار مع أصحاب الرؤي، لافتا إلى أن القمة سوف تتناول في اليوم الثاني الحديث عن النمو والفرص الاستثمارية والاقتصادية وكيف يمكن أن تحدث تنمية جادة في القارة الإفريقية من منظور يؤكد أنها بالفعل سلة غذاء العالم.

 

برنامج الرئيس السيسي في القمة الأفريقية الأمريكية

ومن المقرر أن يركز الرئيس السيسى، خلال أعمال القمة، على الموضوعات التى تهم الدول الأفريقية في ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الأمن الغذائى، وتيسير اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى، لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا فى تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة عقد لقاءات مع عدد من كبار المسئولين الأمريكيين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، على نحو يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما يعقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الأمريكي لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين؛ كما يجتمع الرئيس على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته غدًا الخميس،  أمام قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، حيث سيركز على إطار الاستراتيجية المصرية التي تم عرضها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

القمة الإفريقية الأمريكية

تعد أكبر تجمع أمريكي أفريقي منذ 8 سنوات أي منذ القمة الاولي التي عقدها ‏الرئيس السابق باراك أوباما في أغسطس 2014 ، الامر الذي اثار تساؤلا وهو: ماذا ستقدم الولايات المتحدة للقارة الأفريقية؟. ففي ظل تحديات مختلفة عن سابقتها، يهدف التجمع اليوم في العاصمة الأمريكية إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا. و سيوفر فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا ، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا ، وتطورها الديمقراطي ، وشعبها ، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية وفقا لوكالة الانباء الامريكية الافريقية todaynewsafrica.

ماذا تقدم واشنطن لقارة إفريقيا

قالت إدارة بايدن إن القمة الإفريقية الأمريكية “ستظهر التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وستؤكد على أهمية العلاقات الأمريكية الأفريقية وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة “.

وبحسب السياسة الامريكية  الجديدة، فإن الولايات المتحدة ستسعى إلى تحقيق 4 أهداف رئيسية في إفريقيا.  الانفتاح على المجتمعات، تقديم المكاسب الديمقراطية والأمنية، التعافي من الجائحة والفرص الاقتصادية، ودعم الحفاظ على المناخ والتكيف مع المناخ والانتقال العادل للطاقة.

وتنعقد القمة وسط تحديات متعددة تواجه القارة السمراء، في مقدمتها الارهاب الممتد في انحاء البلدان الافريقية بما فيه الجماعات المسلحة وداعش وكافة التنظيمات التي تهدد استقرار هذه الدول، ويعد الاقتصاد العالمي وانعدام الأمن الغذائي والعسكري في إفريقيا، من ابرز اسباب عدم استقرار البلدان، فضلا عن تداعيات تغيير  المناخ، السلبية وتراجع الصادرات بموجب قانون النمو والفرص الإفريقي الرائد في الولايات المتحدة (أجوا)، والذي يوفر لبعض البلدان وصول السلع المعفاة من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية.

وبحسب كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي للقمة القادة الأمريكية الأفريقية دانا بانكس ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت،” إن القمة ستسلط الضوء على كيفية تعزيز الولايات المتحدة والدول الإفريقية لشراكاتهم، وتطوير أولوياتهم المشتركة وستعكس الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يشدد بالفعل على أهمية المنطقة الحاسمة لمواجهة تحديات هذا العصر”.

جدول أعمال القمة الإفريقية الأمريكية

وحول جدول أعمال القمة، تتضمن جدول أعمال اليوم الأول، سلسلة من المنتديات – منتدى القادة الشباب الأفارقة والمهجر ؛ منتدى المجتمع المدني؛ منتدى للسلام والأمن والحكم. كما ستكون هناك مناقشات حول المناخ وكذلك الصحة.

ووفقا لوكالة الأنباء الأمريكية – الإفريقية، يعقد في أول أيام القمة أيضا ميثاق التجارة والنمو الأفريقي على المستوى الوزاري لمناقشة سبل تنفيذ الميثاق وتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التجارة والاستثمارات بين الجانبين ودعم التكامل الاقتصادي والتجارة البينية.

ويعقد في أول أيام القمة أيضًا منتدى حول الانتقال العادل نحو الطاقة النظيفة والمستدامة والتأقلم المناخي تحت عنوان “لنبني معًا مستقبلنا الأخضر” لبحث الشراكة من أجل مواجهة التأقلم المناخي والانتقال نحو البيئة المستدامة على أساس من الأولويات المشتركة.

واليوم الثاني مخصص لمنتدى الأعمال بين الولايات المتحدة وإفريقيا ، وهو ويوم كامل من الفرص للشركات الأفريقية والأمريكية للالتقاء واللقاء مع وفود من القارة.

أما اليوم الثالث هو يوم القادة، بمشاركة الرئيس بايدن ورؤساء الوفود ورؤساء دول القارة من خلال خمس جلسات تتناول “أفريقيا ذات الحوكمة الرشيدة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ودولة القانون”، و”أفريقيا تتمتع بالسلام والأمن”، و”إفريقيا المزدهرة القائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة” و”الشراكة متعددة الأطراف مع أفريقيا لمواجهة التحديات العالمية”، و”تعزيز الأمن الغذائي والنظم الغذائية الصامدة”.

وتأتي قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا بعد أشهر فقط من جولة افريقية لوزيرة الخارجية أنتوني بلينكين في أغسطس الماضي كشف النقاب خلالها عن السياسة الأمريكية الجديدة لأفريقيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى