مانشيت الحكاية

المولد النبوي الشريف| لمحات من حياة النبي وصبره على الشدائد.. وفاة أبنائه الستة في حياته.. كان لا يتكلم إلا فيما يعنى الناس ويبغض التشاؤم

تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بالمولد النبوي الشريف، مولد خير خلق الله الذي يصادف يوم 12 ربيع أول من كل عام، وفي هذه المناسبة العطرة يستعرض موقع الحكاية في التقرير التالي لمحات من حياة النبي، وكيف كان يصبر على الشدائد، وصفاته الحميدة.

 

صبر الرسول على وفاة أبنائه

كان سيدنا رسول الله ﷺ أبًا لسبعة من الأولاد، ثلاثة ذكورٍ هم: القَاسِم، وعبد الله، وإبراهيم، وأربع إناثٍ هنَّ: زَيْنَب، ورُقيَّة، وأم كُلْثُوم، وفَاطِمة، كلهم من زوجته خَدِيجَة بنت خُويلِد، عدا (إبراهيم) كان من مَارِيَة القِبْطِيَّة المِصْرِيَّة.

تُوفِّي أولادُه الذُّكور صِغارًا، أمَّا البنات فكَبُرنَ وتزوَّجنَ، ثمَّ لحِقنَ بالرَّفيق الأَعْلى في حياتِه، عدا (فاطمة الزَّهراء) رضي الله عنها.

وكان ﷺ جَدًّا لثمانية أحفاد:

– خمسة منهم لابنته فاطمة الزَّهراء وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهم: الحسن، والحسين، ومحُسن، وأمُّ كُلثُوم، وزينب، وقد توفّي مُحسن في صِغره.

– واثنان من أحفاده لابنته زينب وزوجها أبي العاص رضي الله عنهما وهما: عليّ، وأُمَامَة، وقد توفّي عليّ في صِغره.

– وحفيد واحد لابنته رُقيَّة وزوجها عُثمَان بن عفَّان رضي الله عنهما واسمه عبد الله، وكان عثمان رضي الله عنه يُكنّى به، وقد توفّي عبد الله لمَّا بلغ السَّادِسة مِن عُمُره.

 

صبر الرسول على أذية قومه

كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نموذجًا عمليًّا للصبر على البلاء، وتحمل الشدائد، فصبر على ما لقى من قومه من ألوان الأذى، وقُذف بالحجارة حتى أسالوا دمه الشريف، ورغم ذلك تمنَّى لهم الهداية، وكان يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه.

روى أن رسول الله جاءه ملك الجبال يقول له: يا محمد، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين! فَقَالَ النَّبِىُّ ?: “بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”. والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان. ولو شاء أن ينتقم منهم لدعا ربه أن يُطْبِق عليهم الأخشبين، ولكنه صبر عليهم حتى آمنوا أنه نبي الله.

 

صفات النبي العطرة

إذا تأملنا قس حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نجده يحب التفاؤل ويبغض التشاؤم، فحياته مليئة بالتفاؤل والرجاء، وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدًا، وخير مثال على ذلك قصة الغار، فالأعداء كانوا أمام الغار، ولو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآهما، ورغم ذلك يقول لصاحبه: “ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟”.

ومن صفاته صلى الله عليه وسلم، أيضً أنه كان لا يتكلم إلا فيما يعنى الناس ويفيدهم، ويكون فيه تأليف لقلوبهم وتقريب لنفوسهم، حتى في المزاح، يمزح بعبارة فيها حكمة.

كقوله لعمته صفية: “لا يدخل الجنة عجوز” فبكت، فقال: “تكنَّ كواعب أترابًا”، فهذا مزاح لطيف يخبر عن حال من أحوال الآخرة.

وكان رسول الله يحب الخير والرفق والتيسير على الناس، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: “ما خيِّر رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى