بيزنسمانشيت الحكايةهام

حصاد2021| تحقيق حلم تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة.. القاهرة تغير خريطة الغاز في العالم وتقطع الطريق على الطامعين

كتبت – منى سرحان:

يواصل قطاع البترول تنفيذ رؤيته المتكاملة لتطوير وتحديث قطاعي البترول والغاز الطبيعي والتعدين، في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتعتمد إستراتيجية التطوير والتحديث على 3 ركائز أساسية هي “تأمين إمدادات الطاقة واستدامة وحوكمة القطاع”.

اقرأ أيضًا:

مصر تحقق نموًا بنحو 900% في صادرات الغاز.. المعدل الأعلى عالميًا خلال الربع الثالث من عام 2021

وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة، حيث ساهمت في تحقيق العديد من قصص النجاح لقطاع البترول والغاز الطبيعي، في مقدمتها 98 اتفاقية مع شركات عالمية للبحث عن البترول والغاز باستثمارات حدها الأدنى 16 مليار دولار وجذب شركات عالمية جديدة للعمل في قطاع البترول المصري.

وحقق قطاع الغاز قصة نجاح لافتة بالتحول من تحقيق نمو اقتصادي بالسالب قدره 11% في عام 2015 إلى نحو إيجابي بنسبته 25% في عام 2020 نتيجة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتوفير فائض للتصدير، كما تم معالجة مشكلة مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في مصر وسداد أكثر من 80%، وبلغت نسبة مساهمة قطاع البترول والغاز الطبيعي في الناتج المحلي الإجمالية 24% خلال العام المالي 2019-2020، وبلغت إجمالي استثمارات القطاع خلال الفترة من 2014 وحتى 2020 حوالي 74 مليار دولار.

 

منظمة دول غاز شرق المتوسط

تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة

في 14 يناير 2019، اجتمعت 7 دول، وهي مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا وقبرص واليونان، حيث أعلن إنشاء “منتدى غاز شرق المتوسط”، ومقره القاهرة التي استضافت الاجتماع حينها، وذلك بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، وتسريع عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز بتلك الدول، وصولا إلى تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء في مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ ‏القانون الدولي، ودعم جهود الدول الأعضاء في الاستفادة من احتياطاتهم من الغاز، واستخدام البنية التحتية، وبناء بنية ‏جديدة، بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.

وتحول هذا التجمع سريعا في غضون عامين إلى منظمة دولية حكومية وهي “منظمة دول غاز شرق المتوسط”، لها ما لها من امتيازات المنظمات الدولية وحضورها وقوة تأثيرها ورسمية تمثيلها في المحافل الدولية، حيث تحمل الصفة الرسمية للتمثيل في المحافل الدولية، بما يعادل منظمة “أوبك” (منظمة الدول المصدرة للنفط)، وذلك بعد توقيع الميثاق الخاص بتحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية حكومية مقرها القاهرة.

وفي 22 سبتمبر 2020، وقع وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، على ميثاق هذه المنظمة الوليدة مع أعضائها من قبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل على أن تكون القاهرة مقرا لها، تمثل هذه الخطوة الضخمة نقلة نوعية في مجال التجارة الدولية للغاز الطبيعي والاستثمار فيه، وخطوة هائلة ومحورية في تحقيق حلم مصر في التحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز الطبيعي.

 

مصر تصدر الغاز لأوروبا

ووقعت مصر اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة مع اليونان وقبرص والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية لخطة مصر الطموحة لتكون مركزًا إقليميا للغاز، وسوف تساعد الاتفاقيات في زيادة حجم الصادرات إلى أوروبا.

ووفقًا للاتفاقيات الموقعَّة، فإن المذكرة ستعمل على تسويق الغاز الطبيعي المُسال وأنشطة الاستكشاف والإنتاج في منطقة شرق المتوسط، فضلاً عن دراسة إنشاء خط أنابيب بحري جديد يربط بين مصر واليونان، وستضع الاتفاقية الأساس للشركات اليونانية لتوقيع اتفاقيات مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية “إيجاس”.

مصر تصدر الغاز لأوروبا

ويأتي خط الأنابيب بين مصر واليونان إضافة إلى خط الأنابيب قيد الإنشاء بين حقل أفروديت للغاز الطبيعي القبرصي ومصر، والذي سيسمح لقبرص بتصدير غازها إلى أوروبا عبر محطات الإسالة المصرية، ومن المتوقع أن يبدأ خط الأنابيب العمل في عام 2024 أو 2025.

