
في استجابة عاجلة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أعلن الهلال الأحمر المصري عن بدء إرسال كميات كبيرة من الخبز الجاهز المعبأ إلى سكان القطاع المحاصر، في خطوة تهدف إلى تخفيف آثار المجاعة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
وأوضح مصدر مسؤول بالهلال الأحمر المصري أن الدفعة الأولى من الخبز سيتم نقلها إلى معبر رفح خلال ساعات قليلة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، ليجري توزيعها على الفور داخل القطاع. وأكد المصدر استمرار الجهود الإغاثية المصرية، رغم الظروف الأمنية الصعبة ونقص الإمكانيات على الحدود.
تأتي هذه التحركات في وقت كشفت فيه تقارير أممية وحقوقية عن معاناة غير مسبوقة لسكان غزة، حيث يفتقر معظم الأهالي إلى الغذاء، ويكتفي الكثير منهم بالماء والملح يوميًا بعد توقف أغلب المخابز وانقطاع المساعدات نتيجة القصف المستمر. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف مليون إنسان في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، بينما ارتفع عدد ضحايا البحث عن الطعام إلى ما يتجاوز 1,422 شهيدًا بينهم أطفال كُثر.
كما حذرت منظمات إنسانية دولية من تصاعد الكارثة الغذائية في القطاع، خصوصًا بعد وفاة الطفل عاطف أبو خاطر نتيجة الجوع، في مشهد يلخص المأساة التي يعيشها الأهالي منذ أشهر طويلة. وقد أدان مسؤولون دوليون استهداف المدنيين أثناء انتظار المساعدات ووصفوه بالأمر “المقزز”، فيما تتزايد الدعوات الدولية إلى فتح الممرات الإنسانية ووقف إطلاق النار الفوري.
ويواصل الهلال الأحمر المصري جهوده منذ بداية العدوان عبر إرسال القوافل الطبية والغذائية وتشغيل المخابز المتنقلة على الحدود، ليؤكد مجددًا على الدور الإنساني لمصر في دعم الأشقاء الفلسطينيين ومواجهة أخطر أزمة إنسانية تشهدها غزة في العصر الحديث.