اليوم الثالث للزلزال المدمر| مشاهد موجعة من زلزال سوريا.. عالقون تحت الركام في انتظار أطواق النجاة.. البورصة تتوقف لأول مرة منذ 24عاما وألاف الضحايا
أثيرت حالة من الحزن والأسى، على الجميع بعد أن ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا ما أسفر عن تدمير عدد من المدن، وخلف مئات الضحايا.
البيانات الرسمية الحكومية
وكشفت البيانات الرسمية الحكومية في كل من سوريا وتركيا عن تجاوز حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين أول أمس إلى أكثر من 8000 وفاة وعشرات آلاف من الجرحى والمصابين.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي ترصد حجم الخسائر التي خلفها زلزال سوريا وتركيا، والدمار الذي لحق بمناطق شاسعة داخل البلدين.
كما أن تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي كانت في غاية الألم والحزن، ورددوا الكثير من العبارات التي أثرت في الجميع، كما يوجد مشاهد توثق سقوط الأبنية فوق رؤوس الأهالي، وصراخ الأطفال والأباء والأمهات الذين تغير مجرى حياتهم إلى الأبد في بضع ثوان.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا لأكثر من 1280 حالة وفاة وأكثر من 2600 مصاب والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير، بعد مرور أكثر من 50 ساعة على الزلزال وذلك وفقاً لما أعلنه الدفاع المدني السوري” الخوذ البيضاء”.
وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمالا) واللاذقية (غربا) وحماة (وسط) وطرطوس (غربا).
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسقطت مبانٍ بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سوريا غالبيتها ضمن مناطق شمال غربي سوريا، منها اللاذقية وحماة وحلب، ومارع والباب وإعزاز وجنديرس، وسرمدا ومعرة مصرين ودركوش وحارم وعزمارين وزردنا وسلقين ورام حمدان وجسر الشغور.
وارتفع عدد الأبنية المنهارة بشكل كلي لأكثر من 400 بناء، والأبنية المنهارة بشكل جزئي لأكثر من 1300 بناء، وتصدعت آلاف الأبنية الأخرى.
وقال عضو في الدفاع المدني، المعروف باسم الخوذ البيضاء للإنقاذ في مقطع مصور على تويتر: “الوضع مأساوي جدا، عشرات المباني انهارت في مدينة سلقين”، في إشارة إلى بلدة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود التركية”
وأضاف المنقذ الذي ظهر في المقطع الذي يظهر شارعا مليئا بالركام أن المنازل “دمرت تماما”.
وفي الشمال السوري، واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كثيرة في ظل نقص الإمكانيات والمعدات فيما مثل الطقس السيئ والأمطار أعباء إضافية على كاهل المسعفين وفرق الإنقاذ.
ورغم الصعوبات نجحت فرق الإنقاذ في الوصول إلى الكثيرين من الأشخاص من تحت الأنقاض خاصة الأطفال وصغار السن وهو الأمر الذي سعى كثيرون على منصات التواصل إلى توثيقه.
من بين المشاهد المؤثرة هو محاورة منقذ لطفلة تسمى ليلياس 10 سنين توجد تحت الانقاض بمنتهى الهدوء للتخفيف من روعتها حتى يتمكن من اخراجها بسلام، وتم اخراجها بالفعل من ركام منزلها المدمر في مدينة سلقين؛
ووصف إسماعيل الرج حجم المأساة وقال في تغريدة له على تويترإن لحظة الزلزال كان مع ابنه بالمستشفى، و كان يقف عن باب المستشفى وخرج مع بداية الزلزال، و انهار جزء من واجهة المستشفى، واصفاً: “والله لم أتجرأ على الدخول لإخراج ابني، سقطت بنايتين من خمس طوابق مأهولتين أمام عيناي، حدث مصغر ليوم القيامة”.
كما وجع صراخ الأطفال القلوب فسمعنا صوت ممزوج بالبكاء يصرخ ويرغب بالخروج من تحت الانقاض حتى تم إخراجه بعد 30 ساعة من وقوع الزلزال، ويوجد طفلة أخرى تم انقاذها بعد 40 ساعة تحت الانقاض؛
كما قال الشاب زيد حسن في تغريدة له على تويتر، إن الكثير من اصدقائه فارقوا الحياة، ويصله وكل ساعة خبر عن أحدهم، مشيراً “وإحدى قريباتي وكل أولادها عالقين تحت الأنقاض لا نعرف مصيرهم..يالله وصلت لمرحلة لم أعد أقوى على شيء ولا أعرف إلى أين أتجه..المرضى في المشافي كثر..بالأمس شهدت عدة حالات وفيات في مشفى الرازي وهناك أطفال لا يوجد معهم أحد”.
وفي هذه الصورة حسب ما قاله زيد حسن على تويتر “شاب فقد إخوته وطفله وتم إخراج زوجته ووالده على قيد الحياة”.
وقال إن المعدات التي يتم اخراج الناس بها بسيطة جدا، لافتاً إلى أن استطاعة الأهالي إخراج عشرات العالقين وهم على قيد الحياة، ولكن مازال هناك الكثير ممن هم على قيد الحياة وعالقين بحاجة عاجلة للمساعدة؛
طلب مساعدات من العالم
وقال إسماعيل الرج أيضاً إن الناس تحت الأنقاض حتى الآن في ريفي حلب وإدلب، واصفاً “أحياء وبلدات كاملة سويت بالأرض بفعل الزلزال”و طالب فرق دولية للمساعدة.
واستكمل: “هناك المئات مازالوا على قيد الحياة تحت الأنقاض والمعدات المتوفرة لا تكفي والناس في الشوارع لا تتجرأ على العودةإلى منازلها”.
كما قال الشاب وائل عبد العزيز في تغريدة له على تويتر إن آلاف السوريين عالقون تحت الأنقاض في شمال غرب سوريا، مشيراً إنها المنطقة الأكثر تضرراً.
وقال إن فرق الإنقاذ والمتطوعون غير قادرون على فعل المزيد بسبب انعدام الإمكانات، هم بحاجة لأدوات حديثة ودعم لوجستي عاجل، المجتمع الدولي مطالب بتحرك فوري لإدخال المساعدات وفرق الإنقاذ الى المنطقة، فرص النجاة تقل المواطنين
وقد أوقفت بورصة تركيا اليوم الأربعاء تداول الأسهم للمرة الأولى منذ 24 عاما، في أعقاب عملية بيع واسعة، ناجمة عن زلزالين كبيرين .
ويتجه مؤشر “بورصة اسطنبول 100” القياسي إلى أسوأ أداء أسبوعي له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حسب وكالة “بلومبرج” للأنباء اليوم الأربعاء.
ودخل المؤشر منطقة “السوق الهابطة” أمس الثلاثاء، بعد تصاعد الخسائر، في أعقاب الزلزالين، اللذين وقعا في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا.
ذكرت بورصة اسطنبول في بيان، الساعة الحادية عشرة ودقيقة واحدة صباحا بالتوقيت المحلي “قررت بورصتنا وقف التداول، في أسواق الأسهم وأسواق العقود الآجلة وأسواق الخيارات”.
لم تكشف البورصة عن موعد استئناف التداول