بيزنسهام

قلاع الصناعات المتخصصة في مصر وتشجيع الاعتماد على المنتج الوطني.. طفرة القطاع الصناعي ينعكس على التوظيف والصادرات ومعدلات النمو

كتبت – منى سرحان:

شهد قطاع الصناعة المصري خلال السنوات الماضية طفرة كبيرة، وتوسعات في إنشاء المجمعات الصناعية بكافة محافظات الجمهورية وبكافة القطاعات الإنتاجية، لتعميق التصنيع المحلي وتوفير احتياجات السوق المصري من الصناعات الوطنية، بالإضافة إلى خلق المزيد من فرص العمل فضلاً عن توطين صناعات جديدة بتكنولوجيات متقدمة.

اقرأ أيضًا:

مدينة الجلود بالروبيكى معجزة مصرية للصناعة في الشرق الأوسط.. أهم المدن الصناعية المتخصصة التي تُعيد لمصر دورها الرائد في هذا المجال

وقد جعل برنامج الاصلاح الاقتصادى الشامل الذى تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم، من مصر بمكانتها وموقعها الاستراتيجى المعزز بعوامل الاستقرار والمناخ الاستثمارى الجاذب قبلة للاستثمار وبصفة خاصة فى القطاع الصناعى والذى يعد قاطرة التنمية للاقتصاد المصرى، وينعكس تطوير القطاع الصناعي بصورة مباشرة على التوظيف والصادرات ومعدلات النمو، وتوطين الصناعة الوطنية والحد من الاستيراد وضبط الميزان التجارى.

قلاع مصر الصناعية

ومن أهم أسباب الطفرة الصناعية التي شهدتها مصر هي إنشاء عدة مدن صناعية تساهم بصورة مباشرة فى تحقيق المستهدفات الاقتصادية المختلفة، ومن بينها مدينة الروبيكى للجلود، ومدينة الأثاث فى دمياط، ومدينة الدواء الجديدة، ومدينة البلاستيك، والمدينة النسيجية التى يجرى تدشينها حاليًا وقرابة 5 آلاف منشأة صناعية صغيرة تنتشر فى 12 محافظة.

مدينة الدواء الجديدة

يقع مشروع «مدينة الدواء Gypto pharma» على مساحة 180 ألف متر في مدينة الخانكة بالقليوبية، مقسمة إلى مصنعين ضخمين جداً، يضما 20 خط إنتاج يتم تصنيع كل الأشكال الصيدلية فيها، من أقراص، وكبسولات، وفورات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتباراها الأعلى في العالم، ويشتمل المشروع على 15 خط إنتاج في أحد جوانب المشروع، وهي منطقة تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 مليون عبوة سنوياً.

وتقوم الرؤية الاستراتيجية لمدينة الدواء على توفير دواء آمن، وفعَّال، وبجودة عالية، لتكون أحد أذرع الدولة الصناعية القوية لتوفير أدوية حديثة، وعلى أعلى مستوى، مع طموح المدينة بأن تصبح مركز إقليمي للتصنيع، خصوصاً وأنها تعتبر أكبر مدينة لتصنيع الأدوية في الشرق الأوسط.

وتسعى «المدينة»، إلى التعاون مع الشركات الدولية، والعالمية، وفتح آفاق تصدير لبلدان أفريقية، وفي الشرق الأوسط، والدول العربية، وأوروبا في وقت لاحق.

مدينة الأثاث في دمياط

جرى الانتهاء من أكبر مدينة لصناعة الأثاث فى دمياط بمساحة تتخطى 330 فدانا تضم أحد أهم القطاعات الاقتصادية فى مصر، وتلبى احتياجات السوق المحلية وتوجيه الإنتاج للتصدير.

مدينة الأثاث بدمياط أحد المشروعات التنموية الكبيرة التي أقامتها الدولة خلال الفترة الأخيرة بهدف تطوير صناعة الأثاث، وتعد مدينة الأثاث أكبر وأول مدينة متخصصة فى صناعة الأثاث فى مصر تتضمن المدينة ورشا للتدريب والصناعة ومرافق متكاملة، تخدم الإنتاج المحلى والتصدير.

بدأ تنفيذ مشروع مدينة دمياط للأثاث فى 2017، والتى تقع على الطريق الساحلى الدولى وعلى مسافة لا تزيد على 22 كيلومترا عن ميناء دمياط و55 كيلو مترا من مطار الجميل، و15 كيلو مترا من السكة الحديد، بما يعمل على تسهيل عملية النقل والتصدير.

