بمشاركة مصر.. قمة العشرين في البرازيل: تحالف عالمي لمواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية
في ظل عالم يواجه أزمات اقتصادية ومناخية متزايدة، تتجه أنظار العالم إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث تنعقد النسخة التاسعة عشرة من قمة مجموعة العشرين يومي 18 و19 نوفمبر الجاري.
تجمع هذه القمة قادة أكبر الاقتصادات العالمية، تحت شعار “مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة”، الذي أعلنه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ليعكس توجهًا إنسانيًا نحو معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا عالميًا.
جدول أعمال حافل وطموحات كبيرة
تأتي هذه القمة في وقت يتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (COP29) في باكو، أذربيجان، ما يمنحها أهمية مضاعفة، خاصة في ظل الأزمات المناخية التي شهدها العالم هذا العام، بما في ذلك الفيضانات وحرائق الغابات التي أثرت بشكل مباشر على البرازيل.
ومن المقرر أن تشهد الجلسة الافتتاحية إطلاق مبادرة “التحالف العالمي ضد الجوع والفقر”، التي تهدف إلى تعبئة الموارد الدولية لمكافحة هذه القضايا عبر استنساخ نماذج محلية ناجحة وتوسيع نطاقها عالميًا.
نشأة المجموعة ودورها المحوري
تأسست مجموعة العشرين عام 1999 كمنتدى دولي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء. جاءت ولادة المجموعة استجابة للأزمة المالية الآسيوية آنذاك، حيث قرر وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية من سبع دول كبرى توسيع دائرة التعاون لتشمل الاقتصادات الناشئة.
ومع الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ارتقى تمثيل الاجتماعات ليشمل قادة الدول والحكومات، مما أتاح تنسيقًا أفضل للجهود السياسية والاقتصادية.
الأعضاء وأهميتهم العالمية
تضم المجموعة 19 دولة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، وتشكل اقتصاداتها حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة الدولية، بالإضافة إلى تمثيلها لثلثي سكان العالم.
الدول الأعضاء هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. كما تُعتبر إسبانيا ضيفًا دائمًا في القمة.
التحديات على الطاولة
أصبحت قضايا المناخ والطاقة المستدامة والديون الدولية محورًا متزايد الأهمية في اجتماعات مجموعة العشرين، إلى جانب القضايا الاقتصادية التقليدية.
ويأمل المراقبون أن تثمر قمة هذا العام عن قرارات حاسمة لمعالجة الأزمات المتشابكة التي تؤثر على العالم، خاصة في ظل الأزمات الجيوسياسية المتصاعدة.
آفاق المستقبل
في ظل القيادة البرازيلية التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية، تُعد قمة العشرين هذا العام فرصة للتأكيد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة الأزمات الاقتصادية والمناخية.
ووسط التوترات العالمية، يأمل كثيرون أن تساهم هذه القمة في بناء جسور الثقة وتعزيز الاستقرار العالمي.