وبلغ إجمالي عدد شحنات الغاز الطبيعي التي أرسلتها مصر حتى الآن في عام 2021، حوالي 75 شحنة، وذلك مقارنة بـ24 شحنة خلال العام الماضي كله، وفقًا للبيانات الصادرة عن مؤسسة إس آند بي جلوبال بلاتس.

 

إنتاج الهيدروجين الأخضر

كما أنه من شأن الاتفاق الموقع أيضًا أن يُتيح إمكانية استخدام خط الأنابيب القائم لنقل الهيدروجين بين البلدين في المستقبل، وتتطلع مصر إلى الاستفادة من الاهتمام الدولي المتزايد بالهيدروجين الأخضر كمصدر بديل للطاقة النظيفة، وقد استقطبت العديد من شركات القطاع الخاص المحلية والأجنبية لبناء أول منشأة لإنتاج الهيدروجين في العين السخنة.

 

القيادة السياسية كلمة السر

التزام الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وما حققته من استقرار سياسي واقتصادي هو كلمة السر في التغلب على التحديات التي واجهتها مصر ما بين عامي 2011 و 2013 والمساهمة في تحقيق العديد من النجاحات للاقتصاد المصري بصفة عامة ولقطاع الطاقة بصفة خاصة بعد تجاوز التحديات التي أحاطت به.

ويعد ما تحقق في هذا القطاع من نجاحات نموذجاً لما تشهده الدولة المصرية في المرحلة الحالية من أداء متميز ورؤية واضحة تخطو بها نحو الجمهورية الجديدة القائمة على التنمية والبناء، ولافتا إلى أن منتدى غاز شرق المتوسط أصبح منظمة دولية في وقت قياسي بعد أن أخذت مصر زمام المبادرة لإطلاقه بالتعاون مع الدول الأعضاء بما يسمح بالتنسيق بين دوار الجوار التي يُمثل الغاز الطبيعي عامل مشترك بينها سواء كانت دول مُنتجة أم مستهلكة أو اكتشفت الغاز الطبيعي وتبحث عن أفضل السبل لإنتاجه واستغلاله.

 

أطماع تركيا في غاز شرق المتوسط

تأسيس المنظمة الإقليمية لغاز شرق المتوسط يعتبر “رسالة سياسية” لمن يحاول وضع يده على حقوق الدول الأعضاء بها، وقطع الطريق أمام أي محاولات تركية للتنقيب غير الشرعي عن موارد الطاقة في المياه الاقتصادية في شرق المتوسط، وكونها منظمة حكومية فقد حصلت على الشرعية الدولية.

أطماع تركيا في غاز شرق المتوسط

وعندما أدركت تركيا أن مصر انتصرت في معركتها واكتسبت شرعية دولية حاولت التقرب والجلوس على طاولة المفاوضات مع مصر، في محاولة لاستعادة العلاقات بين البلدين، وردا على هذه الدعوات قال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر تركز على الأفعال وليس التصريحات الإعلامية، لافتا إلى أنه إذا لم تتماشى هذه التصريحات مع السياسات التركية فإنها لا تعني شيئًا، لا سيما في ظل السياسات المتبعة في الأراضي السورية والعراقية والليبية، بالإضافة إلى التوتر في شرق المتوسط، وكلها سياسات هادفة إلى زعزعة استقرار المنطقة.

ويرى خبراء أن تركيا تحاول أن تحظى بنفوذ في شرق البحر الأبيض المتوسط، منذ أن كشفت هيئة المسح الجيولوجية الأميركية عن وجود موارد مهمة في هذه المنطقة، حيث أكدت دراسة أميركية وجود مخزون مهم من الطاقة في شرق المتوسط، وقدّرت هذه الثروات بأكثر من 3 آلاف مليار متر مكعب من الغاز، فضلا عن مليار و700 ألف برميل من النفط.