مدينة الروبيكي للجلود

تقع مدينة الروبيكى على بعد 5 كيلومترات شمال مدينة بدر، بالكيلو 45 على طريق “القاهرة – السويس”، حيث تقام المنطقة على مساحة إجمالية 1629 فدانا بتكلفة 2.7 مليار، تتخصص فى كل صناعة دباغة الجلود، حيث تم نقل منطقة المدابغ الموجودة بسور مجرى العيون بمصر القديمة إليها.

أصبحت مدينة الروبيكى من أهم المدن الصناعية المتخصصة، صارت معجزة مصرية للصناعة في الشرق الأوسط، حيث تم تصميمها وفق أحدث المعايير العالمية، وتعتبر مدينة متخصصة في كل ما يخص دباغة الجلود لتستعيد مصر دورها الرائد في هذه الصناعة التي تشتهر بها القاهرة منذ ما يزيد عن 1000 سنة.

وتشتمل مكونات مشروع مدينة الجلود بالروبيكى، على منطقة وحدات إنتاجية وخدمات مساعدة على مساحة 511 فدانا، تتضمن مدبغة نموذجية على غرار المدابغ العالمية لتكون مثالا جيدا للتطوير والتحديث، كما سيتم بها اختبار نوعية الجلود وتطوير التصميمات والألوان الجديدة للمنتجات الجلدية بجانب القيام بعمليات التدريب للموارد البشرية العاملة بالقطاع لصقل مهارتهم الفنية، وفقا لأحدث الطرز العالمية وذلك بالتعاون مع الخبرة الإيطالية .

كما يتضمن المشروع منطقة محطات المعالجة لمياه الصرف الصناعى والصحى والمدفن الصحى طبقا لأحدث التكنولوجيات بما يتفق مع متطلبات التوافق البيئى على مساحة 282 فدانا، إضافة إلى منطقة الغابة الشجرية وتروى بمياه الصرف بعد المعالجة وهى على مساحة 280 فدانا ، فضلا عن مركز تكنولوجيا الدباغة وصناعة الجلود على مساحة  6000 متر  مربع  بالتعاون مع الجانب الإيطالى، إلى جانب صناعات متكاملة (مدابغ، مصانع جيلاتين وغراء، مخازن، كيماويات، متاجر) وإقامة متحف تراثى مخصص لبيان مراحل تطور صناعة الجلود فى مصر، بحسب موقع خريطة مشروعات مصر.

صناعة الغزل والنسيج في مصر

يجرى تدشين مدينة للنسيج فى السادات بالمنوفية والتى تقام على مساحة 3.1 مليون متر باستثمارات مصرية وشراكة صينية، ومدينتين للنسيج فى بدر، ومدينة للغزل والنسيج بالروبيكي، والتي بها 6 مصانع كمرحلة أولى، والتي تنتج آلاف الأطنان يوميا، وتم البدء في تنفيذها عام 2018، ولمدة نحو 30 شهر، وتمت الاستعانة فيها بأحدث الماكينات على مستوى العالم.

مجمع صناعات الغزل والنسيج والصناعات الأخرى المكملة لها، أقيم على مساحة 430 فدانا في منطقة الروبيكي، حيث أتاح 1350 فرصة عمل مباشرة جديدة من مختلف التخصصات ومستويات التأهيل العلمي، وفقا لتصريحات اللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، اليوم.

مدينة الذهب

مدينة الذهب المرتقبة ستحول مصر لمركز لصناعة الذهب وتطوير هذه الصناعة لتصبح قادرة على إنتاج الذهب بغرض التصدير وليس السوق المحلي فقط .

مدينة البلاستيك

يعد مجمع صناعات “مرغم” مدينة البلاستيك، والذى يقع على طريق النهضة، منطقة البتروكيماويات (مرغم) بالعامرية على بعد 37 كم عن مدينة الإسكندرية، أحد أهم صروح المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التى شهدتها الاسكندرية فى السنوات الأخيرة، وهو المشروع الذى خرج إلى النور بعد توقف 10 سنوات، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من المدن الصناعية الخاصة بالمشروعات الصغيرة لتوفير فرص عمل للشباب.

مجمعات صناعية بمختلف المحافظات

وذلك إلى جانب المجمعات الصناعية الصغيرة فى مدن السادات وجنوب الرسوة وغيرها، وذلك للحد من الاستيراد العشوائى، وفتح الطريق أمام الصناعة الوطنية، ليصل إجمالى المصانع الصغيرة التى يجرى تدشينها أكثر من 5 آلاف مصنع، منها تنفيذ 13 مجمعا، بـ 12 محافظة، 9 منها فى صعيد مصر، وقد تم الانتهاء من 80% منها، وتضم أكثر من 4317 ألف مصنع، وفق خطة وزارة لصناعة لتعميق الصناعة ستسهم فى ارتفاع معدلات الناتج الصناعي، خاصة فى ظل توجه كثير من المصانع لتعميق الصناعة.

ويؤكد القطاع الخاص الصناعى فى مصر، أن مصر قادرة على تحقيق قفزة صناعية واقتصادية كبرى خلال الفترة المقبلة، فى ظل ما تتمتع به من ميزات كبيرة توفر مناخا صناعيا واستثماريا جيدا، يساعد على النمو، وفى ظل الإجراءات التى تتخذها الدولة وتحوذ بها ثقة المؤسسات والحكومات الأجنبية فى الاقتصاد المصرى.

وخلال السنوات السبع الماضية تسير الجمهورية الجديدة فى طريقها لإنشاء 17 مجمعا صناعيا بـ15 محافظة على مستوى الجمهورية بتكلفة استثمارية اجمالية بلغت حوالى 10 مليارات جنيه وفرت 48 ألف وظيفة، كما تم إنشاء 3 مدن صناعية جديدة شملت مدينة الجلود بالروبيكى على مساحة 511 فدان (تم الانتهاء من المرحلة الاولى) ومدينة الأثاث الجديدة بدمياط على مساحة 331 فدان (تم افتتاحها) بالإضافة إلى مدينة النسيج الجديدة بالسادات على مساحة 3.1 مليون متر (جار الإنشاء)، وفق تقرير إنجازات وزارة الصناعة.

تأثير المدن الصناعية على التوظيف

وللمدن والمجمعات الصناعية الجديدة انعكاس على التوظيف، إذ تعتبر الصناعة الوطنية أحد أهم محفزات النمو وموفر رئيسى للوظائف حيث تساهم الصناعة بقرابة 18 مليون فرصة عمل، وينتظر الصناعة مستقبل مشرق مع استمرار نمو الاقتصاد الوطنى خلال الفترة الحالية، بعد تجاوز أزمة فيروس كورونا بنسبة كبيرة، مما سيعود على كل القطاعات الإنتاجية بالإيجاب، وانعكس نمو الاقتصاد على الصناعة والتصدير خلال الفترة الماضية وتشهد بذلك أرقام صادرات مصر الصناعية.

ونجحت مصر فى تحقيق العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية خلال جائحة كورونا بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى التى انتهجته منذ عام 2016 والإجراءات التى اتخذتها لمواجهة الجائحة والتى بلغت حوالى 541 إجراء من مارس 2019 وحتى مايو 2021، وتعتبر مصر من الدول القليلة التى سجلت خلال الأزمة نمواً اقتصادياً بلغ حوالى 3.57% خلال عام 2019/2020 ثم صعود واضح فى النمو إذ تستهدف الدولة 5.6% بنهاية العام المالى الجارى 2021-2022.

وساهم قطاع الصناعة في النمو الاقتصادى فى مصر بحوالى 17.1% فى الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2019/2020 مقارنة بحوالى 16.4% فى العام السابق، وبهذا يصبح قطاع الصناعة هو المساهم الأكبر فى النمو الاقتصادى المصرى مقارنة بباقى القطاعات الاقتصادية الأخرى، وأن قطاع الصناعات التحويلية حقق معدلا نموا إيجابيا خلال عام 2019/2020 بلغ حوالى 1.4%، وإن كان أقل مما حققه فى العام السابق الذى سجل 2.8%، ولكن ظل إيجابيا فى عام الجائحة كانعكاس للإجراءات التى تم اتخذها لتعزيز قطاع الصناعة خلال الأزمة، بحسب حديث سابق لوزيرة الصناعة نيفين جامع.

موضوعات ذات صلة:

إطلاق براند عالمي للمنتجات القطنية المصرية وإنشاء أكبر مصنع للغزل في العالم.. تكلفة تطوير شركات الغزل والنسيج والمحالج وصل 21 مليار جنيه

“الصناعة”: نستهدف إقامة 17 مجمعا صناعيًا في 15 محافظة باستثمارات 10 مليارات جنيه

السيسي يتابع جهود توطين الصناعة لتوفير احتياجات السوق المحلي من مستلزمات الإنتاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى