مقالات

بسمة الصقار تكتب: عيد الميلاد المصري

عفوا كاظم، رغم حبي الشديد لك، سوف اشتري في هذا العيد شجرة ،وسأعلق عليها أحلامي وأمنياتي فبلادي هي أصل الاحتفال بالشجرة.

ولان كل احتفال في مصر له رمز، وكل رمز وراه حكاية محفورة في وجدان كل مصري نشوف حكاية عيد الشجرة، إيزيس لما دورت علي جسد أوزوريس في أحراش الوادي والدلتا ومشيت ورا إحساسها لدرجة انها وصلت لحدود لبنان رجعت بجسده ملفوف في شجرة الي ان وصلت الي ابيدوس في سوهاج.

وهناك قام أوزير من بين الأموات تحت ظل شجرة خضراء يانعة، الكلام ده وَيَا سبحان الله كان موافق ١٥ كيهك اللي هو ٢٤ ديسمبر، ومن وقتها والمصريين بيجوا ليلة ١٥ كيهك أفواج لأبيدوس وفِي أيدهم شجرة خضراء يانعة ويغرسوها في الارض ويحطوا تحتها أمنياتهم ملفوفة علشان الإله اللي قام من بين الأموات يحققهالهم.

ولأن المصري مش بينسي ماضيه وعنده حنين للاحتفاظ بطقوسها مع اختلاف العقائد، فشافوا إن مافيش تعارض بين كون يوم ١٥ كيهك هو أقصر نهار وأبعد موقع للشمس عن الارض في الديانة الشمسية (رع) وبداية رحلتها من جديد من الجنوب للشمال لإعادة الحياة للأرض مرة تانية وبين قيامة أوزير من الأموات في العقيدة الأوزيرية وإعادة الخصب والنماء للأرض مرة اخري فكان الاحتفال بالشجرة، والمركب اللي بيحمل الشمس من الجنوب للشما، كمان مافيش اي غضاضة من الاحتفال بنفس الشجرة ونفس الطقوس قي عيد ميلاد المسيح فهو الحي الذي قام من بين الأموات.

ومن القصة دي نعرف ان مصر أهدت العالم سر البهجة، وباحتفاظنا بطقوسنا وتاريخنا نقدر نستعيد جزء من البهجة التي هجرتنا حين هجرنا تاريخنا وحضارتنا العريقة، كل عيد شجرة واحنا مصريين أوي أوي أوي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى