بيزنسهام

كيف سيطر الدولار الأمريكي على العالم وأصبح عملة دولية؟

شهد الأيام الماضية حالة من التخبط في الأسواق العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثرت دول العالم كافة اقتصاديًا بالحرب، وقبل أيام قليلة شهد الدولار الأمريكي ارتفاع كبير أمام الجنية فتخطى الـ 18 جنيه بعد أن كان يبلغ 15 جنيهًا، وعلى الفور اتخذت الحكومة اجراءات عاجلة للتصدي منعًا لارتفاع الأسعار.

قصة الدولار الأمريكي

ظهرت عملة الدولار الأمريكي عام 1792م، ولم يكن الدولار مجرّد عملة ورقية، بل انقسم إلى 3 فئات، الفئة الأغلى كانت مصنوعة من الذهب، والأقل منها قيمةً كانت مصنوعة من الفضة والأخيرة كانت مصنوعة من النحاس. تمّ اعتماد هذه العملة في 1792 كالعملة الرسمية للولايات المتّحدة.

وظل العمل بالنظام المالي حتى عام 1861 حيث اندلعت الحرب الأمريكية الأهلية بين الشمال والجنوب، آنذاك احتاجت حكومة الشمال المركزية المزيد من الأموال من أجل خوض الحرب ولم تكن ترغب بخسار كلّ ما لديها من الذهب والفضّة. مما دفعها إلى إنشاء العملة الورقية (الدولار الأمريكي بشكله الأخضر الحالي) عام 1862 وبدأت بطباعتها، بنهاية الحرب الأمريكية كان هناك 461 مليون دولار أمريكي مطبوع.

آنذاك لم تكن العملة مغطاة بالذهب (المقصود بالتغطية بالذهب هو أن يكون بمقدورك استبدال العملة الورقية بالذهب متى ما أردت ذلك حيث أنّ العملة الورقية تكون قيمتها ذهبًا)، إلّا أن الكونجرس الأمريكي جرّم من يرفض التعامل بالدولار الأمريكي آنذاك وفرض التعامل بها. كان الدولار حينها مجرّد ورقة نقدية كثقة بينك وبين الحكومة، ولم يكن يساوي شيئًا في الواقع حيث أنّه ليس مغطىً بالذهب.

تضخم هائل في الولايات المتحدة

وفي عام 1879 وبعد حصول تضخّم هائل في الولايات المتّحدة وخسارة الدولار الأمريكي لجزء كبير من قيمته، تمّ تغطية الدولار الأمريكي بالذهب; حيث صار بمقدور الناس استبدال الدولارات الأمريكية الخضراء بالذهب متى ما أرادوا ذلك مما خفّض التضخّم وأنعش الاقتصاد.

في عام 1929م حصل الكساد العظيم (أزمة اقتصادية عالمية استمرت لسنوات)، مما دفع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى إلغاء تغطية الدولار بالذهب عام 1933م ولكنّه أعاد تغطية الدولار بالذهب عام 1934م مع تعديلٍ نسبي لسعر الدولار للتخلص من إرهاصات تلك الأزمة. استمر الأمر على ما هوّ عليه إلى حين حصول اتفاقية Bretton Woods.

سعر الدولار والعملات اليوم

نقدم لكم أسعار العملات الأجنبية امام الجنيه المصري اليوم الجمعة 25 – 3 – 2022.

سعر الدولار الأمريكي

سجل سعر الدولار الأمريكي اليوم 18.42 جنيه للبيع، و18.32 جنيه للشراء.

سعر اليورو

سعر اليورو 20.24 جنيه للبيع و20.13 جنيه للشراء.

سعر الجنيه الإسترليني

سعر الجنيه الإسترليني 24.13 جنيه للبيع و24.17 جنيه للشراء.

سعر الريال السعودى

سعر الريال السعودي 4.91 جنيه للبيع و4.88 جنيه للشراء.

سعر الدينار الكويتي

سعر الدينار الكويتي 61.64 جنيه للبيع 60.16 جنيه للشراء.

وسجل سعر الدولار في بنوك: “الأهلي اليوناني، التعمير والإسكان، بلوم، المصرف المتحد، الأهلي الكويتي” 15.64 جنيه للشراء و15.74 جنيه للبيع، وفي بنك قناة السويس 15.62 جنيه للشراء و15.72 جنيه للبيع.

 اتفاقية Bretton Woods

قبل أن تخرج الولايات المتّحدة منتصرةً من الحرب العالمية بعامٍ واحد، بدأت تعمل على إنشاء نظامٍ عالمي جديد وبالتالي إنشاء نظام عالمي اقتصادي جديد، تكون الولايات المتّحدة والدولار الأمريكي رأس الهرم فيه. وقد حصل ذلك عن طريق اتفاقية Bretton Woods سنة 1944م.

حضر هذه الاتفاقية 44 دولة من حول العالم، واستمر انعقاد المؤتمر لأكثر من 22 يومًا، تمّ فيه توقيع عدد كبير من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم التجارة العالمية الدولية بالإضافة إلى تطبيق بعض الشروط والقيود عليها. أهمّ نتائج المؤتمر كان اعتماد الدولار الأمريكي كمرجعٍ رئيسي لتحديد سعر عملات الدول الأخرى; يمكنك أن تقول أنّ هذه الاتفاقية هي الاتفاقية الرئيسية التي أدّت إلى تشكيل نظام الصرف الأجنبي وتشكيل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للتطوير والتعمير، وهي الاتفاقية الرئيسية التي رسّخت هيمنة الدولار الأمريكي على تعاملات العالم الاقتصادية، حيث صارت هذه الدول الـ44 ترجع إلى الدولار الأمريكي لتحديد قيمة عملاتها دوليًا، مما جعل الدولار بمركز الملك.
كانت الولايات المتّحدة تمتلك 75% من ذهب العالم لوحدها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكان الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة على مستوى العالم المُغطاة بالذهب (بقية الدول تخلّت عن تغطية عملاتها بالذهب بعد حصول تضّخمات في اقتصاداتها)، مما دفع عددًا كبيرًا من دول العالم إلى العمل على تكديس الدولارات الأمريكية بهدف استبدالها بالذهب مستقبلًا كاحتياطي، وصار عدد كبير من هذه الدول يستخدم عملة الدولار كاحتياطي النقد الأجنبي.

وهكذا تحقق حلم العمّ سام بالسيطرة على الاقتصاد العالمي.. ولكن تطورًا مهمًا حصل لاحقًا.

ظهور الدولار

وفق ما هو موثّق في التاريخ الأميركي وعلى موقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، فلم يكن ظهور الدولار كعملة رسمية بين ليلة وضحاها، إذ مرّت عملية اعتماده ثم سكّه وطرحه في النهاية، برحلة طويلة على مدار أكثر من عقد من الزمن.

وبدأت الحكاية، بحسب ما ورد في كتاب جاسون غودوين، (العملة الخضراء: الدولار القوي واختراع أميركا) مع هجرات المستعمرين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة عام 1620، حيث أخذ هؤلاء المستوطنون معهم في البداية ذهباً وعملات إنجليزية، لكنهم لم يكونوا من الأثرياء وسرعان ما نفدت الأموال وأصبحوا عاجزين عن شراء الغذاء وجلود الحيوانات وحاجات أخرى من السكان الأصليين للقارة الأميركية.

وبعد وقت قصير من ذلك التاريخ، اكتشف المستوطنون أن أنواعاً معينة من الأصداف كانت ذات أهمية رمزية لعددٍ كبيرٍ من السكان الأصليين، وبناء عليه أمكن تبادلها مع المستعمرين الإنجليز مقابل ما يحتاجون إليه من أمور ضرورية، مثل الغذاء، إلّا أنّه وفق، غودوين، وبعدما أصبح التبادل بين المستوطنين أنفسهم مهماً للغاية، بدأ هؤلاء باستخدام سلع أخرى في عملية المقايضة. ففي المستعمرات الشمالية، استخدموا الذرة والأسماك، وفي مستعمرات جنوبية عدّة كانوا يفضّلون التبغ. وقد أُعلن الكثير من هذه السلع أموالاً قانونية على الرغم من أن بعضها لم يلق نجاحاً كعملة.

سيطرت الدولار على العالم

على قدر صعوبة ظهور الدولار إلى العلن، كانت رحلة صعوده على رأس النظام الاقتصادي العالمي على مدار العقود الأولى للقرن العشرين.

فبعد طباعة الدولار وتداوله، لم تكن العملة مغطّاة بالذهب (ما يعني عدم قدرتك على استبدال العملة الورقية بالذهب متى أردت)، شهد الاقتصاد الأميركي موجة كبيرة من التضخم عام 1879، خسر خلالها الدولار جزءًا كبيراً من قيمته، ليأتي قرار في المقابل بتغطيته بالذهب مِمّا خفّض التضخّم وأنعش الاقتصاد.

خمسة عقود أخرى كانت فاصلة عن موجة كساد لم يشهدها الاقتصاد الأميركي من قبل، سُمّيت بـ”الكساد العظيم” عام 1929 واستمرت لسنوات، دفعت معها الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت إلى إلغاء تغطية الدولار بالذهب عام 1933، قبل أن يعود عن قراره في العام اللاحق مع تعديل نسبي لسعر الدولار، واستمر الحال إلى أن قادت الولايات المتحدة الجهود الدولية لتوقيع اتفاقية “بريتون وودز” عام 1944 (عُقد المؤتمر في ولاية نيو هامبشير وحضرته 44 دولة من حول العالم، واستمر لأكثر من 22 يوماً)، وهي تلك المحطة الفاصلة في الاقتصاد الدولي والأميركي وإنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، إذ تمخّضت عنها نشأة المؤسسات المالية الدولية، وعلى رأسها “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى