الطقس البارد وإمدادات الطاقة| القارة العجوز بين سندان أسعار الغاز ومطرقة الثلوج.. وفوضى في سوق الوقود عالميًا مع زيادة الطلب
شهد العالم خلال الأسابيع الماضية، أزمة بسبب نقص إمدادات الطاقة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة بشكل غير مسبوق خاصة داخل القارة العجوز “أوروبا”، وتؤثر على القدرات الإنتاجية للدول وبالتالي التأثير على الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار المنتجات.
ويأتي ذلك نتيجة زيادة الطلب على الطاقة تزامنا مع الموجة الباردة التي تعاني منعها قارة أوروبا، والتي أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من الصفر، وأدت لارتفاع أسعار الكهرباء، وعادة ما يؤدي الطقس البارد أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة، وتمثل الموجة الباردة الحالية اختبار لمدى استعداد أنظمة الطاقة في أوروبا للتعامل مع نقص إمدادات الوقود في ظل ارتفاع الاستهلاك خلال الشتاء.
اقرأ أيضًا:
ويتوقع خبراء أن تضيف هذه الأزمة مزيدًا من الأعباء على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من أزمات متلاحقة منذ بداية انتشار فيروس كورونا، وأن تسبب مزيدًا من الضغوط على سلاسل الإمدادات العالمية مما يرفع أسعار السلع حول العالم ويزيد التضخم.
ارتفاع أسعار الطاقة
سجلت أسعار الطاقة والغاز ارتفاعات هائلة منذ شهرين مع زيادة الطلب على السلع والبضائع، لكن هذه الزيادة تحولت من زيادة في الطلب إلى نقص في الإمدادات مسببة أزمة طاقة، وسجل سعر برميل البترول يوم الجمعة الماضي أعلى مستوى له في 3 سنوات بعد أن وصل إلى 85.10 دولار للبرميل، وتضاعف سعر البترول بذلك مقارنة بسعره قبل عام.
وكان البترول يتداول في نفس هذا الوقت من العام الماضي عند 40 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج، لكنه الآن يحوم حول 85 دولارًا، كما سجل خام غرب تكساس “نايمكس” مستويات قياسية ووصل إلى 82 دولارًا، في حين كان يتداول قبل عام من الآن عند 25 دولارًا.
نقص الغاز الطبيعي
تعاني دول أوروبا والعالم من أزمة تتمثل في نقص الغاز الطبيعي، تسببت في صعود الغاز الطبيعي إلى مستويات مرتفعة إذ سجل 5.41 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في العقود الآجلة يوم الجمعة الماضي، حيث ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا والدول الآسيوية ما شكل ضغطًا على الإمدادات الروسية التي تمد أوروبا بأغلب الغاز الطبيعي عبر شبكة أنابيب تمتد في أغلب دول أوروبا.
وفي أوروبا خاصة تدهور الوضع بسرعة وتحول إلى أزمة واتخذت بعض الدول إجراءات سريعة لمواجهة هذه الأزمة، وقررت إسبانيا عدة إجراءات طارئة لـ خفض فواتير الطاقة، فيما تخطط فرنسا لدفع 100 يورو لمرة واحدة إلى ما يقرب من 6 ملايين أسرة منخفضة الدخل، بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة، كما دخلت بريطانيا الشهر الماضي في أزمة بسبب نفاد الوقود من المحطات، بسبب النقص الواسع في عدد سائقي الشاحنات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميًا مطلع العام الجاري، لتضيف هذه الأزمة عبئًا جديدًا.
أسباب أزمة نقص الطاقة
أرجع الخبراء أزمة الطاقة العالمية لعدة أسباب منها:
1-انتشار فيروس كورونا.
2-ارتفاع أسعار عمليات نقل وشحن البضائع.
3-البلاد النامية تسرع في عملية التنمية وهذه العملية تعتمد على الماء والغذاء وهذه العناصر تعتمد على الطاقة بالدرجة الأولى.
ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، الاثنين الماضي، بأكثر من 8٪ مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وذلك تزامنا مع انخفاض تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا.
وبحسب “رويترز” تسبب الارتفاع السريع في أسعار الغاز بأوروبا عام 2021 في ارتفاع أسعار الطاقة، ما اثار مخاوف بشأن التأثير الضار على التضخم، وأدى إلى إفلاس بعض الشركات في بريطانيا.
وأظهرت بيانات من مشغل الشبكة الألمانية “جاسكيد”، أن تدفقات الغاز تضاءلت، حيث بدأت شركة جازبروم الروسية في ملء الخط الثاني من خط أنابيب نورد ستريم 2 بالغاز يوم الجمعة الماضي، ما أثار مخاوف بشأن إمداد أوروبا بالطاقة.
تدفقات الغاز إلى غرب أوروبا
قال محللو ICIS: “يتزامن الانخفاض في تدفقات الغاز إلى شمال غرب أوروبا، عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، أحد خطوط الأنابيب الثلاثة الرئيسية، مع بداية تعبئة نورد ستريم 2 ، فضلاً عن بداية فصل الشتاء في روسيا”.
وانخفضت التدفقات في نقطة قياس “Mallnow” على الحدود الألمانية البولندية إلى حوالي 370.000 كيلوواط / ساعة، مقارنة بأكثر من 1،200،000 كيلو واط / ساعة يوم السبت، وأكثر من 10،000،000 كيلو واط / ساعة يوم الجمعة.
وكانت التدفقات عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، وهو طريق رئيسي لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بيلاروسيا، تتراوح ما بين 9.000.000 و 12.000.000 كيلوواط / ساعة في المتوسط هذا الشهر.
وقالت جازبروم: “تزود الشركة الغاز بما يتماشى مع طلبات المستهلكين وامتثالاً كاملاً للالتزامات التعاقدية الحالية”، ولم تحجز شركة الغاز الروسية العملاقة “جازبروم”، كميات الغاز المطلوبة لتزويد أوروبا لشهر ديسمبر، ولكنها تشتري الكمية المطلوبة من المزادات والمناقصات اليومية.
موضوعات ذات صلة:
من بينها استخدام الطاقة الشمسية والنهر الأخضر.. أسباب تجعل العاصمة الإدارية مدينة خضراء صديقة للبيئة
391 % ارتفاعا في استثمارات قطاع البترول والغاز المصري