“الوصول”مشروع تخرج بإعلام الأزهر يرسخ لاستغلال الوقت وتحقيق الأهداف
جلس ذات يوم في غرفته وحيدًا، حيث الصور واللوحات تملأ الجدران، تقع عينه تارة على صورة لإعلامي مشهور، أو صاحب قلم ورسالة، فتمر الخواطر على رأسه بأن يكون ذات يوم واحد من هؤلاء، ولكن ذلك ليس سهلًا، فالأمر يحتاج كثيرَ جدٍ وعناء، وذلك هو الواقع نفسه الذي عاشه منذ طفولته، إذ ترك لهو الأطفال واستهتار الشباب، ليعوضه بشيء يبني له مستقبله، ثم تمر الأيام ويزداد الحمل على كاهله، ويزداد الحُلم اتساعًا، وتمر السنون فيجد نفسه في المكان الذي لطالما حلم أن يكون فيه.
«الوصول» فيلم درامي قصير، يدشنه طلاب قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر، يحكون فيه قصة كفاح، لم يفرق فيها سوى التوقيت، فما بين بدايتها ونهايتها مجموعة من الأيام والأشهر والسنوات، ليجد بطل القصة في النهاية أنه أصبح صاحب شهرة واسعة، وتتهافت الناس عليه لالتقاط صورة، أو إعطاء تحية، في رسالة الطلاب لبيان مدى أهمية استغلال الوقت في تحقيق الأهداف، وأن «لكل مجتهد نصيب».
أصل الفكرة
يروي وائل ناصر، الطالب بالفرقة الرابعة في كلية الإعلام، وأحد أعضاء المشروع الذين يتكونون من 7 طلاب، لـ«الوطن» سبب الوقوف على هذه القصة، وكواليس إخراجها وتحويلها إلى عمل درامي، بأنها جاءت إليهم بسبب ما يرونه من خور عزيمة الشباب، في محاولة منهم لرفع همتهم، وتعريفهم بأهمية استغلال الوقت الاستغلال الأمثل: «قررنا ننفذ عمل درامي، نقدر من خلاله نوصل رسالة تحث الشباب على الهمة والسعي لتحقيق الأهداف، وده كله بإخراج احترافي وتمثيل بنقوم بيه احنا».
الهدف من المشروع
يلتقط مصطفى عودة، أحد أعضاء المشروع، أطرافَ الحديث، قائلًا: «لا بد قبل تنفيذ فكرة إن يكون ليها هدف نبيل، وده اللي خلانا نروح لتجاه العمل الدرامي، لأن مفيش عمل يخلو من رسالة أو هدف، فكان مهم جدًا نوصل للشباب رسالة زي دي، وده طبعًا نابع مننا إحنا شخصيًا لأننا عايشين نفس عمر الفئة المستهدفة»، مضيفًا، أن العمر يمضي منا دون أن نشعر، فمن المهم أن نراعي هذا الوقت الذي يذهب هباءً، وأن نستغله أحسن استغلا، لأن بناء الذات يحتاج إلى جهد وعناء.
قصة الفيلم
يحكي الفيلم وفقًا ليوسف ربيع، أحد الأعضاء المشاركين في المشروع، قصة رجل إعلامي شهير، بدأ حياته مع والده الذي يعمل في الحقل، فكان يصطحبه الرجل المسن مع آذان الفجر لأداء الصلاة، ثم يذهبا معًا للعمل في حقلهم، حتى موعد الذهاب إلى المدرسة، ثم يكمل الطفل باقي يومه بالدروس والتعلم، وتطوير نفسه، ثم ما يلبث الأب العجوز حتى يغلبه كبر السن فلا يقوى على الحركة، فتقع المهمة كلها على عاتق الطفل الصغير وحده، حتى كبر واشتد عوده، ثم بدأت أحلامه تتبلور.
في مرحلة ما قبل الجامعة تتركز كل أحلام الشاب حدث السن، في الوصول إلى مكانة مرموقة في مجال الإعلام، فيشتري الصحف ويقرأها، ويتابع البرامج التليفزيونية ويتمحصها، ثم يبدأ في التعلم الذاتي، والتأهل للهدف الأسمى، كل ذلك وهو يترك وراءه لهو الشباب واستهتارهم، ولا تغريه سعادتهم العابرة، ثم تمر السنون ويأتي اليوم الذي استطاع فيه تحقيق أهدافه، فيستضيفه أحد مقدمي البرامج ليروي له قصته الزاخرة بالجد والاجتهاد، والعناء والتعب.