المحكمة عاقبتها بالمؤبد”.. حكاية مقتل سيدة على يد خادمتها في دار السلام
منذ الوهلة الأولى لدخولها شقة مخدومتها، وقفت “أسماء.س.م” تنتقل ببصرها بين غرفة وأخرى، مظاهر الثراء بدت جلية في قطع الأثاث والأجهزة الكهربائية، مشاعر الحرمان سيطرت عليها، حاجتها للمال دفعتها للتفكير في التخلص من الضائقة المادية التى تعاني منها، حتي خطر في ذهنها أن تنهى حياة السيدة التي لطالما ساعدتها ماديا، بطريقة بشعة هزت قلوب سكان منطقة دار السلام، وعقب كشف ملابسات الواقعة تم ضبطها وبعرضها علي النيابة العامة أمرت بإحالتها إلي محكمة جنايات القاهرة.
وذكر قرار الإحالة أن المتهمة “أسماء.س.م”، قتلت المجني عليها “روحية. ج”، موظفة على المعاش، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتلها والتخلص منها، بهدف السرقة وأخذ ما تملكه من مصوغات ذهبية، ومبلغ مالي.
وأسندت النيابة العامة للمتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث فكرت في التخلص من المجني عليها وسرقتها وبيتت النية وعقدت العزم على قتلها، وأعدت سلاحا أبيض سكينة حيث ظفرت بالمجني عليها في مسكنها مطمئنة، لضعف قوة المجني عليها، وقلة حركتها وقدرتها البدنية، بأن توجهت إليها مدعية مجالستها والحديث معها، لتقوم بقتلها بواسطة سلاح أبيض، وعقب أن تركتها غارقا في دمائها وتأكدت من مفارقتها للحياة، هربت مسرعة وسرقت ما تملكه المجني عليها.
وجاءت اعترافات المتهمة بارتكاب الواقعة، حيث قالت إنها تعمل لدى المجنى عليها منذ عام وأنها طيلة تلك المدة ظلت تخدمها وتتقاضى أجرها كاملا، ولن تبخل المجني عليها وكانت تعطيها ما تطلب وتأخذ من الطعام الذي تقدمه للمجني عليها بشكل يومي، لكن رؤية المتهمة للمبالغ المالية ومشغولات ذهبية داخل الشقة جعل الشيطان يشجعها على السرقة خاصة في الفترة الأخيرة.
حيث طلبت مبلغًا ماليًا من المجنى عليها، ورفض نجلها أن تساعدها لتخبرها، أنها ليس لديها حيلة، وأن كل ما تملكه هو لأولادها بعد وفاتها، ما دفع المتهمة للتفكير في التخلص منها وقتلها، وأخذ جميع متعلقاتها.
وأضافت المتهمة: “يوم الواقعة لم أترك المجني عليها حتى منتصف الليل، وجلست معها وتحدثت إليها، وقمت بطعنها من ظهرها حتى لا تقدر على مقاومتي، أو تفادي قتلي لها، وسقطت مغشية عليها في الحال، وذهبت لغرفة نومها وفتحت صندوق كانت تضع به أموالها، ومعاشها وأخذت ما تملكه داخل الشقة وهاتفين محمول وهربت في الحال”.
وكشفت معاينة النيابة العامة، عن جثة المجني عليها أنها لسيدة في العقد الخامس من عمرها، وترتدي ملابسها كاملة وبها سحجات وكدمات وطعنات في ظهرها، ودماء متناثرة بجوارها، وتبين بعثرة في محتويات غرفة النوم وسرقتها.
وبالاستماع إلى شهادة الجيران وأقوالهم؛ قالوا: إن المجني عليها تعيش بمفردها بعد سفر نجليها خارج البلاد، وأن لديها خادمة تقوم بمساعدتها في إحضار طلباتها، ونظافة مسكنها وشراء كل ما تطلبه المجني عليها، ولم يدخل مسكنها أحد سوي تلك الخادمة، ولم يرها أحد منذ ارتكاب الواقعة.
من جانبها؛ قالت جارة المجني عليها: “أخطرت الشرطة وكسرت باب مسكن المجني عليها لأن طيلة اليوم لم أرها، ولم أسمع صوتها كما نسمعه كل يوم”؛ مشددةً على أن المجني عليها لها عادات تفعلها ويلاحظها الجيران بشكل يومي، وعندما طرقت على باب مسكنها لم تجب فقررت إخطار الشرطة وتبين أنها قتلت بهدف سرقتها.
وجاءت شهادة الضابط مجري التحريات في الواقعة، بأن تحرياته السرية توصلت أن الخادمة وراء ارتكاب واقعة القتل بهدف السرقة، خاصة أن المجني عليه تقيم بمفردها، وتعرف المتهمة كل كبيرة وصغيرة داخل مسكن المجني عليها.
وبتفريغ كاميرات المراقبة تم التوصل للمتهمة، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطها، وبمواجهتها اعترفت بأنها قتلت المجني عليها واستغلت تواجدها بمفردها وسرقتها، وعقب انتهاء الجلسات والاطلاع علي اوراق القضية، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبتها بالسجن المؤبد