 

حقول مصر تغير خريطة الغاز في العالم

امتلكت مصر عددا كبيرا من اكتشافات الغاز خلال الفترة الأخيرة، والتي ساعدت على تغير خريطة الغاز بالعالم كله وأبرزهم حقل ظهر الأكبر على مستوى الشرق الأوسط حتى الآن، والتي جاءت كالتالي:

 

١ـ حقل ظهر:

أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه فى 30 أغسطس 2015 ويقع على مسافة 190 كيلو متر من سواحل مدينة بورسعيد وفى عمق مياه 4100 متر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، على مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع، وتقدر احتياطات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، جعلته الأضخم فى البحر المتوسط، بما يوزاى 135% من احتياطيات مصر من الزيت الخام.

 

٢ـ حقل شمال الإسكندرية:

أحد أهم الحقول المصرية فى البحر المتوسط، حيث يقع على بعد 65 كيلو مترا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد، ويمتد على عمق يتراوح ما بين 350 إلى 850 مترا من سطح البحر، وتبلغ احتياطيات الحقل نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز من المرحلة الأولى فى حقلى تورس وليبرا، وتولى تنفيذ المشروع تحالف مكون من شركة بى بى الإنجليزية و”ديا” الألمانية.

 

٣ـ حقل آتول:

تم اكتشافه فى مارس 2015 ويعد واحدا من أهم اكتشافات الغاز التى حققها قطاع البترول ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و50 كم من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية فى شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، فى مياه عمقها 923 مترا، ويضم حقل آتول 3 آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج 350 قدم مكعب غاز و10 آلاف برميل مكثف يوميا.

حقول الغاز في مصر

 

٤ـ حقل نورس:

يقع بمنطقة الدلتا وتم الإعلان عن اكتشافه فى يوليو 2015، ويصل معدل إنتاجه حاليا إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، فيما يبلغ إجمالى احتياطى الحقل إلى نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز.

 

٥ــ سلامة والقطامية الضحلة:

يقع كشف القطامية على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق الدلتا، وتم حفر البئر الاستكشافية “القطامية الضحلة 1” حتى عمق 1961 مترا فى مياه عمقها 108 أمتار تقريبا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترا فى صخور رملية عالية الجودة فى تكوين البليوسين، بالإضافة لاكتشاف بئر الغاز بالمياه العميقة “سلامات”، منطقة امتياز شمال دمياط، وهو الأول فى نطاق شمال دمياط البحرية.

 

٦_حقل بلطيم جنوب غرب

يقع فى البحر المتوسط على مسافة 12 كيلو مترًا من الشاطئ فى الجهة المقابلة لحقول أبو ماضى، تم اكتشافه عام 2016، وتصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 500 مليون قدم قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعى.

بدأ الإنتاج في المرحلة الأولى بمشروع تنمية حقول غرب الدلتا بالمياه العميقة بالبحر المتوسط المرحلة (9-أ) فى 6 أبريل 2015 بمعدل إنتاج 400 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعى و2500 برميل يوميًا من المتكثفات باستثمارات 1.6 مليار دولار التابع لشركة البرلس للغاز.

 

7- حقل “نيدكوNW-1”

أعلنت شركة إيني الإيطالية عن كشف غاز جديد بمصر في منطقة نورس الكبرى”، الواقعة في منطقة أبو ماضي الغربية للتنمية في المياه التقليدية لدلتا النيل قبالة سواحل مصر، وقالت في بيان إن هذا الكشف الجديد، الذي تحقق من خلال البئر الاستكشافي Nidoco NW-1 ، يقع على عمق 16 مترًا من المياه، و 5 كيلومترات من الساحل و 4 كيلو مترات شمالًا من حقل نورس، الذي تم اكتشافه في يوليو 2015.

موضوعات ذات صلة:

حصاد 2021| بناء الإنسان شعار الجمهورية الجديدة.. العام الدراسي على صفيح ساخن.. تطوير المناهج يقابله ثورة أولياء الأمور ونقص المعلمين أبرز التحديات

حصاد 2021| مصر على الطريق الصحيح في عهد الرئيس السيسي.. الاقتصاد المصري يحظى بثقة العالم وينجح في تغيير رؤية المؤسسات الدولية بأداء فاق التوقعات

حصاد 2021| تطوير يليق بـ ثاني أقدم خطوط سكة حديد في العالم.. تأهيل العنصر البشري وإعادة هيكلة البنية التحتية

حصاد 2021| أحداث عالمية على أرض مصرية.. مهرجانات نظمتها وبطولات استضافتها.. مصر تحتضن الجميع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى